﴿أَوْ بُيُوتِ ءَابَآاـاِكُمْ﴾ الأب الوالد أي حيوان يتولد من نطفته حيوان آخر.
﴿أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَـاتِكُمْ﴾ جمع أم زيدت الهاء فيه كما زيدت في إهراق من أراق والأم بإزاء الأب أي الوالدة.
﴿أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ﴾ الأخ المشارك لآخر في الولادة من الطرفين أو من أحدهما، أو من الرضاع ويستعار في كل مشارك لغيره في القبيلة أو في الدين أو في صنعة، أو في معاملة أو في مودة أو في غير ذلك من المناسبات.
﴿أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ﴾ الأخت تأنيث الأخ وجعل التاء فيها كالعوض عن المحذوف منه.
﴿أَوْ بُيُوتِ أَعْمَـامِكُمْ﴾ العم أخ الأب والعمة أخته وأصل ذلك من العموم وهو الشمول ومنه العامة لكثرتهم وعمومهم في البلد والعمامة لشمولها.
﴿أَوْ بُيُوتِ عَمَّـاتِكُمْ﴾ (خواهران دران خود) ﴿أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ﴾ الحال أخ الأم والخالة أختها : وبالفارسية (برادران ما دران خود).
﴿أَوْ بُيُوتِ خَـالَـاتِكُمْ﴾ (خوهران مادران خود) ﴿أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ﴾ جمع مفتح والمفاتيح جمع مفتاح كلاهما آلة الفتح والفتح إزالة الإغلاق والأشكال.
والمعنى :﴿أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ﴾ أي : أو من البيوت التي تملكون التصرف فيها بإذن أربابها كما إذا خرج الصحيح إلى الغزو وخلف الضعيف في بيته ودفع إليه مفتاحه وأذن له أن يأكل مما فيه من غير مخافة أن يكون أذنهن لا عن طيب نفس منه.
وقال بعضهم : هو ما يكون تحت أيديهم وتصرفهم من ضيعة أو ماشية وكالة أو حفظاً فملك المفاتح حينئذ كناية عن كون المال في يد الرجل وحفظه.
فالمعنى ليس عليكم جناح أن تأكلوا من أموال لكم يد عليها لكن لا من أعيانها بل من أتباعها وغلاتها كثمر البستان ولبن الماشية.
﴿أَوْ صَدِيقِكُمْ﴾ الصداقة صدق الاعتقاد في المودة وذلك مختص بالإنسان دون غيره فالصديق هو من صدقك في مودته.
وبالفارسية (دوست حقيقي).
قال أبو عثمان رحمه الله الصديق من لا يخالف باطنه باطنك كما لا يخالف ظاهره ظاهرك إذ ذاك يكون الانبساط إليه مباحاً في كل شيء من أمور الدين والدنيا.
ونعم ما قيل : صديقك من صدقك لا من صدّقك.
والمعنى أو بيوت صديقك وإن لم يكن بينكم وبينهم قرابة نسبية فإنهم أرضى بالتبسط وأسر به من كثير من الأقرباء روي : عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الصديق أكبر من الوالدين وروي : أن الجهنميين لما استغاثوا لم يستغيثوا بالآباء والأمهات وإنما قالوا : فما لنا من شافعين ولا صديق حميم.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٧٩
وعن الحسن أنه دخل يوماً بيته فرأى جماعة من أصدقائه قد أخذوا طعاماً من تحت سريره وهم يأكلون فتهلل وجهه سروراً وقال هكذا وجدناهم يعني من لقي من
١٨٠
البدريين.
قال الكاشفي :(فتح موصلي رحمه الله در خانة دوستي آمد واو حاضر نبودكيسة أورا زجاريه طلبيد زو درم برداشت وباقي بكنيزك بازداد وون خواجه بخانه رسيد وصورت واقعة زجاريه بشنيد شكرانة آن انبساط كنيزك را آزاد كرد وبنوا خت : درنكارستان آورده)
شبى كفتم نهان فر سودة را
كه بود آسوده در كنج رباطى
زلذ تهاه خوشتر در جهان كفت
ميان دوستداران انبساطى
(ودر عوارف المعارف فرموده كه ون كسى يا رخودرا كويد "اعطني من مالك" ودر جواب كويد كمترست دوستي را نمى شايد يعني بايدكه هره درميان دارد ميدهد واز استفسار ند وون بكذردكه دوست جاني بهترست از مال فأني ودرين باب كفته اند أي دوست برو بهره دارى يارى بخر بهي مفروش) : ولله در من قال :
يا ران بجان مضايقه باهم نميكنند
آخر كسى بحال جدايى راكند
بسيار جد وجهد ببايدكه تاكسى
خودرا بآدمى صفتي آشنا كند
قال المفسرون هذا كله إذا علم رضى صاحب البيت بصريح الإذن أو بقرينة دالة كالقرابة والصداقة ونحو ذلك ولذلك خص هؤلاء بالذكر لاعتيادهم التبسط فيما بينهم يعني ليس عليكم جناح أن تأكلوا من منازل هؤلاء إذا دخلتموها وإن لم يحضروا ويعلموا من غير أن تتزودوا وتحملوا.
قال الإمام الواحدي في "الوسيط" : وهذه الرخصة في أكل مال القرابات وهم لا يعلمون ذلك كرخصته لمن دخل حائطاً وهو جائع أن يصيب من ثمره أو مرّ في سفر بغنم وهو عطشان أن يشرب من رسلها توسعة منه تعالى ولطفاً بعباده ورغبة بهم عن دناءة الأخلاق وضيق النظر.


الصفحة التالية
Icon