سورة الشعراء
مكية وهي اثنتان أو سبع وعشرون آية
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٥٧
﴿طسم﴾ الحروف المقطعة في أوائل السور يجمعها قولك :(سرّ حصين قعع كلامه) وأولى ما قال أهل التفسير في حق هذه الحروف الله أعلم بمراده لأنها من الأسرار الغامضة كما قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه :"إن لكل كتاب سراً وسر القرآن في المقطعات" كما في "رياض الأذكار" والمعاني المتعلقة بالأسرار والحقائق لا يعلمها إلا الله ومن أطلعه الله عليها من الراسخين في العلم وهم العلماء بالله فلا معنى للبحث عن مرتبة ليس للسان حظ منها ولا للقلم نصيب وأما اللوازم التي تشير إلى الحقائق فلبيانها مساغ فإنها دون الحقائق وفي مرتبة الفهم وإلى الأول يشير قول ابن عباس رضي الله عنهما في ﴿طسام﴾ عجزت العلماء عن تفسيرها كما في "فتح الرحمن" وإلى الثاني يشير ما في "كشف الأسرار" حيث قال بالفارسية :(روايت كنند از علي رضي الله عنه كه كفته آنكه كه.
﴿طسم﴾ از آسمان فرود آمد بسول خدا عليه السلام كفت "طاء" طور سيناست و"سين" سكندريه "وميم" مكة معنى آنست والله أعلم كه رب العزة سوكند يا دكرد باين بقاع شريف نانكه) لا أقسم بهذا البلد.
أما جبل طور سينا الذي بين الشام ومدين فهو محل مناجاة موسى عليه السلام وكلامه مع الله تعالى ومقام التجلي كما قال :﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّه لِلْجَبَلِ﴾ (الأعراف : ١٤٣) وهذا الجبل إذا كسرت حجارته يخرج من وسطها صورة شجر العوسج على الدوام وتعظيم اليهود لشجرة العوسج لهذا المعنى ويقال لشجرة العوسج شجرة اليهود.
وأما الإسكندرية فهي آخر مدن المغرب ليس في معمور الأرض مثلها ولا في أقاصي الدنيا كشكلها وعدت مساجدها فكانت عشرين ألف مسجد نقل أن المدينة كانت سبع قصبات متوالية وإنما أكلها البحر ولم يبق منها إلا قصبة واحدة وهي المدينة الآن وصار منار المرآة الإسكندرية في البحر لغلبة الماء على قصبة المنار.


الصفحة التالية
Icon