﴿ذُرِّيَّةِ﴾ أي : يا ذرية ﴿مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ﴾ في السفينة أو نصب على الاختصاص بتقدير أعني يقال ذرأ خلق والشيء كثر ومنه الذرية مثلثة لنسل الثقلين كما في "القاموس".
والمراد تأكيد الحمل على التوحيد بتذكير أنعامه عليهم في ضمن إنجاء آبائهم من الغرق في سفينة نوح.
قال في "الكواشي" : هذا منة على جميع الناس لأنهم كلهم من ذرية من أنجى في السفينة من الغرق.
والمعنى كانوا مؤمنين فكونوا مثلهم واقتفوا بآثار آبائكم.
قال الكاشفي :(مرادسامست كه ابراهيم عليه السلام جد بني إسرائيل است ازتسل اوبود يعني نعمت نجات از طوفان كه به يدرشما ارزاني داشتيم ياد كنيد وشكر كوبيد) ﴿أَنَّهُ﴾ أي نوحاً عليه السلام ﴿كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾ كثير الشكر في مجامع حالاته وكان إذا أكل قال : الحمدالذي أطعمني ولو شاء أجاعني وإذا شرب قال : الحمدالذي سقاني ولو شاء أظمأني وإذا اكتسى قال الحمدالذي كساني ولو شاء جردني وإذا تغوط قال الحمدالذي أخرج عني أذاه في عافية ولو شاء حبسه.
ـ وروي ـ أنه كان إذا أراد الإفطار عرض طعامه على من آمن به فإن وجده محتاجاً آثره به وفيه إيذان بأن إنجاء من معه كان ببركة شكره عليه السلام وحث الذرية على الاقتداء به وزجر لهم عن الشرك الذي هو أعظم مراتب الكفران.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٣١
وفي "التأويلات النجمية" :﴿إِنَّه كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾ أي كان نوح عبداً شكوراً يرى الضراء نعمة منا كما يرى السراء نعمة منا فيشكرنا في الحالتين جميعاً فلما بالغ في الشكر سمي شكوراً فالله تعالى بالغ في ازدياد النعمة جزاء لمبالغته في الشكر حتى أنعم على ذرية من حملهم مع نوح وهم بنو إسرائيل بإيتاء التوراة الهادية إلى التوحيد المنجية من الشرك.
﴿وَقَضَيْنَآ إِلَى بَنِى إِسْرَاءِيلَ﴾ يقال : قضي إليه أنهاه وأبلغه أي أعلمناهم وأوحينا إليهم وحياً جزماً وبيناً.
﴿فِى الْكِتَـابِ﴾ في التوراة فإن الإنزال والوحي إلى موسى إنزال ووحي إليهم.
﴿لَتُفْسِدُنَّ فِى الأرْضِ﴾ والله لتفسدن في أرض الشام وبيت المقدس ﴿مَّرَّتَيْنِ﴾ مصدر والعامل فيه من غير لفظه أي إفساداً بعد إفساد
١٣١
إفسادتين : أولهما مخالفة حكم التوراة وقتل شعيا وحبس أرميا حين أنذرهم سخط الله وارميا بتشديد الياء مع ضم الهمزة على رواية الزمخشري وبضم الهمزة وكسرها مخففاً على رواية غيره.
وفي "القاموس" أرميا بالكسر نبي، والثانية قتل زكريا ويحيى وقصد قتل عيسى ﴿وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾ ولتستكبرن عن طاعة الله تعالى (يعنى سركش خواهيد شد ازطاعت من) والعلو العتو على الله والجراءة.
قال الكاشفي :(درين قصه اختلاف بسيارست وهر مفسري نقلى كه بدور سيده ايراد نموده وقول أصح وأشهر در مختار القصص وسير وغير آن از كتبى كه در اخبار انبينا عليهم السلام نوشته اند نانست كه ون سلطنت بني إسرائيل درولايت شام بصديقه رسيده از اولاد سلما واو مردى ضعيف حال وارج بود ملوك اطراف طمع درولايت ايليه بسته متوجه آن صوب شدند اول سنجاريب ملك موصل بيامد ومتعاقب او سلما اشاه آذربايجان رسيد وهردوتلاش شهر بيت المقدس نموده بايكديكر محاربه آغازكردند آتش قتال ميان ايشان اشتعال ذيرفت ودرياى مبارزت ازصرصر مخاصمت بموج در آمد) :
سهداران سه درهم فكندند
صلاى مرك در عالم فكندند
زيكان عالمي را اله بكرفت
زخون روى زمين را لاله بكرفت
عاقبت سطوت هيبت الهى ظهور نموده هردولشكر ازيكديكر منهزم كشتند وغنايم ايشان بدست بني إسرائيل افتاد ديكر باره ادشاه روم وملك صقاليه وسلطان اندلس هريك بالشكر جرار كرار همه تيغ زن ونيزه كذار بردر بيت المقدس جمع شدند وون رتبه سلطنت شركت برنتابد ايشان نيز آغاز نزاع كرده بلشكر آرايى ونبرد آزمايى قيام واهتمام نمودند :
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٣١
در افتادند همون شير غران
بكرز وتيزه وشمشير بران
بني إسرائيل دعاي "اللهم اشتغل الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين غانمين" آغاز كردند ونكباي نكبت غبار ادبار برديده آن خا كساران اشيد هزيمت را غنيمت دانسته دلها برفرار قرار داده از يكديكر كريزان شدند :
نه جاى قرار ونه جاى ستيز
نهادند ناكام رو دركريز