﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَـانُ دَاوُادَ﴾ أي : صار إليه العلم والنبوة والملك بعد موت أبيه دون سائر أولاده فسمي ميراثاً تجوزاً لأن حقيقة الميراث في المال والأنبياء إنما يرثون الكمالات النفسانية ولا قدر للمال عندهم قال عليه السلام لعلي رضي الله عنه :"أنت أخي ووارثي" قال : وما أرثك؟ قال :"ما ورث الأنبياء قبلي كتاب الله وسنتي".
وسأل بعض الأقطاب ربه أن يعطي مقامه لولده فقال له الحق في سره : مقام الخلافة لا يكون بالوراثة إنما ذلك في العلوم أو الأموال والمريد الصادق يرث من شيخه علوم الحقائق بعد كونه مستعداً لها فتصير تلك الحقائق مقاماته لذلك قال عليه السلام :"العلماء ورثة الأنبياء".
وفي "التأويلات النجمية" : يشير إلى أن سليمان القلب يرث داود الروح فإن كل وارد وإلهام وإشارة ووحي وفيض رباني يصدر من الحضرة الإلهية يكون عبوره على الروح ومن كمال لطافته يعبر عنه فيصل إلى القلب لأن القلب بصفاته يقبله وبكثافته وصلابته يحفظه فلهذا شرف القلب على الروح ولذلك قال سلميان : أقضي من داود وقال عليه السلام :"يا وابصة استفت قلبك" ولم يقل : استفت روحك.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٢٤
قال الكاشفي :(كويند داودرا نوزده سر بودند هريك داعيه ملك داشتند حق سبحانه وتعالى نامه مهر كرده از آسمان فرستاد ودرو ند مسئله يا دكرد وفر مودكه هركه ازاولادتو اين مسائل را جواب دهد بعد از تووارث ملك باشد داود فرزندانرا جمع كرد وأحباروأشراف را حاضر كردانيده ومسئلها برفرزندان عرض كردكه بكوييدكه.
نزديكترين يزها كدامست.
ودورترين اشيايست.
ورنكه انس بدو بيشترست كدامست.
وآنكه وحشت افزايد يست.
وكدامند دوقائم.
ودو مختلف.
ودو دشمن.
وكدام كارست كه آخر آن ستوده است.
وكدام أمر ست كه عاقبت آن نكوهيده است أولاد حضرت داود از جواب آن ستوده است.
وكدام أمرست كه عاقبت آن نكوهيده است أولاد حضرت داود از جواب رن عاجز رمدند سليمان فرمودكه كراجازت باشد من جواب دهم داود ويراد ستوري داد سليمان كفت.
اقرب اشيا بآدمي موتست.
وابعد اشيا آنجه ميكدردازدنيا.
وآنكه اسن بدو بيشرست جسد انسانست باروح.
واوحش اشيا بدن خالي ازروح.
أما قائمان ارض وسما اند.
ومختلفان ليل ونهار.
ومتباغضان موت وحيات.
وكاريكه آخرش محمود است حلم در وقت خشم.
وكاري كه عاقبتش مذموم است حدت دروقت غضب وون جواب مسائل موافف كتاب منزل بود أكابر
٣٢٧
بني إسرائيل بفضل وكمال سليمان معترف شدند وداو ملك را بدو تسليم كرد وديكر روزوفات كرد وسليمان برتخت نشست) ﴿وَقَالَ﴾ تشهيراً لنعمة الله تعالى ودعاء للناس إلى التصديق بذكر المعجزات الباهرة التي أوتيها أي لا فخراً وتكبراً.
قال البقلي : إن سلميان عليه السلام أخبر الخلق بما وهبه الله لأن المتمكن إذا بلغ درجة التمكين يجوز له أن يخبر الخلق بما عنده من موهبة الله لزيادة إيمان المؤمنين وللحجة على المنكرين قال تعالى :﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ (الضحى : ١١) يا اأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ} النون نون الواحد المطاع على عادة الملوك فإنهم متكلمون مثل ذلك رعاية لقاعدة السياسة لا تكبراً وتجبراً وكذا في أوتينا.
وقال بعضهم : علمنا أي أنا وأبي وهذا ينافي اختصاص سليمان بفهم منطق الطير على ماهو المشهور والمنطق والنطق في التعارف كل لفظ يعبر به عما في الضمير مفرداً أو مركباً وقد يطلق على كل ما يصوّت به من المفرد والمؤلف المفيد وغير المفيد يقال : نطقت الحمامة إذا صوتت.
قال الإمام الراغب : النطق في التعارف الأصوات المقطعة التي يظهرها اللسان وتعيها الآذان ولا يكاد يقال إلا للإنسان ولا يقال لغيره إلا على سبيل التبع نحو الناطق والصامت فيراد بالناطق ماله صوت وبالصامت ما لا صوت له ولا يقال للحيوانات ناطق إلا مقيداً أو على طريق التشبيه وسميت أصوات الطير منطقاً اعتباراً بسليمان الذي كان يفهمه فمن فهم من شيء معنى فذلك الشيء بالإضافة إليه ناطق وإن كان صامتاً وبالإضافة إلى من لا يفهم عنه صامت وإن كان ناطقاً والطير جمع طائر كركب وراكب وهو كل ذي جناح يسبح في الهواء ويجري وكان سليمان يعرف نطق الحيوان غير الطير أيضاً كما يجيء من قصة النمل لكنه أدرج هذا في قوله :﴿وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَىْءٍ﴾ وخص منطق الطير لشرف الطير على سائر الحيوان.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٢٤
ومعنى الآية علمنا فهم ما يقوله كل طائر إذا صوت.
وبالفارسية :(أي مردمان آموخته شديم ما كفتار مرغانراكه ايشان ه ميكوينيد) وكل صنف من أصناف الطير يتفاهم أصواته.
يعني (هرجماعتي را از طيور آو ازيست كه جزنوع إنسان ازان فهم معاني وأغراض نكند) والذي علمه سليمان من منطق الطير هو ما يفهمه بعضه من بعض من أغراضه.
قال في "إنسان العيون" : وهذا في طائر لم يفصح العبارة وإلا فقد سمع من بعض الطيور الإفصاح بالعبارة فنوع من الغربان يفصح بقوله الله حق.


الصفحة التالية
Icon