﴿لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ﴾ أي : لا تفعل ما عليه جبلة البشر.
قال الكاشفي أبو رافع رضي الله عنه :(نقل ميكندكه مهماني نزد يغمبر آمد ودرخانه يزى نبودكه بدان إصلاح شان مهمان توانستي نمود مرا بنزديك يكى ازيهود فرستاد وكفت اورا بكوكه محمد رسول الله ميكويدكه مهمانى بمنزل ما نزول نوده ونمى يابيم نزديك خود يزى كه بدان إصلاح شان مهمان توانستى نمود ونمى يابيم نزديك خود يزى كه بدان شرائط ضيافت بتقديم رسد اين مقدار آرد بما بفروش ومعامله كن تاهلال رجب ون وقت برسدبها بفرستم من يغام به يهودى رسانيدم واوكفت نمى فروشم ومعامله نميكنم مكر آنكه يزى دركرو من نهيد من باحضرت مراجعت نمودم وصورت حال بازكفتم حضرت فرمود والله إني لأمين في السماء وأمين في الأرض اكربا من معامله كردى البته حق اورا اداكردمى س زره خود بمن داد تانزديك او كرو كردم اين آيت جهت تسليت دل مبارك وى نازل شد ﴿وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ﴾ وباز مكش نظر شمهاى خودرا يعنى منكر) ﴿إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ﴾ نفعنا به من زخارف الدنيا ومنه متاع البيت لما ينتفع به وأصل المتوع الامتداد والارتفاع يقال متع النهار ومتع النبات ارتفع والمتاع انتفاع ممتد الوقت، والمعنى بالفارسية :(بسوى آن يزى كه برخوردار كردانيديم بدان يزى).
وفي "الكبير" : ألذذنا به والامتاع الإلذاذ بما يدرك من المناظر الحسنة ويسمع من الأصوات المطربة ويشم من الريح الطيبة وغير ذلك من الملابس والمناكح ﴿أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ﴾ أي : أصنافاً من الكفرة كالوثنى والكتابي من اليهود والنصارى وهو مفعول متعنا ﴿زَهْرَةَ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا﴾ منصوب بفعل يدل عليه متعنا أي : أعطينا زينة الدنيا وبهجتها ونضارتها وحسنها.
قال الواسطي : هذه تسلية للفقراء وتعزية لهم حيث منع خير الخلق عن النظر إلى الدنيا على وجه الاستحسان ﴿لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ﴾ أي : لنعاملهم فيما أعطينا معاملة من نبتليهم حتى يستوجبوا العذاب بأن نزيد لهم النعمة فيزيدوا كفراً وطغياناً فمن هذه عاقبته فلا بد من التنفر عنه فإنه عند الامتحان يكرم الرجل أو يهان.
وقد شدد العلماء من أهل التقوي في وجوب غض البصر عن الظلمة وعدد الفسقة في ملابسهم ومراكبهم حتى قال الحسن لا تنظروا إلى دقدقة هماليج الفسقة
٤٤٦
ولكن انظروا كيف يلوح ذل المعصية من تلك الرفات وهذا لأنهم اتخذوا هذه الأشياء لعيون النظارة فالناظر إليها محصل لغرضهم ومغر لهم على اتخاذها وفي الحديث "إن الدنيا" أي : صورتها ومتاعها "حلوة" شيرين "خضرة حسنة في المنظر تعجب الناظر" وإنما وصفها بالخضرة لأن العرب تسمى الشيء الناعم خضراً ولتشبيهها بالخضروات في سرعة زوالها وفيه بيان كونها غرارة تفتن الناس بحسنها وطعمها، قال الخجندي :
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٤٤٦
جهان وجمله لذاتش بزنبور عسل ماند
كه شيرينيش بسيارست وزان افزون شر وشورش
وفي "المثنوي" :
هركه از ديدار بر خوردار شد
اين جهان درشم او مردار شد
وقال الحافظ :
ازره مرو بعشوه ديني كه اين عجوز
مكاره مى نشيند ومحتاله مى رود
وقال :
خوش عروسيست جهان ازره صورت ليكن
هركه يوست بدو عمر خودش كابين داد
"وإن الله مستخلفكم فيها" أي : جاعلكم خلفاء في الدنيا يعني أن أموالكم ليست هي في الحقيقة لكم وإنما هيتعالى جعلكم في التصرف فيها بمنزلة الوكلاء "فناظر كيف تعلمون" أي : تتصرفون.
وعن عيسى بن مريم عليه السلام لا تتخذوا الدنيا رباً فتتخذكم لها عبيداً.


الصفحة التالية
Icon