وكل داع إلى معصية الله فهو من حزب إبليس وجنده.
(وأمام زاهدي ازابن عباس نقل ميكندكه هر آوازى كه نه در رضاى خداى تعالى ازدهان بيرون آيد آواز شيطانست).
وقال مجاهد بالغناء والمزامير فالمغنون والزامرون من جند إبليس وقد ورد في الخبر الوعيد على الزامر وفي الحديث "بعثت لكسر المزامير وقتل الخنازير" المزامير جمع مزمار وهو آلة معروفة يضرب بها ولعل المراد آلات الغناء كلها تغليباً والكسر ليس على حقيقته بل مبالغة عن النهي لقرينة.
فإن قلت الحديث المذكور صريح في قبح المزمار والظاهر من قوله عليه السلام حين سمع صوت الأشعري وهو يقرأ "لقد أوتي هذا من مزامير آل داود" خلافه.
قلت : ضرب المزامير مثلاً لحسن صوت داود عليه السلام وحلاوة نغمته كأن في حلقه مزامير بها والآل مقحم ومعناه الشخص كذا في "شرح الأربعين" حديثاً لابن كمال.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٧٩
وفي "التأويلات النجمية" : واستزل بتمويهات الفلاسفة وتشبيهات أهل الأهواء والبدع وخرافات الدهرية وطامات الإباحية وما يناسبها من مقالات أهل الطبيعة مخالفاً للشريعة ﴿وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ﴾ (وبرانكيزان برايشان بسواران ويادكان يعني ديواني كه معاون تواند دروسوسه واغوا همه را جمع كن در تسلط برايشان).
وفي "الكواشي" جلب واجلب واحد بمعنى الحث والصياح أي : صح عليهم بأعوانك وأنصارك من راكب وراجل من أهل الفساد والخيل الخيالة بتشديد الياء وهي أصحاب الخيول ومنه قوله عليه السلام :"يا خيل الله اركبي".
والرجل بالسكون بمعنى الراجل وهو من لم يكن له ظهر يركبه.
قال ابن عباس ومجاهد وقتادة أن خيلاً ورجلاً من الجن والإنس فما كان من راكب يقاتل في معصية الله فهو من خيل إبليس وما كان من راجل يقاتل في معصية الله فهو من رجل إبليس ويجوز أن يكون استفزازه بصوته وإجلابه بخيله ورجله تمثيلاً لتسلطه على من غويه فكأنه مغواراً وقع على قوم فصوت بهم صوتاً يزعجهم من أماكنهم ويقلعهم عن مراكزهم وأجلب عليهم بجنده من خيالة ورجالة حتى استأصلهم.
﴿وَشَارِكْهُمْ﴾ (شركت ده بايشان) ﴿فِى الامْوَالِ﴾ بحملهم على كسبها أو جمعها من الحرام والتصرف فيها على ما لا ينبغي من الربا والإسراف ومنع الزكاة وغير ذلك ﴿وَالاوْلْـادِ﴾ بالحث على التوصل إليهم بالأسباب المحرمة والوأد والإشراك كتسميتهم بعبد العزى وعبد الحارث وعبد الشمس وعبد الدار وغير ذلك.
والتضليل بالحمل على الأديان الزائغة والحرف الذميمة والأفعال القبيحة.
وقال في "التأويلات النجمية" : بتضييع زمانهم وإفساد استعدادهم في طلب الدنيا ورياستها متغافلين عن تهذيب نفوسهم وتزكيتها وتأديبها وتوقيها عن الصفات المذمومة وتحليتها بالصفات المحمودة وتعليمهم الفرائض والسنن والعلوم الدينية وتحريضهم على طلب الآخرة والدرجات العلى والنجاة من النار والدركات السفلى انتهى.
وعن جعفر بن محمد أن الشيطان يقعد على ذكر الرجل فإذا لم يقل باسم الله أصاب معه امرأته وأنزل في فرجها كما ينزل الرجل وقد جعل الله له في كثير من الأشياء نصيباً وفي الحديث :"إن إبليس لما أنزل إلى الأرض قال : يا رب أنزلتني الأرض وجعلتني رجيماً فاجعل لي بيتاً قال : الحمام قال : فاجعل لي مجلساً قال : الأسواق ومجامع الطرق قال : فاجعل لي طعاماً
١٨١
قال : ما لم يذكر اسم الله عليه قال : اجعل لي شراباً قال : كل مسكر قال : اجعل لي مؤذناً قال : المزامير قال : اجعل لي قرآناً قال : الشعر قال : اجعل لي كتاباً قال : الوشم قال : اجعل لي حديثاً قال : الكذب قال : اجعل لي رسلاً قال : الكهنة قال : اجعل لي مصائد قال : النساء" كما في "بحر العلوم" للسمرقندي ﴿وَعَدَّهُمْ﴾ المواعيد الباطلة كشفاعة الآلهة والإتكال على كرامة الآباء وتأخير التوبة بتطويل الأمل وإخبارهم أن لا جنة ولا نار ونحو ذلك ﴿وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَـانُ﴾ اللازم يحتمل العهد والجنس قال عليه السلام :"ما منكم من أحد إلا وله شيطان" ﴿إِلا غُرُورًا﴾ يعني :(خطارا در صورت ثواب مى آرايد) وهو تزيين الخطأ بما يوهم أنه صواب.
قال في "بحر العلوم" : هذه الأوامر واردة على طريق التهديد كقوله للعصاة اعملوا ما شئتم وقيل على سبيل الخذلان والتخلية.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٧٩
﴿إِنَّ عِبَادِى﴾ الإضافة للتشريف وهم المخلصون وفيه أن من تبعه ليس منهم (امام قشيري فرموده كه بنده حق آنست كه دربند غير نباشد.
وشيخ عطار فرمايد) :
وتوردر بند صد يزى خدارا بنده ون باشى
كه تودر بند هر يزى كه باشى بنده آنى
﴿لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـانٌ﴾ أي : تسلط وقدرة على إغوائهم كما قال :﴿إِنَّه لَيْسَ لَه سُلْطَـانٌ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ (النحل : ٩٩) ﴿وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلا﴾ لهم يتوكلون عليه ويستمدونه يا إبليس الخلاص من إغوائك.


الصفحة التالية
Icon