﴿وَاغْفِرْ لابِى﴾ المعفرة مشروطة بالإيمان وطلب المشروط يتضمن طلب شرطه فيكون الاستغفار لأحياء المشركين عبارة عن طلب توفيقهم وهدايتهم للإيمان.
﴿إِنَّه كَانَ مِنَ الضَّآلِّينَ﴾ طريق الحق.
وبالفارسية (ازكمراهان) وهذا الدعاء قبل أن يتبين له أنه عدو كما تقدم في سورة التوبة
٢٨٦
روي عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم "ما من رجل توضأ فأسبغ الوضوء ثم خرج من بيته يريد المسجد فقال حين خرج : بسم الله الذي خلقني فهو يهدين إلا هداه الله لصواب الأعمال، والذي هو يطعمني ويسقين إلا أطعمه الله من طعام الجنة وسقاه من شرابها، وإذا مرضت فهو يشفين إلا شفاه الله تعالى والذي يميتني ثم يحيين إلا أحياه الله حياة الشهداء وأماته ميتة الشهداء والذي أطمع أن يغفر لي خطيئيتي يوم الدين إلا غفر الله خطاياه ولو كانت أكثر من زبد البحر رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين إلاوهب له حكماً وألحقه بصالح من مضى وصالح من بقي واجعل لي لسان صدق في الآخرين إلا كتب عند الله صديقاً واجعلني من ورثة جنة النعيم إلا جعل الله له القصور والمنازل في الجنة" وكان الحسن يزيد فيه واغفر لوالدي كما ربياني صغيراً كذا في "كشف الأسرار".
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٨٣
﴿وَلا تُخْزِنِى﴾ من الخزي بمعنى الهوان والذل أي ولا تفضحني ولا تهتك ستري.
وبالفارسية (رسوا مساز) بمعاتبتي على ما فرطت من ترك الأولى وإنما قال ذلك مع علمه بأنه لا يخزيه إظهاراً للعبودية وحثاً لغيره على الاقتداء به كما قال الكاشفي :(اين دعا نيز براي تعليم امتانست وإلا انبيارا خزي ورسوايي نباشد) وذلك لأنهم آمنون من خوف الخاتمة ونحوها ولما كانت مغفرة الخطيئة في قوله :﴿وَالَّذِى أَطْمَعُ﴾ إلخ لا تستلزم ترك المعاتبة أفرد الدعاء بتركها بعد ذكر مغفرة الخطيئة.
﴿يَوْمَ يُبْعَثُونَ﴾ من القبور أي الناس كافة وإضماره لأن البعث عام فيدل عليه وقيد عدم الإخزاء بيوم البعث لأن الدنيا مظهر اسم الستار.
قال أبو الليث : إلى هنا كلام إبراهيم وقد انقطع كلامه ثم إن الله تعالى وصف ذلك اليوم فقال :
﴿يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ﴾ بدل من يوم يبعثون ومفعول الفعل محذوف والتقدير لا ينفع مال أحداً وإن كان مصروفاً في الدنيا إلى وجوه البر والخيرات ولا ينفع بنون فرداً وإن كانوا صلحاء مستأهلين للشفاعة جداً.
﴿إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ بدل من مفعوله المحذوف أي إلا مخلصاً سليم القلب من مرض الكفر والنفاق ضرورة اشتراط نفع كل منهما بالإيمان.
قال في "كشف الأسرار" : بنفس سليمة من الكفر والمعاصي وإنما أضافه إلى القلب لأن الجوارح تابعة للقلب فتسلم بسلامته وتفسد بفساده وفي الخبر :"إن في جسد ابن آدم لمضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ألا وهي القلب" قال الليث : كان الكفار يقولون : نحن أكثر أموالاً وأولاداً فأخبر الله أنه لا ينفعهم ذلك اليوم المال والبنون لعدم سلامة قلوبهم في الدنيا وأما المسلمون فينفعهم خيراتهم وينفعهم البنون أيضاً لأن المسلم إذا مات ابنه قبله يكون له ذخراً وأجراً وإن تخلف بعده فإنه يذكره بصالح دعائه ويتوقع منه الشفاعة من حيث صلاحه.
وسئل أبو القاسم الحكيم عن القلب السليم فقال : له ثلاث علامات أولاها : أن لا يؤذي أحداً.
والثانية : أن لا يتأذى من أحد.
والثالثة : إذا اصطنع مع أحد معروفاً لم يتوقع منه المكافأة فإذا هو لم يؤذ أحداً فقد جاء بالورع وإذا لم يتأذ من أحد فقد جاء بالوفاء وإذا لم يتوقع المكافأة بالاصطناع فقد جاء بالإخلاص.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٨٧
قال الكاشفي :(كفته اند سلامت قلب إخلاص است درشهادت أن لا إله إلا الله محمد رسول الله قولي آنست كه دل سليم از حب
٢٨٧
دنيا وكويند از حسد وخيانت.
ودرتيسير كويد از بغض أهل بيت وازواج وأصحاب حضرت يغمبر عليه السلام.
إمام قشيري رحمه الله فرمودكه قلب سليم آنست كه خالي باشد ازغير خداي ازطمع دنيا ورجاء عقبى يا خالي باشد از بدعت ومطمن بسنت.
واز سيد ذطائفة جنيد قدس سره منقولست كه سليم ماركزيده بود وماركزيده يوسته درقلق واضطرابست س بيان ميكند كه دل سليم مدام درمقام جزع وتضرع وازري از خهوف قطيعت يا از شوق وصلت).
زشوق وصل مي نا لم وكرستم دهدروزي
زبيم هجر ميكريم كه ناكه دركمين باشد
همام از كريه خونين وسوزدل مكن ندين
ندانستي كه حال عشقبازان ايننين باشد
قال المولى الجامي :
محنت قرب ز بعد افزونست
جكر از محنت مرهم خونست
هست درقرب همه بيم زوال
نيست دربدع جز اميد وصال


الصفحة التالية
Icon