﴿فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ﴾ الموعود وهو صيحة جبريل وذلك يوم السبت فهلكوا جميعاً.
﴿إِنَّ فِي ذَالِكَ﴾ أي : في العذاب النازل بثمود.
﴿لايَةً﴾ دالة على أن الكفر بعد ظهور الآيات المفتوحة موجب لنزول العذاب فليعتبر العقلاء لا سيما قريش.
﴿وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم﴾ أكثر قوم ثمود أو قريش.
﴿مُؤْمِنِينَ﴾ (آورده اندكه از قبائل ثمود هار هزار كس إيمان آإوردند وبس) وكان صالح عليه السلام نزل عليه الوحي بعد بلوغه وأرسل بعد هود بمائة سنة وعاش مائتين وعشرين سنة.
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ﴾ الغالب على ما أراد من الانتقام من قوم ثمود بسبب تكذبهم فاستأصلهم فليحذر المخالفون لأمره حتى لا يقعوا فيما وقع فيه الأمم السالفة المكذبة.
﴿الرَّحِيمُ﴾ (مهربان كه بي استحقاق عذاب نكند) وكانت الناقة علامة لنبوة صالح عليه السلام فلما أهلكوها ولم يعظموها صاروا نادمين حين لم ينفعهم الندم، والقرآن علامة لنبوة نبينا عليه السلام فمن رفضه ولم يعمل بما فيه ولم يعظمه يصير نادماً غداً ويصيبه العذاب ومن جملة ما فيه الأمر بالاعتبار فعليك بالامتثال ما ساعدت العقول والأبصار وإياك ومجرد القال فالفعل شاهد على حقيقة الحال.
وفي "المثنوي".
حفظ لفظ اندر كواه قولي است
حفظ عهد اندر كواه فعلى استكركواه قول ك كويد ردست
وركواه فعل ك ويد بدست
قول وفعل بي تناقص بايدت
تا قبول اندر زمان يش آيدت
ون ترازوي تو كبود ودغا
راست ون جويي ترازوي جزاونكه اي بدي درغدر وكاست
نامه ون آيدترا دردست راست
ون جزا سايه است أي قد توخم
سايه تو كفتد دريش هم
كافرانرا بيم كرد ايزد زنار
كافران كفتند نار أولى زعارلا جرم افتند در نار ابد
الأمان يا رب از كردار بد فلا تكن من أهل العار حتى لا تكون من أهل النار ومن له آذان سامعة وقلوب واعية يصيخ إلى آيات الله الداعية فيخاف من الله القهار ويصير مراقباً آناء الليل وأطراف النهار ويكثر ذكر الله في السر والجهار.
حكي : أن الشبلي قدس سره رأى في سياحته فتى يكثر ذكر الله ويقول : الله فقال الشبلي : لا ينفعك قولك الله بدون العلم لأن اليهود والنصارى
٣٠٠
معك سواء لقوله تعالى :﴿وَلَـاـاِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ (الزخرف : ٨٧) فقال الفتى : الله عشر مرات حتى خر مغشياً عليه فمات على تلك الحالة فجاء الشبلي فرأى صدره قد انشق فإذا على كبده مكتوب الله فنادى منادٍ وقال : يا شبلي هذا من المحبين وهم قليل والله تعالى خلق قلوب العارفين وزينها بالمعرفة واليقين وأدخلهم من طريق الذكر الحقاني في نعيم روحاني كما أوقع للغافلين من طريق النسيان والإصرار في عذاب روحاني وجسماني فالأول من آثار رحمته والثاني من علامات عزته فلا يهتدي إليه إلا المستأهلون لقربته ووصلته ولا يتأخر في الطريق إلا المستعدون لقهره ونقمته فنسأله وهو الكريم الرحيم أن يحفظنا من عذاب يوم عظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٩٨
﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ﴾ يعني أهل سدوم وما يتبعها.
﴿الْمُرْسَلِينَ﴾ يعني لوطاً وإبراهيم ومن تقدمهما ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ﴾.
قال الكاشفي :(إينجا مراد أخوت شفقت است) انتهى وذلك لأن لوطاً ليس من نسبهم وكان أجنبياً منهم إذ روي أنه هاجر مع عمه إبراهيم عليهما السلام إلى أرض الشام فأنزله إبراهيم الأردن فأرسله الله إلى أهل سدوم وهو لوط بن هاران وهاران أخو تارخ أبي إبراهيم ﴿أَلا تَتَّقُونَ﴾ ألا تخافون من عقاب الله تعالى على الشرك والمعاصي.
﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ﴾ مرسل من جانب الحق ﴿أَمِينٌ﴾ مشهور بالأمانة ثقة عند كل أحد.
﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾ فإن قول المؤتمن معتمد.
﴿وَمَآ أَسْـاَلُكُمْ عَلَيْهِ﴾ أي : على التبليغ والتعليم ﴿مِنْ أَجْرٍ﴾ جعل ومكافأة دنيوية فإن ذلك تهمة لمن يبلغ عن الله.
﴿إِنْ أَجْرِىَ﴾ ما ثوابي ﴿إِلا عَلَى رَبِّ الْعَـالَمِينَ﴾ بل ليس متعلق الطلب إلا إياه تعالى :
خلاف طريقت بود كاوليا
تمنا كنند از خدا جز خدا
﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَـالَمِينَ﴾ الاستفهام للإنكار وعبر عن الفاحشة بالإتيان كما عبر عن الحلال في قوله :﴿فَأْتُوا حَرْثَكُمْ﴾ (البقرة : ٢٢٣) والذكران والذكور جمع الذكر ضد الأثنى وجعل الذكر كناية عن العضو المخصوص كما في "المفردات".
ومن العالمين حال من فاعل تأتون والمراد به النكاحون من الحيوان فالمعنى أتأتون من بين من عداكم من العالمين الذكران وتجامعونهم وتعملون ما لا يشارككم فيه غيركم.
وبالفارسية :(آيا مي رءييد بمردان) يعني أنه منكر منكم ولا عذر لكم فيه ويجوز أن يكون من العالمين حالاً من الذكران والمراد به الناس.
فالمعنى أتأتون الذكران من أولاد آدم مع كثرة الإناث فيهم كأنهن قد أعوزنكم أي أفقرنكم وأعدمنكم.
روي : أن هذا العمل الخبيث علمهم إياه إبليس.


الصفحة التالية
Icon