وفي الحديث :"كتب الله كتاباً قبل أن يخلق الخلق بألفي عام في ورقة آس ثم وضعها على العرش ثم نادى : يا أمة محمد إن رحمتي سبقت غضبي أعطيتكم قبل أن تسألوني وغفرت لكم قبل أن تستغفروني من لقيني منكم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبدي ورسولي أدخلته الجنة وقد أخذ الله الميثاق من موسى أن يؤمن بأني رسول الله في غيبتي" وفي الحديث :"إن موسى كان يمشي ذات يوم بالطريق فناداه الجبار : يا موسى فالتفت يميناً وشمالاً ولم ير أحداً ثم نودي الثانية يا موسى فالتفت يميناً وشمالاً ولم ير أحداً فارتعدت فرائصه ثم نودي الثالثة : يا موسى بن عمران إني أنا الله لا إله إلا أنا فقال : لبيك فخر ساجداً فقال : ارفع رأسك يا موسى بن عمران فرفع رأسه فقال : يا موسى إن أحببت أن تسكن في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي فكن لليتيم كالأب الرحيم وكن للأرملة كالزوج العطوف يا موسى ارحم ترحم يا موسى كما تدين تدان يا موسى إنه من لقيني وهو جاحد بمحمد أدخلته النار ولو كان إبراهيم خليلي وموسى كليمي فقال : إلهي ومن محمد؟ قال : يا موسى وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً أكرم عليّ منه كتبت اسمه مع اسمي في العرش قبل أن أخلق السموات والأرض والشمس والقمر بألفي سنة وعزتي وجلالي إن الجنة محرمة على الناس حتى يدخلها محمد وأمته قال موسى : ومن أمة محمد؟ قال : أمته الحمادون يحمدون صعوداً وهبوطاً وعلى كل حال يشدون أوساطهم ويطهرون أبدانهم صائمون بالنهار ورهبان بالليل أقبل منهم اليسير وأدخلهم الجنة بشهادة لا إله إلا الله قال : إلهي اجعلني نبي تلك الأمة قال نبيها منها قال : اجعلني من أمة ذلك النبي قال : استقدمت واستأخروا يا موسى ولكن سأجمع بينك وبينه في دار الجلال".
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٠٨
وعن وهب بن منبه قال : لما قرب الله موسى نجياً قال : رب إني أجد في التوراة أمة هي خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فاجعلهم من أمتي قال : يا موسى تلك أمة أحمد قال : يا رب إني أجد في التوراة أنهم يأكلون صدقاتهم وتقبل ذلك منهم ويستجاب دعاؤهم فاجعلهم من أمتي قال : تلك أمة أحمد فاشتاق إلى لقائهم فقال تعالى : إنه ليس اليوم وقت ظهورهم فإن شئت أسمعتك كلامهم قال : بلى يا رب فقال الله تعالى : يا أمة محمد فأجابوه من أصلاب آبائهم ملبين أي قائلين لبيك اللهم لبيك (موسى سخن ايشان بشنيد آنكه خداي تعالى روا نداشت كه ايشانرا بي تحف بازكرداند كفت) أجبتكم قبل أن تدعوني وأعطيتكم قبل أن تسألوني وغفرت لكم قبل أن تستغفروني ورحمتكم قبل أن تسترحموني (زهي رتبت اين أمت عالي همت كه باوجود اختصاص ايشان بحضرت رستالت وقرآن برين وجه يافته ان)
حق لطف كرده
داد بما هره بهرتست
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٠٨
﴿وَلَوْلا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةُ﴾ الضمير لأهل مكة والمصيبة العقوبة.
قال الراغب : أصلها في الرمية ثم اختص بالمعاقبة.
والمعنى بالفارسية :(واكرنه آن بودي كه بديشان رسيدي عقوبتى
٤١٠
رسنده).
﴿بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ﴾ أي : بما اقترفوا من الكفر والمعاصي وأسند التقديم إلى الأيدي لأنها أقوى ما يزال به الأعمال وأكثر ما يستعان به في الأفعال ﴿فَيَقُولُوا﴾ عطف على تصيبهم داخل في حيز لولا الامتناعية على أن مدار امتناع ما يجاب به هو امتناعه لا امتناع المعطوف عليه وإنما ذكر في حيزها للإيذان بأنه السبب الملجىء لهم إلى قولهم :﴿رَّبِّنَآ﴾ (أي روردكارما) ﴿لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا﴾ (را نفرستادي بسوي ما) فلولا تحضيضية بمعنى هلا.
﴿رَسُولا﴾ مؤيداً من عندك بالآيات ﴿فَنَتَّبِعَ ءَايَـاتِكَ﴾ الظاهرة على يده وهو جواب لولا الثانية ﴿وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ بها وجواب لولا الأولى محذوف ثقة بدلالة الحال عليه.
والمعنى لولا قولهم هذا عند إصابة عقوبة جناياتهم التي قدموها ما أرسلناك لكن لما كان قولهم ذلك محققاً لا محيد عنه أرسلناك قطعاً لمعاذيرهم بالكلية وإلزاماً للحجة عليهم.
﴿فَلَمَّا جَآءَهُمُ﴾ أي : أهل مكة وكفار العرب.
﴿الْحَقَّ﴾ أي : القرآن لقوله في سورة الرحمن :﴿حَتَّى جَآءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُّبِينٌ﴾ (الزخرف : ٢٩) ﴿مِنْ عِندِنَا﴾ أي : بأمرنا ووحينا كما في "كشف الأسرار".
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤١٠
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : فلما جاءهم محمد.
وفيه إشارة إلى أنه عليه السلام إنما بعث بعد وصوله إلى مقام العندية واستحقاقه أن يسميه الله الحق وهو اسمه تعالى وتقدس.


الصفحة التالية
Icon