﴿وَأَوْحَيْنَآ إِلَى أُمِّ مُوسَى﴾ اسمها يارخا وقيل : أيارخت كما في "التعريف" للسهيلي ونوحايذ بالنون ويوحانذ بالياء المثناة تحت في الأولى كما في "عين المعاني" وكانت من أولاد لاوي بن يعقوب عليه السلام.
وأصل الوحي الإشارة السريعة ويقع على كل تنبيه خفي والإيحاء إعلام في خفاء.
قال الإمام الراغب : يقال للكلمة الإلهية التي تلقى إلى أنبيائه : وحي وذلك إما برسول مشاهد يرى ذاته ويسمع كلامه كتبليغ جبريل للنبي عليه السلام في صورة معينة.
وإما بسماع كلام من غير معاينة كسماع موسى عليه السلام كلام الله تعالى.
وإما بإلقاء في الروع كما ذكر عليه السلام :"إن روح القدس نفث في روعي" وإما بإلهام نحو قوله :﴿وَأَوْحَيْنَآ إِلَى أُمِّ مُوسَى﴾.
وإما بتسخير نحو قوله :﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ﴾ (النحل : ٦٨) أو بمنام كقوله عليه السلام :"انقطع الوحي وبقيت المبشرات رؤيا المؤمن" انتهى بإجمال فالمراد وحي الإلهام كما ذكره الراغب.
فالمعنى قذفنا في قلبها وعلمناها.
وقال بعضهم : كان وحي الرؤيا.
وعلم الهدى (فرموده كه شايدرسول فرستاده باشد از ملائكه) يعني أتاها ملك كما أتى مريم من غير وحي نبوة حيث قال تعالى :﴿وَإِذْ قَالَتِ الملائكة يا مَرْيَمُ﴾ (آل عمران : ٤٢) وذلك أن أم موسى حبلت بموسى فلم يظهر بها أثر الحبل من نتوء البطن وتغير اللون وظهور اللبن وذلك شيء ستره الله بما أراد أن يمنّ به على بني إسرائيل حتى ولدت موسى ليلة لا رقيب
٣٨٢
عليها ولا قابلة ولم يطلع عليها أحد من القوابل الموكلة من طرف فرعون بحبالى بني إسرائيل ولا من غيرهن إلا أخته مريم فأوحى الله إليها ﴿إِنَّ﴾ مفسرة بمعنى أي ﴿أَرْضِعِيهِ﴾ (شيرده موسى را ورور داورا) ما أمكنك إخفاؤه.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٨٢
وفي "كشف الأسرار" : ما لم تخافي عليه الطلب ﴿فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ﴾ بأن يحس به الجيران عند بكائه.
وبالفارسية :(س ون ترسي برووفهم كنى كه مردم دانسته وقصد أو خواهند كرد) ﴿فَأَلْقِيهِ فِى الْيَمِّ﴾ في البحر وهو النيل.
قال بعض الكبار : فإذا خفت حفظه وعجزت عن تدبيره فسلميه إلينا ليكون في حفظنا وتدبيرنا.
﴿وَلا تَخَافِى﴾ عليه ضيقة ولا شدة ﴿وَلا تَحْزَنِى﴾ بفراقه ﴿إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ﴾ عن قريب بوجه لطيف بحيث تأمنين عليه.
﴿وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ (يعتي : أورا شرف نبوت ارزاني واهيم داشت) فأرضعته ثلاثة أشهر أو أكثر ثم ألح فرعون في طلب المواليد واجتهد العيون في تفحصها فجعلته في تابوت مطلي بالقار فقذفته في النيل ليلاً.
قال الكاشفي :(نجارى راكه آشناي عمران بود فرمودكه صندوقي نج شبر بتراشد وآن نجار خربيل ابن صبور بود اين عم فرعون ون صندوق تمام كرد وبمادر موسى داد ودرخاطرش كذشت كه كودكي دارد مي خواهد درصندوق كرده از مؤكلان بكريزاند نزد كماشته فرعون آمد وخواست كه صورت حال باز نمايد زبانش بسته شد بخانه خود آمد خواست كه نزد فرعون رود ونمامي كند شمش نابينا شد دانست كه آن مولود كه كاهنان نشان داده انيست في الحال ناديده بدوايمان آورد ومؤمن آل فرعون أوست وما در موسى صندوق را بقير اندوده موسى را دروى خوابانيد وسر صندوق هم بقير محكم بست ودر رودنيل افكند) وكان الله تعالى قادراً على حفظه بدون إلقائه في البحر لكن أراد أن يربيه بيد عدوه ليعلم أن قضاء الله غالب وفرعون في دعواه كاذب.
جهد فرعون وبى توفيق بود
هره أوميدوخت آن تفتيق بود
وكان لفرعون يومئذ بنت لم يكن له ولد غيرها وكان من أكرم الناس عليه وكان بها علة البصر وعجزت الأطباء عن علاجها.
(اهل كهانت كفته بودندكه فلانروز در رودنيل إنساني خرد سال يافته شود واين علت بآب دهن أو زائل كردد دران روز معين فرعون وزن ودختر ومحرمان وي همه دركنار رودنيل انتظار إنسان موعود مي بودندكه نا كاه صندوق بروروي آب نمودارشد فرعون بملازمان أمر كرد كه آنرا بكيريد وبياريد).
﴿فَالْتَقَطَه ءَالُ فِرْعَوْنَ﴾ الفاء فصيحة مفصحة عن عطفه على جملة محذوفة والالتقاط إصابة الشيء من غير طلب ومنه اللقطة وهو مال بلا حافظ ثم يعرف مالكه واللقيط هو طفل لم يعرف نسبه يطرح في الطريق أو غيره خوفاً من الفقر أو الزنى ويجب رفعه إن خيف هلاكه بأن وجده في الماء أو بين يدي سبع وتفصيله في الفقه وآل الرجل خاصته الذين يؤول إليه أمرهم للقراءة أو الصحبة أو الموافقة في الدين.
والمعنى فألقته في اليم بعد ما جعلته في التابوت حسبما أمرت به فالتقطه آل فرعون أي أخذوه أخذ اعتناء به وصيانة له عن الضياع.
﴿لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا﴾ اللام لام العاقبة والصيرورة لا لام العلة والإرادة لأنهم لم يلتقطوه ليكون لهم عدواً وحزناً
٣٨٣