قال في "الوسيط" : المنكر لا يعرف في شريعة ولا سنة أي سواء كان قولاً أو فعلاً والمعروف ضده.
يعني :(نماز سبب باز استادن مى باشد از معاصى جه مداومت بروموجب داوم ذكر ومورث كمال خشيت است وبخاصيت بنده را از كناه باز دارد) ـ كما روي ـ أن فتى من الأنصار كان يصلي مع رسول الله ﷺ الصلوات الخمس ثم لا يدع شيئاً من الفواحش إلا ركبه فوصف لرسول الله فقال :"إن صلاته ستنهاه" فلم يلبث أن تاب وحسن حاله وصار من زهاد الصحابة رضي الله عنه وعنهم.
يقول الفقير : لا شك أن لكل عمل خيراً أو شراً خاصية فخاصية الصلاة إثارة الخشية من الله والنهي عن المعاصي كما أن خاصية الكفر الذي قوبل به ترك الصلاة في قوله عليه السلام :"من ترك الصلاة متعمداً فقد كفر" إثارة الخوف من الناس والإقبال على المناهي دل عليه قوله تعالى :﴿سَنُلْقِى فِى قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَآ أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِه سُلْطَـانًا﴾ (آل عمران : ١٥١) وفي الحديث "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً" يعني : تكون صلاته وبالاً عليه ويكون سبب القرب في حقه سبب البعد لعل ذلك لعدم خروجه عن عهدة حقيقة الصلاة كما قال بعضهم : حقيقة حضور القلب بنعت الذكر والمراقبة بنعت الفكر فالذكر في الصلاة يطرد الغفلة التي هي الفحشاء والفكر يطرد الخواطر المذمومة التي هي المنكر فهذه الصلاة كما تنهى صاحبها وهو في الصلاة عما ذكر كذلك تنهاه وهو في خارجها عن رؤية الأعمال وطلب الأعواض ومثل هذه الصلاة قرة عين العارفين لأنها مبنية على المعاينة لا على المغايبة والصلاة فريضة كانت أو نافلة أفضل الأعمال البدنية لأن لها تأثيراً عظيماً في إصلاح النفس التي هي مبدأ جميع الفحشاء والمنكر
٤٧٤
وفي الخبر :"قال عيسى عليه السلام يقول الله : بالفرائض نجا مني عبدي وبالنوافل يتقرب إلي".
واعلم أن الصلاة على مراتب فصلاة البدن بإقامة الأركان المعلومة.
وصلاة النفس بالخشوع والطمأنينة بين الخوف والرجاء.
وصلاة القلب بالحضور والمراقبة.
وصلاة السر بالمناجاة والمكالمة.
وصلاة الروح بالمشاهدة والمعاينة.
وصلاة الخفي بالمناغاة والملاطفة ولا صلاة في المقام السابع لأنه مقام الفناء والمحبة الصرفة في عين الوحدة.
فنهاية الصلاة الصورية بظهور الموت الذي هو صورة اليقين كما قال تعالى :﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ أي الموت.
ونهاية الصلاة الحقيقة بالفناء المطلق الذي هو اليقين فكل صلاة تنهى عن الفحشاء في مرتبتها.
يعني :(نماز تن ناهيست از معاصي وملاهي.
ونماز نفس مانعست از رذائل وعلائق واخلاق رديه وهيآت مظلمة.
ونمازدل بازدارد ازظهور ووفور غفلت را.
ونماز سرمنع نمايد ازالتفات بما سواى حضرت را را.
ونماز استقرار بملاحظة اغيار.
ونماز خفي بكذارند سالك را زا شهود اثنينت يعني بروظاهر كرددكه ازرورى حقيقت)
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٧١
جزيكي نيست نقد ابن عالم
باز بين وبمعالمش مفروش
قال بعض أرباب الحقيقة : رعاية الظاهر سبب للصحة مطلقاً وأرى أن فوت مافات من ترك الصلوات.


الصفحة التالية
Icon