جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٣٣
﴿فَتَبَسَّمَ﴾ التبسم أول الضحك، وهو ما لا صوت له أي تبسم حال كونه ﴿ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا﴾ شارعاً في الضحك من قولها وآخذاً فيه أراد أنه بالغ في تبسمه حتى بلغ نهايته التي هي أول مراتب الضحك فهو حال مقدرة أو مؤكدة على معنى تبسم متعجباً من حذرها وتحيرها واهتدائها إلى مصالحها ومصالح بني نوعها، فإن ضحك الأنبياء التبسم والإنسان إذا رأى أو سمع ما لا عهد له به يتعجب ويبتسم.
قال بعضهم : ضحك سليمان كان ظاهره تعجباً من قول النملة وباطنه فرحاً بما أعطاه الله من فهم كلام النملة وسروراً بشهرة حاله وحال جنوده في باب التقوى والشفقة فيما بين أصناف المخلوقات فإنه لا يسر نبي بأمر دنيا وإنما كان يسر بما كان من أمر الدين.
روي : أنها أحست بصوت الجنود ولم تعلم أنهم في الهواء أو على الأرض ولذا خافت من الحطم فأمر سليمان الريح فوقفت لئلا يذعرن حتى دخلن مساكنهن.
وقال في "الوسيط" : هذا أي قوله : وهم لا يشعرون يدل على أن سليمان وجنوده كانوا ركباناً ومشاة على الأرض ولم تحملهم الريح لأن الريح لو حملتهم بين السماء والأرض ما خافت النمل أن يطأوها بأرجلهم ولعل هذه القصة كانت قبل تسخير الله الريح لسليمان انتهى وروى أن سليمان لما سمع قول النملة قال : ائتوني بها فأتوا بها (كفت أي موره ندانسيتي كه لشكر من ستم نكنند كفت دانستم أما مهتراين قومم مرا ازنصيحت ايشان اره نيست كفت لشكر من برهوا بودنه كونه قوم ترا ايمال كردندني جواب دادكه غرض من آن نبودكه برزمين شكسته شوندمراد من آن بودكه ناكاه نظر بركبكبه ودبدبه توكنند وبنظاره لكشر تومشغلو شده از دكر خداي تعالى بازمانند ودرميدان غفلت ايمال خذلان كردندن مملكت توبينند وآرزوي دردينيا دردل ايشان بديد آيد ودنيا مبغوضه حق است) فقال لها سليمان : عظيني فقالت : أعلمت لم سمي أبوك داود قال : لا قالت : لأنه داوى جراحة قلبه وهل تدري لم سميت سليمان؟ قال : لا قالت : لأنك سليم الصدر والقلب (در كشفت الأسرار آورده كه سليمان ازوى رسيدكه
٣٣٤
لشكر توند است كفت من هار هزار سرهنك دارم زير دست هريكي هل هزار نقيب است وزيردست هرنقيبي هل هزارمور كفت را لشكر خودرا بيرون نياري جواب دادكه يا نبي الله مارا روى زمين ميدادندا اختيار نكرديم ودر زير زمين جاي كرفتيم تابجز خداي تعالى حال مارا ندادند آنكه كفت أي يغمبر خدا ازعاطاها كه خداي تعالى تراداده يكي بكو كفت بادرا مركب من ساخته اند.
﴿غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ﴾ (سبأ : ١٢) كفت داني كه اين ه معنى دارد يعني هره ترادادم از مملكت دنيا همه ون بادست در آيد ونيايد "فمن اعتمد على الدنيا فكإنما اعتمد على الريح" ودرين معنى شيخ سعدى كفته :
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٣٣
ثه برباد رفتى سحر كاه وشام
سرير سلميان عليه السلام
بآخر نديدي كه برباد رفت
خنك آنكه بادانش ودادرفت
سليمان عليه السلام بعد از استماع اينكلام روى بمناجات ملك علام كرد وكفت) ﴿وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ﴾ همزة أوزع للتعدية.
والوزع بمعنى الكف والمنع من التفرق والانتشار كما سبق.
والمعنى اجعلني ازع شكر نعمتك عندي واكفه واربطه لا ينفلت عني بحيث لا أنفك عن شكرك أصلاً.
سأل عليه السلام أن يجعله الله وازعاً لجيش شكره فتشبيه الشكر بالجماعة النافرة استعارة مكنية وإثبات الوزع والربط تخييل وقرينة لذلك التشبيه وفي الحديث :"النعمة وحشية قيدوها بالشكر" فإنها إذا شكرت قرت وإذا كفرت فرت.
ومن كلمات أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه : إذا وصلت إليكم أطراف النعم فلا تنفروا أقصاها بقلة الشكر، أي من لم يشكر النعم الحاصلة لديه حرم النعم البعيدة عنه.
ون بيابي تونعمتي ورند
خردباشد و نقطه موهوم
شكر آن يافته فرو مكدار
كه زنايافته شوى محروم
﴿الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ﴾ من العلم والنبوة والملك والعدل وفهم كلام الطير ونحوها.
﴿وَعَلَى وَالِدَىَّ﴾ أي على والدي داود بن إيشا بالنبوة وتسبيح الجبال والطير معه وصنعة اللبوس وإلانة الحديد وغيرها وعلى والدتي بتشايع بنت اليائن كانت امرأة أوريا التي امتحن بها داود وهي امرأة مسلمة زاكية طاهرة وهي التي قالت له : يا بني لا تكثرن النوم بالليل فإنه يدع الرجل فقيراً يوم القيامة كذا في "كشف الأسرار" وأدرج ذكر والديه فإن الإنعام عليهما إنعام عليه مستوجب للشكر ضرورة أن انتساب الابن إلى أب شريف نعمة من الله تعالى
٣٣٥
على ابن فيشكر بتلك النعمة.
والإشارة قال سليمان القلب : أنعمت علي وعلى والدي الروح بإفاضة الفيض الرباني وعلى والدتي الجسد باستعماله في أركان الشريعة وبهذين الأمرين تكمل النعمة اللهم اجعلنا منعمين شاكرين.
﴿وَأَنْ أَعْمَلَ صَـالِحًا تَرْضَـاـاهُ﴾ تماماً للشكر واستدامة للنعمة.
ومعنى ترضاه بالفارسية :(سندي آنرا).


الصفحة التالية
Icon