وقال في "الجلالين" ونحوه ﴿ءَايَةً﴾ يعني أبنية الحمام وبروجها.
وبالفارسية (كبوتر خانها) أنكر هود عليهم اتخاذهم بروج الحمام عبثاً ولعبهم بها كالصبيان.
قال في "نصاب الاحتساب" : من اللعب الذي يحتسب بسببه اللعب بالحمام.
قال محمد : السفلة من يلعب بالحمام ويقامر.
وفي "شرح القهستاني" : ولا بأس بحبس الطيور والدجاج في بيته ولكن يعلفها وهو خير من إرسالها في السكك.
وأما إمساك الحمامات في برجها فمكروه إذا أضر بالناس.
وقال ابن مقاتل يجب على صاحبها أن يحفظها ويعلفها انتهى.
وفي "التتارخانية" : ولا يجوز حبس البلبل والطوطي والقمري ونحوها في القفص أي إذا كان الحبس لأجل اللهو واللعب.
وأما إذا كان لأجل الانتفاع كحبس الدجاج والبط والأوز ونحوها لتسمن أو لئلا تضر بالجيران فهو جائز وكذا حبس سباع الطيور لأجل الاصطياد.
وفي فتاوى قارىء "الهداية" : هل يجوز حبس الطيور المغردة وهل يجوز إعتقاها وهل في ذلك ثواب وهل يجوز قتل الوطاويط لتلويثها حصير المسجد بخرئها الفاحش؟ أجاب يجوز حبسها للاستئناس بها.
وأما إعتقاها فليس فيه ثواب وقتل المؤذي من الدواب يجوز انتهى وفي الحديث :"لا تحضر الملائكة شيئاً من الملاهي سوى النضال والرهان" أي : المسابقة بالرمي والفرس والإبل والأرجل.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٩٤
وقال بعضهم : في الآية تعبثون بمن مرّ بكم لأنهم كانوا يبنون الغرف في الأماكن العالية ليشرفوا على المارة فيسخرون منهم ويعبثون بهم.
وذهب بعض من عدّ من أجلاء المفسرين إلى أن المعنى (آية) أي علامة للمارة تعبثون ببنائها فإنهم كانوا يبنون أعلاماً طوالاً لاهتداء المارة فعد ذلك عبثاً لاستغنائهم عنها بالنجوم.
قال سعدي المفتي : فيه بحث إذ لا نجوم بالنهار وقد يحدث في الليل ما يستر النجوم من الغيوم انتهى.
يقول الفقير : وأيضاً إن تلك الأعلام إذا كانت لزيادة الانتفاع بها كالأميال بين بغداد ومكة مثلاً كيف تكون عبثاً فالاهتداء بالنهار إما بالأعلام وإما بشم التراب كما سبق في الجلد الأول.
﴿وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ﴾ أمكنة شريفة كما في "المفردات" أو مآخذ الماء تحت الأرض كما في "الصحاح" و"القاموس".
المصنعة بفتح الميم وضم النون وفتحها كالحوض يجمع فيها ماء المطر وجمعها المصانع أي : الحياض العظيمة.
﴿لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ﴾ راجين أن تخلدوا في الدنيا أي عاملين عمل من يرجو ذلك فلذلك تحكمون بناءها فلعل للتشبيه
٢٩٥
أي كأنكم تخلدون.
وبالفارسية (كوييا جاويد خواهد بود دران) ذمهم أولاً بإضاعتهم المال عبثاً بلا فائدة.
وثانياً بإحكامهم البناء على وجه يدل على طول الأمل والغفلة.
قال الصائب :
در سراين غافلان طول أملداني كه يست
آشيان كردست ماري در كبوتر خانه
﴿وَإِذَا بَطَشْتُم﴾ بسوط أو سيف والبطش تناول الشيء بصولة أو قهر وغلبة.
﴿بَطَشْتُم﴾ حال كونكم ﴿جَبَّارِينَ﴾ متسلطين ظالمين بلا رأفة ولا قصد تأديب ولا نظر في العاقبة فأما بالحق والعدل فالبطش جائز والجبار الذي يضرب ويقتل على الغضب.
﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ﴾ واتركوا هذه الأفعال من بناء الأبنية العالية واتخاذ الأمكنة الشريفة وإسراف المال في الحياض والرياض والبطش بغير حق.
﴿وَأَطِيعُونِ﴾ فيما أدعوكم إليه من التوحيد والعدل والإنصاف وترك الأمل ونحوها فإنه أنفع لكم.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٩٤
وقال بعضهم : في الآية تعبثون بمن مرّ بكم لأنهم كانوا يبنون الغرف في الأماكن العالية ليشرفوا على المارة فيسخرون منهم ويعبثون بهم.
وذهب بعض من عدّ من أجلاء المفسرين إلى أن المعنى (آية) أي علامة للمارة تعبثون ببنائها فإنهم كانوا يبنون أعلاماً طوالاً لاهتداء المارة فعد ذلك عبثاً لاستغنائهم عنها بالنجوم.
قال سعدي المفتي : فيه بحث إذ لا نجوم بالنهار وقد يحدث في الليل ما يستر النجوم من الغيوم انتهى.
يقول الفقير : وأيضاً إن تلك الأعلام إذا كانت لزيادة الانتفاع بها كالأميال بين بغداد ومكة مثلاً كيف تكون عبثاً فالاهتداء بالنهار إما بالأعلام وإما بشم التراب كما سبق في الجلد الأول.
﴿وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ﴾ أمكنة شريفة كما في "المفردات" أو مآخذ الماء تحت الأرض كما في "الصحاح" و"القاموس".
المصنعة بفتح الميم وضم النون وفتحها كالحوض يجمع فيها ماء المطر وجمعها المصانع أي : الحياض العظيمة.
﴿لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ﴾ راجين أن تخلدوا في الدنيا أي عاملين عمل من يرجو ذلك فلذلك تحكمون بناءها فلعل للتشبيه
٢٩٥
أي كأنكم تخلدون.
وبالفارسية (كوييا جاويد خواهد بود دران) ذمهم أولاً بإضاعتهم المال عبثاً بلا فائدة.
وثانياً بإحكامهم البناء على وجه يدل على طول الأمل والغفلة.
قال الصائب :
در سراين غافلان طول أملداني كه يست
آشيان كردست ماري در كبوتر خانه


الصفحة التالية
Icon