يتوهم بالشيء أمراً ينكشف عما يتوهمه ولهذا قال تعالى :﴿لا رَيْبَ فِيهِ﴾ والإرابة أن يتوهم فيه أمراً لا ينكشف عما يتوهمه والارتياب يجري مجرى الإرابة ونفى عن المؤمنين الارتياب كما قال :﴿وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَـابَ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ (المدثر : ٣١) والمبطل من يأتي بالباطل وهو نقيض المحق وهو من يأتي بالحق لما أن الباطل نقيض الحق.
قال في "المفردات" : الإبطال يقال في إفساد الشيء وإزالته حقاً كان الشيء أو باطلاً قال تعالى :﴿لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَـاطِلَ﴾ وقد يقال فيمن يقول شيئاً لا حقيقة له.
والمعنى لارتابوا وقالوا : لعله تعلمه أو التقته من كتب الأوائل وحيث لم تكن كذلك لم يبق في شأنك منشأ ريب أصلاً.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٧٩
قال الكاشفي :(درشك افتادندى تباه كاران وكحروان يعني مشركان عرب كفتندي كه جون مي خواند ومي نويسد بس قرآنرا ز كتب يشينيان التقاط كرده وبرما مي خواند ياجهودان درشك افتادندكه در كتب خود خواندايم كه ييغمير آخر زمان امى باشد واين كس قاري وكاتب است).
فإن قلت : لم سماهم المبطلين ولو لم يكن أميا وقالوا : ليس بالذي نجده في كتبنا لكانوا محقين ولكان أهل مكة أيضاً على حق في قولهم لعله تعلمه أو كتبه فإنه رجل قارىء كاتب؟.
قلت : لأنهم كفروا به وهو أمي بعيد من الريب فكأنه قال هؤلاء المبطلون في كفرهم به : لو لو يكن أمياً لارتابوا أشد الريب فحيث أنه ليس بقارىء ولا كاتب فلا وجه لارتيابهم.
قال في "الأسئلة المقحمة" : كيف منّ الله على نبيه بأنه أمي ولا يعرف الخط والكتابة وهما من قبيل الكمال لا من قبيل النقص والجواب إنما وصفه بعدم الخط والكتابة لأن أهل الكتاب كانوا يجدون من نعته في التوراة والإنجيل أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب فأراد تحقيق ما وعدهم به على نعته إياه ولأن الكتابة من قبيل الصناعات فلا توصف بالمدح ولا بالذم ولأن المقصود من الكتابة والخط هو الاحتراز عن الغفلة والنسيان وقد خصه الله تعالى بما فيه غنية عن ذلك كالعين بها العصا والقائد انتهى.
وقال في "أسئلة الحكم" : كان عليه السلام يعلم الخطوط ويخبر عنها فلماذا لم يكتب والجواب أنه لو كتب لقيل : قرأ القرآن من صحف الأولين.
وقال النيسابوري : إنما لم يكتب لأنه إذا كتب وعقد الخنصر يقع ظل قلمه واصبعه على اسم الله تعالى وذكره فلما كان كذلك قال الله تعالى : لا جرم يا حبيبي لما لم ترد أن يكون قلمك فوق اسمي ولم ترد أن يكون ظل القلم على اسمي أمرت الناس أن لا يرفعوا أصواتهم فوق صوتك تشريفاً لك وتعظيماً ولا أدع بسبب ذلك ظلك يقع على الأرض صيانة له أن يوطأ ظله بالأقدام.
قيل : إنه نور محض وليس للنور ظل.
وفيه إشارة إلى أنه أفنى الوجود الكوني الظلي وهو نور متجسد في صورة البشر وكذلك الملك إذا تجسد بصورة البشر لا يكون له ظل وبذلك علم بعض العارفين تجسد الأرواح القديسة وإذا تجسدت الأرواح الخبيثة وقعت كثافة ظلها وظلمته على الأرض أكثر من سائر الأظلال الكونية فليحفظ ذلك.
قال الكاشفي :(درتيسير آورده كه خط وقرأت فضيلة بوده است مر غير بيغمبر مارا وعدم آن فضل معجزة آن حضرت بوده وجون معجزة ظاهر شده ودراميت اوشك وشبه نماند حق سبحانه در آخر عمر اين فضيلت نيزبوى ارزاني داشته تامعجزه ديكر باشد وابن ابى شيبه درمصنف از طريق عون بن عبد الله نقل ميكند كه "مامات رسول الله حتى كتب وقرأ" واين صورت منافىء قرآن نيست زيرا كه نفي كتابت مقرر ساخته بزماني قبل از نزول قرآن ومذهب آنانكه ويرا امي دانند از اول عمرتا آخر بصواب اقربست
٤٨٠
بقلم كرنرسيد انكشتش
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٧٩
بود لوح وقلم اندر مشتش
ازسواد خط اكرديده ببست
بكمالش نرسد هيج شكست
بود اونور خط تيره ظلم
لشود نور وظلم جمع بهم
ولذا قال بعضهم : من كان القلم الأعلى يخدمه واللوح المحفوظ مصحفه ومنظره لا يحتاج إلى تصوير الرسوم وتمثيل العلوم بالآلات الجسمانية لأن الخط صنعة ذهنية وقوة طبيعية صدرت بآلاتها الجسمانية.
قال رجل من الأنصار للنبي عليه السلام إني لأسمع الحديث ولا أحفظه فقال :"استعن بيمينك" أي : اكتبه.