وفي "الخصائص الصغرى" وخص عليه السلام بتسليم الحجر وبكلام الشجر وبشهادتها له صلى الله عليه وسلّم بالنبوة وإجابتها دعوته.
قال السهيلي : يحتمل أن يكون نطق الحجر كلاماً مقروناً بحياة وعلم ويحتمل أن يكون صوتاً مجرداً غير مقترن بحياة.
وقال حضرة الشيخ الأكبر قدس سره الأطهر أكثر العقلاء بل كلهم يقولون إن الجمادات لا تعقل فوقفوا عند بصرهم والأمر عندنا ليس كذلك فإذا جاءهم عن نبي أو ولي أن حجراً كلمه مثلاً يقولون خلق الله فيه العلم والحياة في ذلك الوقت والأمر عندنا كذلك بل سر الحياة سار في جميع العالم وقد ورد أن كل شيء سمع صوت المؤذن من رطب ويابس يشهد له ولا يشهد إلا من علم وقد أخذ الله بأبصار الإنس والجن عن إدراك حياة الجماد إلا من شاء الله كنحن وأضرابنا فإنا لا نحتاج إلى دليل في ذلك لكون الحق سبحانه قد كشف لنا عن حياتها عيناً وأسمعنا تسبيحها ونطقها وكذلك اندكاك الجبل لما وقع التجلي إنما كان ذلك منه لمعرفته بعظمة الله تعالى ولولا ما عنده من العظمة لماتد كدك (ودرباب ثان عشر از سفر ثاني فتوحات فرموده كه ما بكوش خود شنيديم كه سنكى بزبان قال : ذكر ملك متعال كفت وباما خطاب كرد ون مخاطبه عارفان وسخنان آرا نموده كه هر آدمى آنرا درنيابد).
وقال في كتاب "الطريقة" : له إذا رأيت هؤلاء العوالم مشتغلين بالذكر الذي أنت عليه فكشفك خيالي غير صحيح وإنما ذلك خيالك أقيم لك في الموجودات وإذا شهدت في هؤلاء تنوعات الأذكار فهو الكشف الصحيح.
قال بعض الكبار : كل معلوم حي لأنه يعطي العلم للعالم فكما أن نور الشمس ينور كل من يراه فكذلك الحي لذاته يحيى به كل من يراه فكل شيء به حي فالأشجار والجمادات لهن حياة عند أرباب الكشف وكلام يسمعه من كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد.
قال حضرة الشيخ افتاده قدس سره : إن السالك يسمع حركات الأفلاك في أثناء سلوكه وذلك بقوة رياضية وقال خليفته حضرة الهدائي قدس سره : خرجت للوضوء وقت التهجد فسمعت الماء الجاري يقول بهذا الوزن يا دائم يا دائم يا دائم يا دائم ونظائره كثيرة لا تحصى.
يقول الفقير : دعا حضرة شيخي
١٦٥
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٦٢
وسندي روح الله روحه بعض الصوفية للإفطار وكان وقتئذٍ لا يفطر إلا على الماء والخبز.
ثم لا يأكل إلا عشية الغد فقال : هذا الخبز له روح حقاني فظاهره يرجع إلى الجسد وروحه يرجع إلى الروح فيتقوى به الجسم والروح جميعاً ولكل موجود روح إما حيواني أو حقاني فجسد الميت له روح حقاني أي : غير روحه الذي فارقه ألا ترى أن الله تعالى لو أنطقه لنطق فنطقه بإنطاق الله تعالى إنما هو لأن له روحاً حقانياً وقد جاء أن كل شيء يسبح بحمده وما هو إلا بكون المسبح ذا روح ولو كان حجراً أو شجراً أو غير ذلك، وفي "المثنوي" :
ون شما سوى جمادى مى رويد
محرم جان جمادان ون شويد
از جمادى عالم جانها يويد
غلغل اجزاى عالم بشنويد
فاش تسبيح جمادات آيدت
وسوسه تأويلها نر بايدت
ون ندارد جان تو قنديلها
بهر بينش كرده تأويلها
كه غرض تأويل ظاهر كى بود
دعوى ديدن حيال وغى بود
بلكه هر بيننده را ديدار آن
وقت عبرت ميكند تسبيح خوان
س واز تسبيح يادت مى دهد
آن دلالت همو كفتن مى بود
اين بود تأويل أهل اعتزال
واى آنكس كوندارد نور حال
ون زحس بيرون نيامد آدمى
باشد از تصوير غيبي أعجمي
وفي "التأويلات النجمية" :﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَـاوَاتُ السَّبْعُ وَالارْضُ وَمَن فِيهِنَّ﴾ أي : ينزهه عما يقولون من كل نقيصة ذرات المكونات وأجزاء المخلوقات فمن له روح فبلسانه ولغته وهذا مما يفقه العقلاء وأما الجمادات فبلسان الملكوتي كما قال :﴿وَإِن مِّن شَىْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ﴾ أي : يحمده على نعمة الإيجاد والتربية ﴿وَلَـاكِن لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ لأنه ليس من جنس تسبيحكم.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٦٢


الصفحة التالية
Icon