وعن بعضهم قال : شاهدت غراباً يقرأ سورة السجدة وإذا وصل محل السجود سجد وقال : سجد لك سوادي وآمن بك فؤادي.
والدرة تنطق بالعبارة الفصيحة وقد وقع لي أني دخلت منزلاً لبعض أصحابنا وفيه درة لم أرها فإذا هي تقول : مرحباً بالشيخ البكري وتكرر ذلك وعجبت من فصاحة عبارتها انتهى.
حكي : أن رجلاً خرج من بغداد ومعه أربعمائة درهم لا يملك غيرها فوجد في طريقه أفراخ زريات وهو أبو زريق فاشتراها بالمبلغ الذي كان معه ثم رجع إلى بغداد فلما أصبح فتح دكانه وعلق الأفراخ عليها فهبت ريح باردة فماتت كلها إلا فرخاً واحداً كان أضعفها وأصغرها فأيقن الرجل بالفقر فلم يزل يبتهل إلى الله تعالى بالدعاء ليله كله يا غياث المستغيثين أغثني فلما أصبح زال البرد وجعل ذلك الفرخ ينفش ريشه ويصيح بصوت فصيح يا غياث المستغيثين أغثني فاجتمع الناس عليه يسمعون صوته
٣٢٨
فاجتازت أمة لأمير المؤمنين فشرته منه بألف درهم كذا في "حياة الحيوان".
قال الإمام الدميري : أبو زريق هو القنق وهو طائر على قدر اليمامة وأهل الشام يسمونه زريق وهو ألوف للناس فيه قبول للتعليم وسرعة إدراك لما تعلم ـ ـ ويحكى ـ أن سليمان عليه السلام مر على بلبل في شجرة يتصوت ويترقص أي يحرك رأسه ويميل ذنبه فقال لأصحابه : أتدرون ما يقول؟ فقالوا : الله أعلم ونبيه قال : يقول : إذا أكلت نصف تمرة فعلى الدنيا العفاء أي التراب والدروس، وبالفارسية :(خاك برسر دنيا) ولعله كان صوت البلبل عن شبع وفراغ بال.
وصاحت فاختة فأخبر أنها تقول : ليت ذا الخلق لم يخلقوا ولعله كان صياحها عن مقاساة شدة وتألم قلب.
وصاح طاوس فقال : يقول : كما تدين تدان.
وصاح هدهد فقال : يقول : استغفروا الله يا مذنبون.
وهكذا صاح الصرد فمن ثمة نهى رسول الله عن قتله وهو طائر فوق العصفور يصيد العصافير وغيرها لأن له صفيراً مختلفاً يصفر لكل طائر يريد صيده بلغته فيدعوه إلى القرب منه فإذا قرب منه قصمه من ساعته وأكله.
وفي بعض الروايات يقول الهدهد : من لا يرحم لا يرحم وقد يجمع بينه وبين ما تقدم بأنه يجوز أن يقول تارة هذا وأخرى ما تقدم.
وصاح طيطوى فقال : يقول : كل حي ميت وكل جديد بال ونسبه في "كشف الأسرار" إلى الطوطي.
وصاح خطاف فقال : يقول : قدموا خيراً تجدوه وفي "الكشف" : إذا صاح الخطاف قرأ الحمد رب العالمين ويمد الضالين كما يمدها القارىء وهو بضم الخاء المعجمة كرمان جمعه خطاطيف وسمى زوار الهند وهو من الطيور القواطع إلى الناس يقطع البلاد البعيدة إليهم رغبة في القرب منهم وهذا الطائر يعرف عند الناس بعصفور الجنة لأنه زهد عما في أيديهم من الأقوات فأحبوه لأنه إنما يتقوّت من البعوض والذباب.
وصاح القمريّ فقال : يقول : سبحان ربي الأعلى.
وصاح رخمة أو حمامة فأخبر أنها تقول : سبحان ربي الأعلى ملء سمائه وأرضه والرخمة طائر أصم أبكم لا يسمع ولا يتكلم ولذلك قالوا : إن أطول الطير أعماراً الرخم فالسلامة والبركة في العمر في حفظ اللسان.
وقال : الحدأة تقول : كل شيء هالك إلا الله وهو بالفارسية (زغن وغليواج) قال : خسرو دهلوي.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٢٤
بهراين مردار ندت كاه زاري كاه زو
ون غليواجي كه شش مه ماده وشش مه نرست
والقطاة تقول : من سكت سلم وهي طائر معروف قدر اليمام ويشبهه سميت بحكاية صوتها لأنها تقول : قطاقطا قال ابن ظفر : القطا طائر يترك فراخه ثم يطلب الماء من مسيرة عشرة أيام وأكثر فيرده فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ثم يرجع فلا يخطىء لا صادراً ولا وارداً أي ذهاباً وإياباً ولذا يضرب به المثل فيقال :"أهدى من قطاة".
والببغا يقول : ويل لمن كانت الدنيا همه والمراد به الطوطي وهو طائر أخضر.
قال الكاشفي :(وباز ميكويد سبحان ربي العظيم وبحمده).
قال في "حياة الحيوان" : البازي لا تكون إلا أنثى وذكرها من نوع آخر الحدأة والشاهين ولهذا اختلف أشكالها وهو من أشد الحيوان تكبراً وأضيقها خلقها (وهزار دستان ميكويد) سبحان الخالق الدائم والديك يقول : اذكروا الله يا غافلون.
دلا برخيز وطاعت كن كه طاعت به زهر كارست
سعادت آن كسي داردكه وقت صبح بيدارست
خروسان در سحر كويند قم يا أيها الغافل
توازمتسي نمي داني كسي داندكه هشيارست
٣٢٩


الصفحة التالية
Icon