﴿وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ﴾ يقال : تنزل نزل في مهلة والباء للتعدية.
والمعنى بالفارسية :(وهركز ديوان اين قرآن فرونيا وردند) أو للملابسة.
والمعنى (وفرونيايند بقرآن ديوان.
مقاتل كفت م شركان قريش كفتند محمد كاهن است وباوي كسي است از جن كه اين قررن كه دعوى ميكندكه كلام خداست آن كسى برزبان وي مي افكند همنانكه بزربان كاهن افكند واين از آنجا كفتندكه در جاهلية يش از معبث رسول الله صلى الله عليه وسلّم باهر كاهني رئي بوزاز جنه استراق سمع كردند بدر آمسان وخبر هاي دوزخ وراست برزبان كاهن افكندند مشركان نداشتندكه وحي قرآن هم ازان جنس است تارب المعالمين ايشانرا دروغ زن كرد كفت) ﴿وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ﴾ بل نزل به الروح الأمين.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٠٨
﴿وَمَا يَنابَغِى لَهُمْ﴾ أي : وما يصح وما يستقيم لهم أن ينزلوا بالقرآن من السماء.
٣٠٩
﴿وَمَا يَسْتَطِيعُونَ﴾ وما يقدرون على ذلك أصلاً.
﴿إِنَّهُمْ﴾ بعد مبعث الرسول ﴿عَنِ السَّمْعِ﴾ لكلام الملائكة ﴿لَمَعْزُولُونَ﴾ ممنوعون بعد أن كانوا يمكنون لأنهم يرجمون بالشهب.
قال بعض أهل التفسير : إنهم عن السمع لكلام الملائكة لمعزولون لانتفاء المشاركة بينهم وبين الملائكة في صفات الذات والاستعداد لقبول فيضان أنوار الحق والانتقاش بصور العلوم الربانية والمعارف النورانية كيف لا ونفوسهم خبيثة ظلمانية شريرة بالذات غير مستعدة إلا لقبول ما لا خير فيه أصلاً من فنون الشر والقرآن مشتمل على حقائق ومغيبات لا يمكن تلقيها إلا من الملائكة.
وفي "التأويلات النجمية" : يشير إلى أن ليس للشياطين استعدادات تنزيل القرآن ولا قوة حمله ولا وسع فهمه لأنهم خلقوا من النار والقرآن نور قديم فلا يكون للنار المخلوقة حمل النور القديم ألا ترى أن نار الجحيم كيف تستغيث عند ورود المؤمن عليها وتقول :"جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي" فإذا لم يكن لهم استطاعة لحمل القرآن وقوة سمعه كيف يمكن لهم تنزيله وإن وجدوا السمع الذي هو الإدراك ولكن حرموا الفهم المؤدي للاستجابة لما دعوا إليه فلهذا استوجبوا العذاب انتهى.
قال بعض الكبار : وصف الله تعالى أهل الحرمان أن أسماعهم وأبصارهم وعقولهم وقلوبهم في غشاوة الغفلة عن سماع القرآن والسامع بالحقيقة هو الذي له سمع قلبي عقلي غيبي روحي يسمع كل لمحة من جميع الأصوات والحركات في الأكون خطاب الحق سبحانه بحيث يهيج سره بنعت الشوق إليه فطوبى لمن فهم عن الله واستعد لحمل أمانة الله شريعة وحقيقة فهو الموفق ومن سواه المعزول فيا أيها السامعون افهموا ويا أيها المدركون تحققوا فالعلم في الصدر لا عند باب الحواس ولا بالتخمين والقياس.
﴿فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَـاهًا ءَاخَرَ﴾ إذا عرفت يا محمد حال الكفار فلا تعبد معه تعالى إلهاً آخر.
﴿فَتَكُونَ﴾ (س باشي اكر رستش ميكني) ﴿مِنَ الْمُعَذَّبِينَ﴾ خوطب به النبي عليه السلام مع ظهور استحالة وقوع المنهي عنه لأنه معصوم تهيجاً لعزيمته وحثاً على ازدياد الإخلاص ولطفاً بسائر المكلفين ببيان أن الإشراك من القبح والسوء بحيث ينهى عنه من لا يمكن صدوره منه فكيف بمن عداه وأن من كان أكرم الخلق عليه إذا عذب على تقدير اتخاذ إله آخر فغيره أولى.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٠٨
وفي الخبر : أن الله تعالى أوحى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له : أرميا بأن يخبر قومه بأن يرجعوا عن المعصية، فإنهم إن لم يرجعوا أهلكتهم فقال أرميا : يا رب إنهم أولاد أنبيائك أولاد إبراهيم وإسحاق ويعقوب أفتهلكهم بذنوبهم؟ قال الله تعالى : إني إنما أكرمت أنبيائي لأنهم أطاعوني ولو أنهم عصوني لعذبتهم وإن كان إبراهيم خليلي.
قال في "التأويلات النجمية" : يشير إلى أن عبادة غير الله من الدنيا والآخرة وطلبه بتوجه القلب إليه عمارة عذاب الله وهو البعد من الله ومن يطلب يكن عذابه أشد فكل طالب شيء يكون قريباً إليه بعيداً عما سواه فطالب الدنيا قريب من الدنيا بعيد عن الآخرة وطالب الآخرة قريب من الآخرة بعيد عن الله ولذا قال أبو سعيد الخراز قدس سره : حسنات الأبرار سيئات المقربين، فالأبرار أهل الجنة وحسناتهم طلب الجنة والمقربون أهل الله وحسناتهم طلب الله وحده لا شريك له.
﴿وَأَنذِرْ﴾ العذاب الذي يستتبعه الشرك والمعاصي.
٣١٠


الصفحة التالية
Icon