ـ حكي ـ أن بعض الخلفاء أراد أن يتطهر فعدا غلمانه ليصبوا عليه الماء فصدهم عن ذلك وتلا هذه الآية وأظنه المرتضى علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ كذا في الأسئلة المقحمة لأبي القاسم الفزاري.
يقول الفقير : كان المرتضى رضي الله عنه عمم الإشراك إلى الرياء والاستعانة في الوضوء ونحوه نظراً إلى ظاهر النظم وذلك زيادة في التقوى ونظيره أن الشافعي أوجب الوضوء من لمس المرأة باليد ونحوها نظراً إلى إطلاق قوله تعالى :﴿أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَآءَ﴾ (النساء : ٤٣) وهو عمل بالعزيمة كما لا يخفى.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال عليه السلام :"من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال" رواه مسلم قال ابن ملك اللام فيه للعهد ويجوز أن تكون للجنس لأن الدجال من يكثر منه الكذب والتلبيس وقد جاء في الحديث "يكون في آخر الزمان دجالون" فأهل الأهواء والبدع دجاجلة زمانهم والسر في العصمة منه أن هذه الآيات العشر مشتملة على قصة أصحاب الكهف وهم لما التجأوا إلى الله تعالى من شر دقيانوس الكافر أنجاهم الله منه فالمرجو منه تعالى أن يحفظ قارئها من الدجال ويثبته على الدين القويم.
وفي رواية للنسائي "من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال".
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال عليه السلام :"من قرأ الكهف كما أنزلت كانت له نوراً يوم القيامة من مقامه إلى مكة ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يسلط عليه" رواه الحاكم.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال عليه السلام :"من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيىء له يوم القيامة وغفر له ما بين الجمعتين".
وعن أبي سعيد قال :"من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق" رواه الدارمي في مسنده موقوفاً على أبي سعيد كذا في "الترغيب والترهيب" للإمام المنذري.
وفي تفسير "التبيان" : روي عبد الله بن فردة رضي الله عنه قال : قال عليه السلام :"ألا أدلكم على سورة شيعها سبعون ألف ملك حين نزلت ملأ عظمها ما بين السماء والأرض لتاليها مثل ذلك" قالوا : بلى يا رسول الله قال :"سورة الكهف من قرأها يوم الجمعة غفر له إلى يوم الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام وأعطي نوراً يبلغ السماء ووقي فتنة الدجال".
وفي "تفسير الحدادي" عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : قال عليه السلام :"من قرأ سورة الكهف فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة تكون فيها ومن قرأ الآية التي في آخرها حين يأخذ مضجعه كان له نور يتلألأ إلى مكة حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يقوم من مضجعه وإن كان مضجعه بمكة فتلاها كان له نور يتلألأ من مضجعه إلى البيت المعمور حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه ويستغفرون له حتى يستيقظ".
وفي "تفسير البيضاوي" عن النبي عليه السلام :"من قرأ عند مضجعه قل إنما أنا بشر مثلكم كان له نور في مضجعه يتلألأ إلى مكة حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يستيقظ".
وفي "فتح القريب" من قرأ عند إرادة النوم
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٠٧
﴿إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ الخ ثم قال اللهم أيقظني في أحب الأوقات إليك واستعملني بأحب الأعمال إليك فإنه سبحانه يوقظه
٣١١
ويكتبه من قوام الليل.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : إذا أردت أن تقوم أية ساعة شئت من الليل فاقرأ إذا أخذت مضجعك ﴿قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا﴾ الآية فإن الله يوقظك متى شئت من الليل.
وتكلموا في القراءة في الفراش مضطجعاً.
قال في "الفتاوى الحمدية" : لا بأس للمضطجع بقراءة القرآن انتهى.
والأولى أن لا يقرأ وهو أقرب إلى التعظيم كما في "شرح الشرعة" ليحيى الفقيه.
وعن ظهير الدين المرغيناني لا بأس للمضطجع بالقراءة مضطجعاً إذا أخرج رأسه من اللحاف لأنه يكون كاللبس وإلا فلا نقله قاضي خان.
وفي "المحيط" : لا بأس بالقراءة إذا وضع جنبيه على الأرض لكن يضم رجليه إلى نفسه انتهى.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٠٧