اكره آنه داري ازبراي حسن
ولي ه سودكه داري هميشه آينه تار
بيا يصيقل توحيد زآينه بزد اي
غبار شرك كه اك كردد از نكار
نسأل الله سبحانه أن يوصلنا إلى حقيقة التوحيد ويخلصنا من ورطة التقليد ويجعلنا من المكاشفين لأنوار صفاته وأسرار ذاته.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٢٣
﴿قُلْ﴾ يا محمد لأهل مكة ﴿أَرَءَيْتُمْ﴾ أي أخبروني فإن الرؤية سبب للإخبار ﴿قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ﴾ دائماً لا نهار معه من السرد وهو المتابعة والاطراد والميم مزيدة وقدم ذكر الليل على ذكر النهار لأن ذهاب الليل بطلوع الشمس أكثر فائدة من ذهاب النهار بدخول الليل كذا في "برهان القرآن" ﴿إِلَى يَوْمِ الْقِيَـامَةِ﴾ بإسكان الشمس تحت الأرض أو تحريكها حول الأفق الغائر﴿مَنْ إِلَـاهٌ غَيْرُ اللَّهِ﴾ صفة لإله.
يعني (كيست خداي بجز خداي بحق كه از روى كمال قدرت) ﴿يَأْتِيكُم بِضِيَآءٍ﴾ صفة له أخرى عليها يدور أمر التبكيت والإلزام قصد انتفاء الموصوف بانتفاء الصفة ولم يقل : هل إله لا يراد الإلزام على زعمهم أن غيره آله والباء للتعدية : والمعنى بالفارسية (بيارد براي شما روشني يعني روز روشن كه در آن بطلب معاش اشتغال كنيد).
﴿أَفَلا تَسْمَعُونَ﴾ هذا الكلام الحق سماع تدبر واستبصار حتى تنقادوا له وتعملوا بموجبه فتوحدوا الله تعالى وختم الآية به بناءً على الليل لا على الضياء.
وقال بعضهم : قرن بالضياء السمع لأن السمع يدرك ما لا يدركه البصر يعني استفادة العقل من السمع أكثر من استفادته من البصر.
٤٢٦
﴿قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا﴾ متصلاً لا ليل له.
﴿إِلَى يَوْمِ الْقِيَـامَةِ﴾ بإسكانها في وسط السماء أو تحريكها فوق الأرض ﴿مَنْ إِلَـاهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ﴾ استراحة من متابعة الأسفار ولعل تجريد الضياء عن ذكر منافعه مثل تتصرفون فيه ونحوه لكونه مقصوداً بذاته ظاهر الاستتباع لما نيط به من المنافع ولا كذلك الليل.
﴿أَفَلا تُبْصِرُونَ﴾ هذه المنفعة الظاهرة التي لا تخفى على من له بصر وختم الآية به بناءً على النهار فإنه مبصر لا على الليل.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٢٦
وقال بعضهم : وقرن بسكون الليل البصر لأن غيرك يبصر من منفعة الظلام ما لا تبصر أنت من السكون.
اعلم أن فلك الشمس يدور في بعض المواضع رحوياً لا غروب للشمس فيه فنهاره سرمدي فلا يعيش الحيوان فيه ولا ينبت النبات فيه من قوة حرارة الشمس فيه وكذلك يدور فلك الشمس في بعض المواضع بعكس هذا تحت الأرض ليس للشمس فيه طلوع فليله سرمدي فلا يعيش الحيوان أيضاً فيه ولا ينبت النبات ثمة فلهذا المعنى قال تعالى :
﴿وَمِن رَّحْمَتِه جَعَلَ لَكُمُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ﴾ (واز بخشايش خودبيا فريد براي شماشب وروزرا) ﴿لِتَسْكُنُوا فِيهِ﴾ أي : في الليل ﴿وَلِتَبتَغُوا مِن فَضْلِهِ﴾ أي في النهار بأنواع المكاسب ﴿وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ ولكي تشكروا نعمته تعالى على ما فعل :
رخ را دور شبانروزي دهده
شب برو روز رورد روزي دهده
خلوت شب بهر آن تاجان ريش
رازدل كويد برجانان خويش
روزها ازبهر غوغاي عوام
تابدايشان كارتن كيرد نظام
قال إمام الحرمين وغيره من الفضلاء : لا خلاف أن الشمس تغرب عند قوم وتطلع عند قوم آخرين والليل يطول عند قوم ويقصر عند آخرين وعند خط الاستواء يكون الليل والنهار مستوياً أبداً.
وسئل الشيخ أبو حامد عن بلاد بلغار كيف يصلون لأن الشمس لا تغرب عندهم إلا مقدار ما بين المغرب والعشاء ثم تطلع فقال : يعتبر صومهم وصلاتهم بأقرب البلاد إليهم والأصح عند أكثر الفقهاء أنهم يقدرون الليل والنهار ويعتبرون بحسب الساعات كما قال عليه الصلاة والسلام :"يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة" فيقدر الصيام والصلاة في زمنه كذا ورد عن سيد البشر.
قال في "القاموس" : بلغر كقرطق والعامة تقول : بلغار مدينة الصقالبة ضاربة في الشمال شديدة البرد انتهى والفجر يطلع في تلك الديار قبل غيبوبة الشفق في أقصر ليالي السنة فلا يجب على أهاليها العشاء والوتر لعدم سبب الوجوب وهو الوقت لأنه كما أنه شرط لأداء الصلاة فهو سبب لوجوبها فلا تجب بدونه على ما تقرر في الأصول وكذلك لا تجبان على أهالي بلدة يطلع فيها الفجر لما تغرب الشمس فيسقط عنهم ما لا يجدون وقته كما أن رجلاً إذا قطع يداه مع المرفقين أو رجلاه مع الكعبين ففرائض وضوئه ثلاث لفوات محل الرابع كذا في الفقه.
والإشارة في الآية إلى نهار التجلي وليل ستر البشرية فلو دام نهار التجلي لم يقدر المتجلى له على تحمل سطواته فستره الله تعالى بظل البشرية ليستريح من تعب السطوات وإليه الإشارة بقوله عليه السلام لعائشة رضي الله عنها :"كلميني يا حميراء" وليس هذا الستر من قبيل الحجاب فإن الستر يكون عقيب التجلي وهو حجاب
٤٢٧


الصفحة التالية
Icon