﴿وَأَصْبَحَ﴾ أي : صار ﴿الَّذِينَ تَمَنَّوْا﴾ التمني تقدير شيء في النفس وتصويره فيها وأكثره تصور ما لا حقيقة له والأمنية الصورة الحاصلة في النفس من تمنى الشيء.
﴿مَكَانَهُ﴾ أي : منزلته وجاهه ﴿بِالامْسِ﴾ أي : بالوقت القريب منه فإنه يذكر الأمس ولا يراد به اليوم الذي قبل يومك ولكن الوقت المستقرب على طريق الاستعارة.
﴿يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِه وَيَقْدِرُ﴾ أي : يضيق يقال : قدر على عياله بالتخفيف مثل قتر ضيق عليهم بالنفقة أي يفعل كل واحد من البسط والقدر أي التضييق بمحض مشيئته وحكمته لا لكرامة توجب البسط ولا لهوان يوجب القبض.
وويكأن عند البصريين مركب من وي للتعجب (نانست كه كسى از روى ترحم وتعجب باديكري كويد "وي لم فعلت ذلك" وي اين يست كه توكردي) كما قال الراغب : وي كلمة تذكر للتحسر والتندم والتعجب تقول : وي لعبد الله انتهى وكأن للتشبيه.
والمعنى ما أشبه الأمر إن الله يبسط إلخ وعند الكوفين من ويك بمعنى ويلك وإن واعلم مضمر وتقديره ويك اعلم أن الله إلخ.
وبالفارسية (واي برتوبداي خداي تعالى الخ) وإنما استعمل عند التنبيه على الخطأ والتندم.
والمعنى أنهم قد تنبهوا على خطئهم في تمنيهم وتندموا على ذلك.
﴿لَوْلا أَن مَّنَّ اللَّهُ﴾ أنعم ﴿عَلَيْنَا﴾ فلم يعطنا ما تمنينا.
وبالفارسية (اكر آن نبودي كه خداي تعالى منت نهادي برما وندادبما آنه تمناي ما بودازدنيا) ﴿لَخَسَفَ بِنَا﴾ (مارا بزمين فروبرديد) كما خسف به لتوليد الاستغناء فينا مثل ما ولده فيه من الكبر والبغي ونحوهما من أسباب العذاب والهلاك ﴿وَيْكَأَنَّه لا يُفْلِحُ الْكَـافِرُونَ﴾ لنعمة الله أي لا ينجون من عذابه
٤٣٦
أو المكذبون برسله وبما وعدوا به من ثواب الآخرة.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٣٦
قال في "كشف الأسرار" : حب الدنيا حمل قارون على جمعها وجمعها حمله على البغي عليهم وصارت كثرة ماله سبب هلاكه وفي الخبر :"حب الدنيا رأس كل خطيئة" (دوستي دنيا سر همه كناهها هست ومايه هر فتنه وبيخ هرفستاد.
وهركه ازخداي بازماند بمهر ودوستي دنيا بازماند دنيا لي كذشتني وبساطي در نوشتني ومرتع لافكاه مدعيان ومجمع باركاه بي خطران سرمايه بي دولتان ومصبه بدبختان معشوقه ناكسان وقبله خسيسان دوست بي وفا ودايه بي مهر جمالي بانقاب دارد ورفتاري ناصواب وون تودوست زير خاك صدهزاران هزار دارد برطارم طرازي نشسته واز شبكه بيرون مي نكرد وباتو ميكويد من ون توهزار عاشق از غم كسستم نالود بخون هيكس انكشتم مصطى عليه السلام كفت) "ما من أحد يصيب في الدنيا إلا وهو بمنزلة الضيف وماله في يده عارية فالضيف منطلق والعارية مردودة" وفي رواية أخرى "إن مثلكم في الدنيا كمثل الضيف وإن ما في أيديكم عارية" (ميكويد مثل شمادرين دنياي غدار مثل مهماني است كه بمهمان خانه فرو آيدهر آينه مهمان رفتني بود نه بودني هم نومرد كارواني كه بمنزل فرو آيد لا بد از آنجارخت بردارد درتمنا كندكه آنجابيستد سخت نادان وبي سامان بودكه آن نه بمقصود رسد ونه بخانه باز آيد جهد آن كن اي جوانمردكه ل بلوى بسلامت باز كداري وآنرا دار القرار خود نساني ودل دروبندي تا برتو شيطان ظفر نيابد صد شير كرسنه دركله كوسفند ندان زيان بكندكه شيطان باتوكند) ﴿إِنَّ الشَّيْطَـانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا﴾ (فاطر : ٦) وصد شيطان آن نكندكه نفس أمارة باتوكند "أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك" (يكي تأمل كن دركار قارون بدبخت نفس وشيطان هردودست درهم دادند تا اورا زدين بر آوردند ازانكه آبش از سر شمه خود تاريك بود بكند اورا باعمل عاريتي دادند لؤلؤ شاهوار همي نمود ون حكم ازلي وسابقه أصلي در رسيد خود شبه قير رنك بود زبان حالش همي كويد).
من ندارم كه هستم اندر كاري
اي برسر ندار ون من بسياري
اكنون كه نماند باقوم بازاري
در يده نداشت زدم مسماري
واعلم أن تمني الدنيا مذموم إلا ما كان لغرض صحيح وهو صرفها إلى وجوه البر كالصدقة ونحوها.
وعن كبشة الأنماري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول :"ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثاً فاحفظوه.
فأما التي أقسم عليهن فإنه ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله به عزاً ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله باب فقر.
وأما الذي أحدثكم فاحفظوه" فقال :"إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله علماً ومالاً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعمل فيه بحقه فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول : لو أن لي مالاً لعملت
٤٣٧
بعمل فلان فهو بنيته وأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً فهو لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعمل فيه بحقه وعبد لم يرزقه الله علماً ولا مالاً فهو يقول : لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته ووزرهما سواء" كما في "المصابيح".


الصفحة التالية
Icon