فالواجب أن تجثو في هذا اليوم بين يدي عالم لتعلم القرآن وكيفية العمل به ومعرفة طريق الوصول إلى حقائقه فإنه نسخة إلهية فيها علوم جميع الأنبياء والأولياء فمن أراد دخول الدار من شيخ وشاب فليأت من طرف الباب.
وعن علي رضي الله عنه : من قرآ القرآن وهو قائم في الصلاة كان له بكل حرف مائة حسنة ومن قرأ وهو جالس في الصلاة فله بكل حرف خمسون حسنة ومن قرأ وهو في غير الصلاة وهو على وضوء فخمس وعشرون حسنة ومن قرأ على غير وضوء فعشر حسنات.
قالوا : أفضل التلاوة على الوضوء والجلوس شطر القبلة وأن يكون غير متربع ولا متكىء ولا جالس جلسة متكبر ولكن نحو ما يجلس بين يدي من يهابه ويحتشم منه.
وفي "الأشباه" : استماع القرآن أثوب من تلاوته انتهى.
فما يفعل البعض في هذا الزمان من إخفاء آية الكرسي في بعض الجوامع والمجامع ليس على ما ينبغي وذلك لأن في القوم من هو أمي لا يحسن قراءة الآية المذكورة فاللائق أن يجهر بها المؤذن لينال المستمعون ثواب التلاوة بل أزيد وهو ظاهر على أرباب الإنصاف ولا يخرج عن هذا الحد إلا أصحاب الاعتساف.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٢٣٦
﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ﴾ احبسها وثبتها مصاحبة ﴿مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَواةِ وَالْعَشِىِّ﴾ في أول النهار وآخره والمراد الدوام أي : مداومين على الدعاء في جميع الأوقات أو بالغداة لطلب التوفيق والتيسير والعشي لطلب عفو التقصير.
نزلت حين طلب رؤساء الكفار طرد فقراء المسلمين من مجالسه عليه السلام كصهيب وعمار وخباب وغيرهم وقالوا : اطرد هؤلاء الذين ريحهم ريح الصنان يعني :(اين شمينه وشان بي قدررا كه بوى خرقهاى ايشان مارا متأذى دارد از مجلس خود دورساز) حتى نجالسك فإن أسلمنا أسلم الناس وما يمنعنا من اتباعك إلا هؤلاء لأنهم قوم أرذلون كما قال قوم نوح ﴿أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الارْذَلُونَ﴾ (الشعراء : ١١١) فلم يأذن الله في طرد الفقراء لأجل أن يؤمن جمع من الكفار.
فإن قيل يرجع الأهم على المهم وطرد الفقراء يسقط حرمتهم وهو ضرر قليل وعدم طردهم يوجب بقاء الكفار على كفرهم وهو ضرر عظيم.
قلنا من ترك
٢٣٨
الإيمان حذراً من مجالسة الفقراء لم يكن إيمانه إيماناً بل يكون نفاقاً قبيحاً يجب أن لا يلتفت إليه كذا في "تفسير الإمام".
يقول الفقير شان النبوة عظيم فلو طردهم لأجل أمر غير مقطوع كان ذنباً عظيماً بالنسبة إلى منصبه الجليل مع أن الطرد المذكور من ديدن الملوك والأكابر من أهل الظواهر وعظماء الدين يتحاشون عن مثل ذلك الوضع نظراً إلى البواطن والسرائر ﴿يُرِيدُونَ﴾ بدعائهم ذلك ﴿وَجْهَهُ﴾
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٢٣٨