قال في الإرشاد : الزوج ماله مشاكل من نوعه فالذكر زوج للأنثى كما هي زوج له وقد يطلق على مجموعهما فيقابل الفرد ولإزالة ذلك الاحتمال قيل اثنين كل منهما زوج الآخر وقدم ذلك على أهله وسائر المؤمنين لأنه إنما يحمل بمباشرة البشر وهم إنما يدخلونها بعد حملهم إياه روى أن نوحاً قال : يا رب كيف احمل من كل زوجين اثنين، فحشر الله إليه السباع والطير فجعل يضرب يديه في كل جنس فيقع الذكر في يده اليمنى والأنثى في اليسرى فيجعلهما في السفينة.
قال الحسن : لم يحمل في السفينة إلا ما يلد ويبيض، وأما ما يتولد من التراب كالحشرات والبق والبعوض فلم يحمل منه شيئاً.
قال الشيخ السمرقندي في بحر الكلام : وأول ما حمل نوح الذرة وآخر ما حمله الحمار فلما دخل صدره
١٢٦
تعلق إبليس بذنبه فلم يستقل رجلاه فجعل نوح يقول : ويحك ادخل فينهض فلا يستطيع حتى قال نوح : ادخل والشيطان معك، فلما قالها نوح : خلى الشيطان سبيله فدخل ودخل الشيطان معه فقال نوح : ما أدخلك عليّ يا عدو الله؟ قال : ألم تقل أدخل والشيطان معك، قال : اخرج عني يا عدو الله، قال : مالك بدّ من أن تحملني معك وكان فيما يزعمون في ظهر الفلك انتهى.
وقال في : أن إبليس أراد أن يدخل السفينة فلم يمكن أن يدخل من غير إذن فتعلق بذنب حمار وقت دخوله في السفينة فلم يدخل الحمار في السفينة فألح عليه نوح عليه السلام فقال نوح للحمار : ادخل يا ملعون فدخل الحمار السفينة ودخل معه إبليس فلما كان بعد ذلك رأى نوح إبليس في السفينة فقال له : دخلت السفينة بغير أمري فقال له : إبليس ما دخلت إلا بأمرك فقال له : فأنا ما أمرتك فقال : أمرتني حين قلت للحمار ادخل يا ملعون ولم يكن ثمه ملعون إلا أنا فدخلت فتركه، وفي الحديث : إذا سمعتم نهاق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنها رأت شيطاناً وإذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا قالوا : صوت كل حيوان تسبيح منه إلا الحمار فإن صوته من رؤية الشيطان وذلك يدل على كمال دناءته في نفسه، ولذا تعلق الشيطان بذنبه وجاء صديقاً له، وأما الديك فهو عدوله لأنه يصيح في أوقات الصلاة عند استماع صوت ديك العرش ولا بعد في تفاوت الحيوانات العجم كالإنسان وقد صح أن البغال كانت أسرع الدواب في نقل الحطب لنار إبراهيم عليه السلام ولذلك دعا عليها فقطع الله نسلها وإن الوزغ كان ينفخ في ناره ولذا ورد من قتل وزغة في أول ضربة كتبت له مائة حسنة.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٢٦
قال في حياة الحيوان : إذا ذبح الديك الأبيض الأفرق أحد لم يزل ينكب في أهله وماله.
وعن سالم بن عبد الله، عن أبيه، قال : لما ركب نوح عليه السلام في السفينة رأى فيها شيخاً لم يعرفه فقال له نوح : ما أدخلك؟ قال : دخلت لأصيب قلوب أصحابك فيكون قلوبهم معي وأبدانهم معك، قال نوح : أخرج يا عدو الله فقال إبليس : خمس أهلك بهن الناس وسأحدثك منهن بثلاث ولا أحدثك باثنتين فأوحى إلى نوح إنه لا حاجة بك إلى الثلاث مره يحدثك بالثنتين قال : الحسد وبالحسد لعنت وجعلت شيطاناً رجيماً والحرص أبيح لآدم الجنة كلها فأصبت حاجتي منه بالحرص.
وفي المثنوى :
حرص تودكار بدون آتشست
اخكر ازرنك خوش آتش خوشست
آن سياهى فحم در آتش نهان
ون شد آتش آن سياهى شد عيان
اخكراز حرص توشد فحم سياه
حرص ون شد ماند آن فحم تباه
آن زمان آن فحم احكر مينمود
آن نه حسن كارنار حرص بود
حرص كارت را بيار ائيده بود
حرص رفت وماند كار توكبود
وقيل : إن الحية والعقرب أتيا نوحاً فقالتا : احملنا فقال : أنتما سبب الضرر والبلاء فلا احملكما قالتا : احملنا فنحن نضمن لك لا نضر أحداً فمن قرأ حين خاف مضرتهما سلام على نوح في العالمين}(الصافات : ٧٩) ما ضرتاه.
وعن وهب بن منبه أمر نوح بأن يحمل من كل زوجين اثنين قال : يا رب كيف أصنع بالأسد والبقرة وبالعناق والذئب وبالحمام والهرة قال : يا نوح من ألقى بينهم العداوة؟ قال : أنت يا رب قال : فإني أؤلف بينهم حتى يتراضوا.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما كثر الفار في السفينة
١٢٧