ـ روي ـ أن المسخر له كفارهم لا مؤمنوهم لقوله تعالى :﴿وَمِنَ الشَّيَـاطِينِ﴾ ﴿وَكُنَّا لَهُمْ حَـافِظِينَ﴾ أي : من أن يزيغوا عن أمره ويعصوا ويتمردوا عليه أو يفسدوا ما عملوا على ما هو مقتضى جبلتهم والشياطين وإن كانوا أجساماً لطيفة لكنهم يتشكلون بأشكال مختلفة ويقدرون على أعمال الشاقة ألا ترى أن لطافة الريح لا تمنع عصوفها لا سيما أنهم تكثفوا في زمن سليمان فكانوا بحيث يراهم الناس ويستعملونهم في الأعمال قال في "الأسئلة المقحمة" : فلماذا لم تخرج الشياطين عن طاعة سليمان مع استعمالهم في تلك الأمور الشديدة فالجواب أن الله تعالى أوقع لسليمان في قلوبهم من الخوف والهيبة حتى خافوا أن يخرجوا عن طاعته وهذا من معجزاته.
قال في "التأويلات النجمية" : من كمالية الإنسان أنه إذا بلغ مبلغ الرجال البالغين من الأنبياء والأولياء سخر الله له بحسب مقامه السفليات والعلويات من الملك والملكوت فسخر لسليمان عليه السلام من السفليات الريح والجن والشياطين والطير والحيوانات والمعادن والنبات ومن العلويات الشمس حين ردت لأجل صلاته كما سخر لداود عليه السلام الجبال والطير والحديد والأحجار التي قتل بها جالوت وهزم عسكره فسخر لكل نبي شيئاً آخر من أجناس العلويات والسفليات وسخر لنبينا عليه الصلاة والسلام من جميع أجناسها فمن السفليات ما قال عليه السلام :"زويت لي الأرض فأريت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها" وقال :"جعلت لي الأرض مسجداً وتربها طهوراً" وقال :"أتيت بمفاتيح خزائن الأرض" وكان الماء ينبع من بين
٥١١
أصابعه وقال :"نصرت بالصبا" وكان الأشجار تسلم عليه وتسجد وتنقلع بإشارته عن مكانها وترجع والحيوانات كانت تتكلم معه وتشهد بنبوته وقال :"أسلم شيطاني على يدي" وغيره من السفليات وأما العلويات فقد انشق له القمر بإشارة أصبعه :
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٥٠٧
س قمركه امر بشنيد وشتافت
س دونيمه كشت بررح وشكافت
وسخر له البراق وجبريل والرفرف وعبر السموات السبع والجنة والنار والعرش والكرسي إلى مقام قاب قوسين أو أدنى فما بقي شيء من الموجودات إلا وقد سخر له :
نه كسى دركرد توهركز رسيد
نه كسى رانيز ندين عز رسيد
وبقوله :﴿وَمِنَ الشَّيَـاطِينِ مَن يَغُوصُونَ﴾ الآية يشير إلى أنا كما سخرنا الشياطين له يعملون له الأعمال سخرنا للشياطين الأعمال والغوص والصنائع يصنعون بحفظ الله ما لا يقدرون عليه الآن.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٥٠٧
﴿وَأَيُّوبَ﴾ أي : واذكر خبر أيوب.
واختلفوا في أسماء نسبه بعد الاتفاق على الانتهاء إلى روم بن عيص بن ابراهيم عليه السلام.
ـ روي ـ أن الله تعالى استنبأ أيوب وأرسله إلى أهل حران وهي قرية بغوطة دمشق وكثر أهله وماله وكان له سبعة بنين وسبع بنات ومن أصناف البهائم ما لا يحصى فحسده ابليس وقال :(الهى بنده تودر عافيت وسعت عيش است مال بسيار وفرزندان بزركوار دارد اكر اورا بانتزاع مال واولاد مبتلا سازى زود ازتو بكردد وطريق كفران نعمت يش كيرد حق سبحانه وتعالى فرمودكه نين نيست كه توميكويى اومارا بنده ايست سنديده اكر هزار باردر بوته ابتلا بكداختم بى غش وخالص العيار آيد :
نان در عشق بكرويم كه كر تيغم زنى برسر
برو ز امتحان باشم و شمع استاده ابراجا
س حق سبحانه وتعالى اقسام محن بروى كما شت شترانش بصاعقه هلاك شدند وكوسفندان بسبب سيل در كرداب فنا افتادند وزراعت بريح متلاشى شد واولاد در زير ديوار ماندند وقروح در جسد مباركش ظاهر شدوديدان يدا كشتند وخلق ازوى كريخت بجززن او) فكان نظير إبراهيم عليه السلام في الابتلاء بالمال والولد والبدن.
وقد قال بعض الكبار إن بلاء أيوب اختاره قبله سبعون نبياً فما اختاره الله إلا له وبقي في مرضه ثماني عشرة سنة أو سبع سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام وسبع ساعات قالت له يوماً امرأته رحمة بنت افراييم بن يوسف : لو دعوت الله فقال لها : كم كانت مدة الرخاء؟ فقالت : ثمانين سنة فقال : أنا أستحيى من الله أن أدعوه وما بلغت مدة بلائي مدة رخائي (وهرسحر اين خطاب مستطاب بايوب مكروب رسيدى كه اى ايوب كونه وايوب بذوق وشوق اين رسش كوه بلا بجان مى كشيد وبآن بيمارى خوش بود) :
كربر سر بيمار خود آيى بعيادت
صد ساله باميد توبيمار توان بود
وقد سلط الله على جسده اثني عشر ألف دودة لأنها عدد الجند الكامل كما قال عليه السلام "اثنا عشر ألفاً لن يغلب عن قلة أبداً" ولله عساكر كالدود والبعوض للنمرود والأبابيل لأصحاب الفيل والهدهد لعوج والعنكبوت والحمامة لرسول الله عليه السلام وأكل الدود جميع
٥١٢