﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ﴾ أي : أذكر يا محمد لقومك بطريق الترغيب والترهيب يوم نجمع أهل التقوى والطاعة ﴿إِلَى الرَّحْمَـانِ﴾ إلى ربهم الذي يغمرهم برحمته الواسعة حال كونهم ﴿وَفْدًا﴾ وافدين عليه كما يفد الوفود على الملوك منتظرين لكرامتهم وأنعامهم والوافد من يأتي بالخير.
وفي "التهذيب" الوفد والوفادة (بنزديك امير شدن بحاجت) وفي "القاموس" وفد إليه وعليه قدم ورد وهم وفود ووفد.
وفي "التأويلات النجمية" : إنما خص حشر وفد المتقين إلى حضرة الرحمانية لأنها من صفات اللطف ومن شأنها الجود والانعام والفضل والكرم والتقريب والمواهب انتهى.
والرحمة إن كانت من صفات الذات يراد بها إرادة إيصال الخير ودفع الشر وإن كانت من صفات الفعل يراد بها إيصال الخير ودفع الشر كما في "بحر العلوم".
وعن علي رضي الله عنه ما يحشرون والله على أرجلهم ولكن على نوق رحالها ذهب وعلى نجائب سروجها ياقوت وأزمتها زبر جد ثم ينطق بهم حتى يقرعوا باب الجنة.
قال الكاشفي :﴿وَفْدًا﴾ (در حالتى كه سواران باشند بر ناقهاى بهشت يعنى ايشانرا سوار ببهشت برند نانه وافدانرا بدركاه ملوك ميبرند، إمام قيري رحمه الله فرمودكه بعضى بر نجائب طاعات وعبادات باشند وقومى بر مراكب همم ونيات.
آنانكه بر مراكب طاعت باشند بهشت خويانند ايشانرا بروضه جنان برند.
وآنانكه بر نجائب همت باشند خداى طلبانند ايشانرا بقرب رحمت خوانند جنان جوى ديكرست ورحمان جوى ديكر.
در كشف الاسرار آورده كه ممشاد دينورى رحمه الله در حال نزع بود درويشى يش وى ايستاده ودعا مى كردكه خدايا برو رحمت كن وبهشت اورا كرامت كن ممشاد بانك بروزدكه اى غافل سى سالست كه بهشت را باشرف وعزت وحور وقصور برمن جلوه ميدهند ومن كوشه شم هست برو نيفكنده ام اكنون بدركاه قرب ميروم زحمت خود آورده وبراى من بهشت ورحمت مى خواهى) :
باغ فردوس از براى ديدنش بايد مرا
بى جما لش روضه رضوان ه كار آيد مرا
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٥٦
﴿وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ﴾ العاصين كما تساق البهائم ﴿إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا﴾ مشاة عطاشا فإن من يرد الماء لا يرده إلا العطش وحقيقة الورد المسير إلى الماء.
﴿لا يَمْلِكُونَ الشَّفَـاعَةَ إِلا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَـانِ عَهْدًا﴾ إن كانت الشفاعة مصدراً من المبني للفاعل والعهد بمعنى الاذن لأنه يقال عهد الأمير إلى فلان بكذا إذا أمره به فالمعنى لا يملك أحد من العباد أيا من كان أن يشفع للعصاة إلا من اتخذ من الله إذناً فيها كقوله تعالى :﴿مَن ذَا الَّذِى يَشْفَعُ عِندَه إِلا بِإِذْنِهِ﴾ (البقرة : ٢٥٥) وإن كانت مصدراً من المبني للمفعول والعهد عهد الإيمان فالمعنى لا يملك المجرمون أن يشفع لهم إلا من كان منهم مسلماً.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي عليه السلام قال لأصحابه ذات يوم "أيعجز أحدكم
٣٥٦
أن يتخذ كل صباح ومساء عند الله عهداً" قالوا : وكيف ذلك؟ قال :"يقول كل صباح ومساء اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك وأنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير وأني لا أثق إلا برحمتك فاجعل لي عهداً توفينيه يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد فإذا قال ذلك طبع عليه بطابع" أي : ختم عليه بخاتم "ووضع تحت العرش فإذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الذين لهم عند الرحمن عهداً فيدخلون الجنة" كما في "بحر العلوم الكبير".
﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـانُ وَلَدًا﴾ أي : قال اليهود والنصارى ومن يزعم من العرب أن الملائكة بنات الله فقال الله تعالى.
﴿لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْـاًا إِدًّا﴾ الاد والادة بكسرهما العجب والأمر الفظيع والداهية والمنكر كالاد بالفتح كما في "القاموس" أي : فعلتم أمراً منكراً شديداً لا يقادر قدره فإن جاء وأتى يستعملان في معنى فعل فيعديان تعديته.
وقال الكاشفي :(بدرستى كه آوردى يزى زشت يعنى ناخوش وبى ادبانه).
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٥٦
﴿تَكَادُ السَّمَـاوَاتُ﴾ صفة الأدِّ أي : تقرب من أن ﴿يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ﴾ يتشققن مرة بعد أخرى من عظم ذلك الأمر فإن التفطر التشقق وهو بالفارسية (شكافته شدن) واصل التفعل التكلف.
﴿وَتَنشَقُّ الارْضُ﴾ وتكاد تنشق الأرض وتنصدع أجزاؤها.


الصفحة التالية
Icon