﴿قَالَ﴾ قارون مجيباً للناصحين ﴿إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ﴾ أي : هذا المال.
﴿عَلَى عِلْمٍ عِندِى﴾ حال من مرفوع أوتيته أو متعلق بأوتيته وعندي صفة له.
والمعنى أوتيته حال كوني مستحقاً لما فيّ من علم التوراة وكان أعلمهم بها ادعى استحقاق التفضيل على الناس واستيجاب التفوق بالمال والجاه بسبب العلم ولم ينظر إلى منة الله تعالى وفضله ولذا هلك وهكذا كل من كان على طريقه في الادعاء والافتخار والكفران فإنه يهلك يوماً بشؤم معصيته وصنيعه.
قال الحافظ :
مباش غره بعلم وعمل فقيه مدام
كه هيكس زقضاي خداي جان نبرد
وقال الصائب :
٤٣١
بفكر نيستي هركز نمي فتند مغروران
اكره صورت مقراض لادرار كريبانها
وقال بعضهم : المراد بعلم علم الكيمياء وكان موسى يعلمه تعلماً من الله تعالى فعلم يوشع بن نون ثلث ذلك العلم وعلم كالب بن يوقنا ثلثه وعلم قارون ثلثه فخدعهما قارون حتى أضاف علمهما إلى علمه أو تعلم قارون صنعة الكيمياء من كلثوم أخت موسى وكانت تعرف ذلك فرزق مالاً عظيماً يضرب به المثل على طول الدهر وكان يأخذ الرصاص فيجعله فضة والنحاس فيجعله ذهباً.
قال الزجاج : علم الكيمياء لا حقيقة له.
وفي "الكواشي" : ومتعاطي هذا العلم الكثير كذبه فلا يلتفت إليه.
يقول الفقير : وهو أولى من قول الزجاج فإن فيه إقراراً بأصله في الجملة وكذا بوجوده والكيمياء له حقيقة صحيحة وقد عمل به بعض الأنبياء وكمل الأولياء فإنه لا شك في الاستحالة والانقلاب بعد تصفية الأجساد وتظهرها من الكدورات وقد بين في موضعه ورأيت من وصل إليه بلا نكير والله العليم الخبير :
زكرامات بلند أوليا
أولا شعرست وآخر كيميا
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٣١
وقال بعضهم : المراد بالعلم علم التجارة والدهقنة وسائر المكاسب (كفته اند قارون هل سال بركوه متعبد بود ودر عبادت وهد برهمه بني إسرائيل غلبه كرد وإبليس شياطين را مي فرستاد تا ورا وسوسه كنند وبدنيا دركشند شايطين براو دست نمي يافتند إبليس خود برخاست وبصورت يري زاهد متعبد برابروي نشست وخدايرا عبادت همي كرد تا عبادت إبليس بر عبادت وي بيفزود وقارون بتواضع وخدمت وي در آمد وهره ميكفت بإشارت وي ميرفت ورضاي وي مي جست إبليس.
روزي كفت ما از جمعه وجماعت بازمانده ايم واز زيارت نيك مردان وتشييع جنازهاي مؤمنان محروم اكر درميان مردم باشيم وآن خصلتهاي نيكو بردست كيريم مكر صوابرتر باشد قارون را بدين سخن از كوه بزير آورد ودربيعه شدند وتعبد كاه إيشان معين ساختند مردم ون از حال ايشان باخبر شدند رفقا ازهر جانب روى بايشان نهاد وبا إيشان نيكو ميكردند وطعامها مي بردند.
ورزي إبليس كفت اكرما بهته يكروز بكسب مشغول باشيم واين بار وثقل از مردم فرونهيم مكر بهتر باشد قارون همان صواب ديد وروز آذينه بكسب شدند وباقي هفته عبادت همي كردند روزي جند برآمد إبليس كفت يكروز كسب كنيك ديكر روز عبادت تا ز معاش وبغت يزي بسر آيد وبصدقه ميدهيم ومردمانرا از ما منفعت بود همان كردند وبكسب مشغول شدند تادوستي كسب ودوستى مال درسر قارون شد إبليس آنكاه ازوي جدايي كرفت وكفت من كار خود كردم واورا دردام دنيا آوردم س قارون بكسب مشغول كشت ودنيا بوي روي نهاد وطغيان بالا كرفت وادعاي استحقاق كرد بسبب علم مكاسب وطريق او) فقال تعالى :﴿أَوَلَمْ يَعْلَمْ﴾ (آيا نداست قارون يعني دانست) ﴿أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِه مِنَ الْقُرُونِ﴾ الكافرة.
يعني (از أهل روز كارها) والقرن القوم المقترنون في زمن واحد ﴿مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً﴾ بالعدد والعدد ﴿وَأَكْثَرُ جَمْعًا﴾ للمال كنمرود وغيره.
وقال بعضهم : وأكثر جمعاً للعلم والطاعة مثل إبليس.
قال المفسرون : هذا تعجيب
٤٣٢
منه وتوبيخ له من جهته تعالى على اغتراره بقوته وكثرة ماله مع علمه بذلك الإهلاك قراءة في التوراة وتلقيناً من موسى وسماعاً من حفاظ التواريخ فالمعنى ألم يقرأ التوراة ويعلم ما فعل الله بأضرابه من أهل القرون السابقة حتى لا يغتر بما اغتر به :
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٣١
مكن تكيه بر ملك واه وحشم
كه يش ازتو بودست وبعد از توهم
بكير عبرت از ماسواي قرون
خورد ضرب هراسب كه باشد حرون
﴿وَلا يُسْـاَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ﴾ عند إهلاكهم لئلا يشتغلوا بالاعتذار كما قال تعالى ﴿وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ﴾ (المرسلات : ٣٦) كما في "التأويلات النجمية".
وقال الحسن : لا يسألون يوم القيامة سؤال استعلام فإنه تعالى مطلع عليها بل يسألون سؤال تقريع وتوبيخ.
وقال بعضهم : لا يسألون بل يعاقبون بلا توقف ولا حساب أو لا يسألون لأنهم تعرفهم الملائكة بسيماهم.


الصفحة التالية
Icon