قيل : من كتب الكتات العربي والفارسي والسرياني والعبراني وغيرهما من بقية الاثني عشر وهي الحميري واليوناني والرومي والقبطي والبربري والأندلسي والهندي والصيني آدم عليه السلام كتبها في طين وطبخه فلما أصاب الأرض وانفرق وجد كل قوم كتاباً فكتبوه فأصاب إسماعيل عليه السلام كتاب العربي وأما ما جاء :"أول من خط بالقلم إدريس عليه السلام" فالمراد به خط الرمل وفي "التأويلات النجمية" : القلب إذا تجرد من المعلومات والسر تقدس عن المرقومات والروح تنزه عن الموهومات كانوا أقرب إلى الفطرة ولم يشتغلوا بقبول النفوس السفلية من الحسيات والخياليات والوهميات فكانوا لما صادفهم من المغيبات قابلين من غير طبع ومشاركة كسب وتكلف بشرية ولما كان قلب النبي عليه السلام في البداية مشروطاً بعمل جبريل إذا أخرج منه ما أخرج وقال : هذا حظ الشيطان منك.
وفي "النهاية" : لما كان محفوظاً من النقوش التعليمية بالقراءة والكتابة كان قابلاً للإنزال عليه مختصاً عن جميع الأنبياء كما قال :﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الامِينُ * عَلَى قَلْبِكَ﴾ (الشعراء : ١٩٣، ١٩٤) ثم أثبت هذه بتبعيته لمتابعيه فقال.
﴿بَلْ هُوَ﴾ أي القرآن ﴿بَيِّنَـاتٌ فِى﴾ واضحات ثابتات راسخات ﴿فِى صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ من غير أن يلتقط من كتاب يحفظونه بحيث لا يقدر أحد على تحريفه.
قال الكاشفي :(درسينه آنا نكه داده شده اند علم رايعني مؤمنان أهل كتاب ياصحابة كرام آنرا ياد ميكردند تاهيج كس تحريف نتوان كرد واما خواندن قرآن از ظهر القلب خاصة امت مرحومه است جه كتب مقدمه را از اوراق مى خوانده اند) يعني كونه محفوظاً في الصدور من خصائص القرآن لأن من تقدم كانوا لا يقرؤون كتبهم إلا نظراً فإذا أطبقوها لم يعرفوا منها شيئاً سوى الأنبياء وما نقل عن قارون من أنه كان يقرأ التوراة عن ظهر القلب فغير ثابت (وازينجاست كه موسى عليه السلام درمناجاة حضرت كفت) يارب إني أجد في التوراة أمة أناجيلهم في صدورهم يقرؤون ظاهراً لو لم يكن رسم الخطوط لكانوا يحفظون شرائعه عليه السلام بقلوبهم لكمال قوتهم وظهور استعداداتهم ولما اختل رسم التوراة اختلت شريعتهم.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٧٩
وفي بعض الآثار : ما حسدتكم اليهود والنصارى على شيء كحفظ القرآن.
قال أبو إمامة : إن الله لا يعذب بالنار قلباً وعى القرآن وقال عليه السلام :"القلب الذي ليس فيه شيء من القرآن كالبيت الخراب" وفي الحديث :"تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل من عقلها" أي من الإبل المعقلة إذا أطلقها صاحبها والتعاهد والتعهد التحفظ أي المحافظة وتجديد الأمر به والمراد هنا
٤٨١
الأمر بالمواظفة على تلاوته والمداومة على تكراره فمن سنة القارىء أن يقرأ القرآن كل يوم وليلة كيلا ينساه وعن النبي عليه السلام :"عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنباً أكبر من آية أو سورة أوتيها الرجل ثم نسيها" والنسيان أن لا يمكنه القراءة من المصحف كذا في "القنية".
وكان ابن عينة يذهب إلى أن النسيان الذي يستحق صاحبة اللوم ويضاف إليه الإثم ترك العمل به والنسيان في لسان العرب الترك قال تعالى :﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ﴾ (الأنعام : ٤٤) أي تركوا وقال تعالى :﴿نَسُوا اللَّهَ﴾ (التوبة : ٦٧) أي تركوا طاعته ﴿فَنَسِيَهُمْ﴾ (التوبة : ٦٧) أي فترك رحمتهم.
قال شارح "الجزرية" وقراءة القرآن من الصحف أفضل من قرارة القرآن من حفظه هذا هو المشهور عن السلف ولكن ليس هذا على إطلاقه بل إن كان القارىء من حفظه يحصل له التدبر والتفكر وجمع القلب والبصر أكثر مما يحصل له من المصحف فالقراءة من الحفظ أفضل وإن تساويا فمن المصحف أفضل لأن النظر في المصحف عبادة واستماع القرآن من الغير في بعض الأحيان من السنن
دل ازشنيدن قرآن بكيردت همه وقت
جو باطلان زكلام حقت ملول جيست
قال في "كشف الأسرار" : قلوب الخواص من العلماء بالله خزائن الغيب فيها براهين حقه وبينات سره ودلائل توحيده وشواهد ربوبيته فقانون الحقائق قلوبهم وكل شيء يطلب من موطنه ومحله (درشب افروز ازصدف جويند وآفتاب تابان از برج فلك وعسل مصفى ازنحل ونور معرفت ووصف ذات احديت ازدلهاى عارفان جويند كه دلهاى ايشان قانون معرفت است ومحل تجلىء صفات) بل يطلب حضرة جلاله عند حظائر قدس قلوب خواص عباده كما سأل الله موسى عليه السلام قال :"إلهي أين أطلبك قال أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي".
وفي "المثنوي".
ازدرون وأهل دل آب حيات
حند نوشيدي وواشد جشمهات
بس غذاي سكر ووجد وبيخودى
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٧٩
ازدر أهل دلان برجان زدى
قال المولى الجامي : نكته عرفان مجو از خاطر آلودكان كوهر مقصود رادلهاي باك آمد صدف.


الصفحة التالية
Icon