عقل را مى ديدى س بى بال وبرك
بى غرض ميكرد آن دم اعتراف
كز زكاوت را ندايم اسب ازكزاف
از غروري سر كشيديم از رجال
آشنا كرديم در بحر خيال
١٣٣
آشنا هيست اندر بحر روح
نيست آنجا اره جز كشتى نوح
همو كنعان سوى هر كوهى مرو
از نبي لا عاصم اليوم شنو
مى نمايد ست آن كشتى زبند
مى نمايد كوه فكرت س بلند
در بلندى كوه فكرت كم نكر
كه يكى موجش كند زير وزبر
كرتو كنعاني ندارى باورم
كردو صد ندين نصيحت آورم
كوش كنعان كي ذيرد اين كلام
كه براو مهر خدايست وختام
آخر اين اقرار خواهى كرد هين
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٣١
هم زاول روز آخررا ببين
هركه آخر بين بود مسعود بود
نبودش هر دم بره رفتن عثور
كر نخوائى هردمى اين خفت وخيز
كن زخاك اى مردى شم تيز
وقال الحافظ :
يار مردان خداباش كه در كشتى نوح
هست خاكى له بابي نخرد طوفانرا
ومن اللطائف المناسبة لهذا المحل ما قال خسرو دهلوى :
زيدرياى شهادت ون نهنك لابر آردسر
نيم فرض كردد نوح رادروقت طوفانش
قوله (زدرياى شهادت) هو قول المؤمنين أشهد (ون نهنك لابر آرد سر) هو ارتفاع لا والمراد من التيمم الضربتان ضربة إلا وضربة الله.
والمراد من نوح اللسان ومن الفم السفينة وطوفانه تلفظه بأن لا إله إلا الله، وإذا قال : أشهد أن لا إله إلا الله رفع لا رأسه من بحر الشهادة ووقع الطوفان على اللسان فوجب عليه هاتان الضربتان، فإذا ضربهما نجا، وإن لم يضربهما ووقف ساعة غرق في بحر الطوفان، والوقف كفر كذا شرحه حضرة الشيخ بالي الصوفيوي شارح الفصوص قدس سره.
وقيل بني على المفعول كأخواته الآتية لتعين الفاعل وهو الله تعالى إذ لا يقدر أحد غيره على مثل هذا القول البديع والفعل العجيب، أي : قال الله تعالى : بعد مدة الطوفان تنزيلاً للأرض والسماء منزلة من له صلاحية النداء.
يا أرض قدم أمر الأرض على أمر السماء لابتداء الطوفان منها.
ابلعي أي : انشفي فإن البلع حقيقة إدخال الطعام في الحلق بعمل الجاذبة، فهو استعارة لغور الماء في الأرض، ووجه الشبه الذهاب إلى مقرّ خفي يقال : نشف الثوب العرق بكسر الشين أي : شربه، وفيه دلالة على أنه ليس كالنشف المعتاد التدريجي ماءك أي : ما على وجهك من ماء الطوفان دون المياه المعهودة فيها من العيون والأنهار، وإنما لم يقل ابلعي بدون المفعول لئلا يستلزم تركه ما ليس بمراد من تعميم الابتلاع للجبال والتلال والبحار وساكنات الماء بأسرهن نظراً إلى مقام ورود الأمر الذي هو مقام عظمة وكبرياء كذا في المفتاح.
يقول الفقير : تفسير الإرشاد يدل على أن الماء المضاف إلى الأرض مجموع الماء الذي خرج من بطنها ونزول من السماء والظاهر الذي لا محيص عنه أنه ماء الأرض بخصوصه فإنها لما نشفته صار ما نزل من السماء هذه البحور على ما في تفسير التيسير ثم رأيت في بعض الكتب المعتبرة ما يوافق هذا وهو أن الله تعالى لما نزل الطوفان على قوم نوح عليه السلام انزل عليهم
١٣٤
المطر من السماء أربعين يوماً بمياه كثيرة، وأمر عيون الأرض فانفجرت فكان الماآن سواء في اللين غير أن ماء السماء كان مثل الثلج بياضاً وبرداً، وماء الأرض مثل الحميم حرارة حتى ارتفع الماء على أعلى جبل في الدنيا ثمانين ذراعاً، ثم أمر الأرض فابتعلت ماءها وبقي ماء السماء لم تبتلغه الأرض فهذه البحور التي على وجه الأرض منها، وأما البحر المحيط فغير ذلك بل هو جزر عن الأرض حين خلق الله الأرض من زبده، انتهى ويا سماء اقلعي أي : أمسكي عن إرسال المطر يقال : اقلع الرجل عن عمله إذا كف، واقلعت السماء إذا انقطع مطرها فالإقلاع يشترك بين الحيوانات والجمادات.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٣١
قال العلماء : قيل مجاز مرسل عن الإرادة كأنه قيل أريد أن يرتد ما انفجر من الأرض إلى بطنها وأن ينقطع طوفان السماء وذلك بعد أربعين يوماً وليلة روى أنه لا ينزل من السماء قطرة من ماء إلا بكيل معلوم ووزن معلوم إلا ما كان يوم الطوفان فأنزل بغير كيل ووزن.
وأصل الكلام قيل يا أرض ابلعي ماءك فبلعت ماءها، ويا سماء اقلعي عن إرسال الماء اقلعت عن إرساله، وغيض الماء النازل من السماء فغاض وترك ذكره لظهور انفهامه من الكلام وغيض الماء أي : نقص ما بين السماء والأرض من الماء فظهرت الجبال والأرض.
والغيض : النقصان يقال : غاض الماء قل ونضب وغاضه الله نقصه يتعدى ويلزم وهو في الآية من المتعدي لأن الفعل لا يبني للمفعول بغير واسطة حرف الجر إلا إذا كان متعديا بنفسه وقضى الأمر أي : أنجز الموعود من إهلاك الكافرين، وإنجاء المؤمنين فالقضاء ههنا بمعنى الفراغ كأنه قيل تم أمرهم وفرغ من إهلاكهم وإغراقهم.
قال في المفتاح : قيل الأمر دون أن يقال : أمر نوح لقصد الاختصار والاستغناء بحرف التعريف عن ذلك.