يش حق يك ناله ازروي نياز
به كه عمري درسجود ودر نماززوررا بكذدار زاريرا بكير
رحم سوى زاري آيد أي فقير قال بعضهم : فصل بين الإجابة وكشف السوء فالإجابة بالقول والكشف بالطول والإجابة بالكلام والكشف بالإنعام ودعاء المضطر لا حجاب به ودعاء المظلوم لا مرد له ولكل أجل كتاب.
قال أهل التفسير : اللام في المضطر للجنس لا للاستغراق حتى يلزم إجابة كل مضطر فإن الله تعالى يجيب إجابة المضطرين لكن يجيب لبعضهم بالقول ولبعضهم بالفعل على حسب الحكمة والمصلحة.
قال في "نفائس المجالس" : جاء في الحديث :"حبب إلي من دنياكم ثلاث الطيب والنساء وقرة عيني في الصلاة" فلما سمعه أبو بكر رضي الله عنه قال : يا رسول الله حبب إليّ من دنياكم ثلاث النظر إليك وإنفاق مالي عليك والجلوس بين يديك" وقال عمر رضي الله عنه :"حبب إليّ من دنياكم ثلاث النظر إلى أولياء الله والقهر لأعداء الله والحفظ لحدود الله" وقال عثمان رضي الله عنه :"يا سيدي حبب إليّ من دنياكم ثلاث إفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام" وقال علي رضي الله عنه :"يا سيدي حبب إليّ من دنياكم ثلاث الضرب
٣٦٢
بالسيف والصوم بالصيف وإكرام الضيف" فجاء جبريل عليه السلام وقال :"يا سيدي حبب إليّ من دنياكم ثلاث إرشاد الضالين وإعانة المساكين ومؤانسة كلام رب العالمين" ثم غاب وجاء بعد ساعة فقال : إن الله يقرئك السلام ويقول :"أحب من دنياكم ثلاثاً دمع العاصين وعذاب المذنبين الغير التائبين وإجابة دعوة المضطرين".
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٦١
قال بعضهم : العارف لا يزال مضطراً معناه أن العامة اضطرارهم بمنيرات الأسباب فإذا زالت زال اضطرارهم وذلك لغلبة الحس على شهودهم فلو شهدوا قبضة الله الشاملة المحيطة لعلموا أن اضطرارهم إلى الله دائم ولدوام شرط الاضطرار ووصفه لا يزال دعاء العارفين مستجاباً والأهم في الدعاء تخليص النيات وتطهير الاعتقاد عن شوائب الشكوك والتوسل إلى الله تعالى وبالتوبة النصوح ثم تطهير الجوارح والأعضاء ليكون محلاً للإمداد من السماء ومنه الاستياك والتطيب ثم الوضوء واستقبال القبلة وتقديم الذكر والثناء والصلاة قبل الشروع في عرض الحاجات والدعوات وكذا بسط يديه بالضراعة والابتهال ورفعها حذو منكبيه.
قال أبو يزيد البسطامي قدس سره : دعوت الله ليلة فأخرجت إحدى يدي من كمي دون الأخرى لشدة البرد فنعست فرأيت في منامي أن يدي الظاهرة مملوءة نوراً والأخرى فارغة فقلت : ولم ذاك يا رب فنوديت اليد التي خرجت للطلب امتلأت والتي توارت حرمت.
قال بعضهم : إن كان وقت برد أو عذر فأشار بالمسبحة قام مقام كفيه كما في "القنية" ﴿وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَآءَ الأرْضِ﴾ خلفاء فيها بأن ورثكم سكناهم والتصرف فيها ممن كان قبلكم من الأمم يخلف كل قرن منكم القرن الذي قبله.
﴿لَهَا﴾ آخر كائن ﴿مَّعَ اللَّهِ﴾ الذي يفيض على كافة الأنام هذه النعم الجسام.
﴿قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ أي تتذكرون آلاءه تذكراً قليلاً وزماناً قليلاً وما مزيدة لتأكيد معنى القلة التي أريد بها العدم أو ما جرى مجراه في الحقارة وقلة الجدوى.
وفيه إشارة إلى أن مضمون الكلام مركوز في ذهن كل ذكي وغبي وأنه من الوضوح بحيث لا يتوقف إلا على التوجه إليه وتذكره.
﴿أَمْ﴾ بل ﴿مِّنَ﴾ الذي ﴿يَهْدِيكُمْ﴾ يرشدكم إلى مقاصدكم ﴿فِى ظُلُمَـاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ أي في ظلمات الليالي فيها بالنجوم وعلامات الأرض على أن الإضافة للملابسة أو في مشتبهات الطريق يقال طريقة ظلماء أو عمياء للتي لا منار بها أي هو خير أم الأصنام ﴿وَمَن﴾ موصولة كما سبق ﴿يُرْسِلُ الرِّيَاحَ﴾ حال كونها ﴿بُشْرَا﴾ مبشرة ﴿بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ﴾ يعني المطر.
وبالفارسية (وكسى كه مي فرستد بادهارا مده دهند كان يش ازرحمت كه بارانست) ﴿مَّعَ اللَّه بَلْ﴾ يقدر على مثل ذلك ﴿تَعَـالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ تعالى الخالق القادر عن مشاركة العاجز المخلوق ﴿أَمَّن يَبْدَؤُا الْخَلْقَ﴾ أي يوجده أول مرة ﴿ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ بعد الموت بالبعث أي يوجده بعد إماتته وأم ومن إعرابه كما تقدم.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٦١
وفي "الكواشي" : وسألوا عن بدء خلقهم وإعادتهم مع إنكارهم البعث لتقدم البراهين الدالة على ذلك من إنزال الماء وإنبات النبات وجفافه ثم عوده مرة ثانية والعقل يحكم بإمكان الإعادة بعد الإبلاء وهم يعلمون أنهم وجدوا بعد أن لم يكونوا فإيجادهم بعد أن كانوا أيسر ﴿وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَآءِ وَالارْضِ﴾ أي بأسباب سماوية وأرضية ﴿مَّعَ اللَّه بَلْ﴾ يفعل ذلك ﴿قُلْ هَاتُوا﴾.
قال الحريري : تقول العرب للواحد المذكر : هات بكسر التاء وللجمع هاتوا وللمؤنث هاتي ولجماعة الإناث هاتين
٣٦٣