(آورده اندكه ون قوم شعيب درانكار واستكبار ازحد تجاوز كردند حق سبحانه وتعالى هفت شبانروز حرارتي سخت برايشان كماشت بمثابتي كه آب اه وحشمه إيشان همه بجوش آدم ونفسهاي إيشان فروكرفت بدرون خانه در آمدند حرارت زيادت شد روى به بيشه نهادند وهريك دراي درختي افتاده از كرما كريخته مي شدنده ناكه إبرسياه درهوا بديد رمد ونسيم خنك ازو وزيدن كرفت أصحاب أيكه خوض دل شده يكديكررا آوازدادند بياييدكه درزير سايبان ابر آسايش كنيم همين كه مجموع إيشان درزير إبر مجتمع شدند آتشي ازوي بيرون رمد وهمه را بسوخت نانه حق سبحانه وتعالى مي فرمايد).
﴿فَكَذَّبُوهُ﴾ أي : أصروا على تكذيبه بعد وضوح الحجة وانتفاء الشبهة.
﴿فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ﴾ حسبما اقترحوا أما إن أرادوا بالسماء السحاب فظاهر وأما إن أرادوا الظلة فلأن نزول العذاب من جهتها والظلة سحابة تظل.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٠٣
قال الكاشفي :(ظل درلغت سايبانست وآن إبرسياه بشكل سايبان برزبرسرايشان بوده) وفي إضافة العذاب إلى يوم الظلة دون نفسها إيذان بأن لهم يوماً آخر غير هذا اليوم كالأيام السبعة مع لياليها التي سلط الله فيها عليهم الحرارة الشديدة وكان ذلك من علامة أنهم يؤخذون بجنس النار ﴿إِنَّهُ﴾ أي : عذاب يوم الظلة.
﴿كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ وعظمه لعظم العذاب الواقع فيه.
روي : أن شعيباً أرسل إلى أمتين أصحاب مدين ثم أصحاب الأيكة فأهلكت مدين بالصيحة والرجفة وأصحاب الأيكة بعذاب يوم الظلة.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما من حدث ما عذاب يوم الظلة فكذبه لعله أراد أنه لم ينج منهم أحد يخبر به كذا في "كشف الأسرار".
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٠٣
﴿إِنَّ فِي ذَالِكَ﴾ المذكور من قصة قوم شعيب ﴿لايَةً﴾
٣٠٤
لعبرة للعقلاء.
﴿وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ﴾ أي : أكثر أصحاب الأيكة بل كلهم إذ لم ينقل إيمان أحد منهم بخلاف أصحاب مدين فإن جميعاً منهم آمنوا.
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ﴾ الغالب القادر على كل شيء ومن عزته نصر أنبيائه على أعدائه ﴿الرَّحِيمُ﴾ بالإمهال.
وهذا آخر القصص السبع المذكورة تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلّم وتهديداً للمكذبين به من قريش (تا معلوم كنندكه هرامتي كه تكذيب يغمبر كردند معذب شدند وإشانرا نيز برتكذيب حضرت يغمبر عذابي خواهد رسيد).
فإن قلت : لم لا يجوز أن يقال : إن العذاب النازل بعاد وثمود وقوم لوط وغيرهم لم يكن لكفرهم وعنادهم بل كان كذلك بسبب اقترانات الكواكب واتصالاتها على ما اتفق عليه أهل النجوم ومع قيام هذا الاحتمال لم يحصل الاعتبار بهذه القصص.
وأيضاً إن الله تعالى قد ينزل العذاب محنة للمكلفين وابتلاءً لهم وقد ابتلي المؤمنون بأنواع البليات فلا يكون نزول العذاب على هؤلاء الأقوام دليلاً على كونهم مبطلين مؤاخذين بذلك.
قلت : اطراد نزول العذاب على تكذيب الأمم بعد إنذار الرسل به واقتراحهم له استهزاء وعدم مبالاة به يدفع أن يقال أنه كان بسبب اتصالات فلكية أو كان ابتلاءً لهم لا مؤاخذة على تكذيبهم لأن الابتلاء لا يطرد.
واعلم أن هذا المذكور هو العذاب الماضي ومن إشارته العذاب المستقبل، وأما العذاب الحاضر فتعلق الخاطر بغير الله الناظر فكما لا بد من تخلية القلب عن الإنكار والعزم على العصيان وتحليته بالتصديق والإيمان فكذا لا بد من قطع العلائق وشهود شؤون رب الخلائق فإن ذلك سبب للخلاص من عذاب الفراق ومدار للنجاة من قهر الخلاق وإنما يحصل ذلك من طريقه وهو العمل بالشريعة وأحكامها وقبول نصحها والتأدب بالطريقة وآدابها، فمن وجد نفسه على هدى رسول الله وأصحابه والأئمة المجتهدين بعده وأخلاقهم من الزهد والورع وقيام الليل على الدوام وفعل جميع المأمورات الشرعية، وترك جميع المنهيات كذلك حتى صار يفرح بالبلايا والمحن وضيق العيش وينشرح لتحويل الدنيا ومناصبها وشهواتها عنه، فليعلم أن الله تعالى يحبه ومن محبته ورحمته صب على قلبه تعظيم أمره وربط جوارحه بالعمل مدة عمره وإلا فليحكم بأن الله تعالى يبغضه والمبغض في يد الاسم العزيز جعلنا الله تعالى وإياكم من أهل رحمته وعصمنا وإياكم من نقمته بدفع العلة ورفع الذلة ونعم ما قيل :
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٠٤
محيط ازهره سيلاب كرد راه ميشويد
ه يشد كي باعفو حق ازكرد ذلتهاه
والله العفو الغفور ومنه فيض الأجر الموفور.


الصفحة التالية
Icon