اى كريمى كه از خزانه غيب
كبر وترسا وظيفه خوردارى
دوستانرا كجا كنى محروم
توكه بادشمنان نظر دارى
وإنه سبحانه لا يسأل من العباد إلا التوحيد والتقوى والتوكل فإنما الرزق على الله الكريم وقد قدر سبحانه مقادير الخلق فبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وما قدر في الخلق والرزق والأجل لا يتبدل بقصد القاصدين ألا ترى إلى الوحوش والطيور لا تدخر شيئاً إلى الغد تغدو خماصاً وتروح بطاناً أي ممتلئة البطون والحواصل لاتكالها على الله تعالى بما وصل إلى قلوبها من نور معرفة خالقها فكيف يهتم الإنسان لأجل رزقه وأجله ويدخر شيئاً لغده ولا يعرف
٤٨٩
حقيقة رزقه وأجله فربما يأكل ذخيرته غيره ولا يصل إلى غده ولذلك كان ﷺ لا يدخر شيئاً لغد إذ الأرزاق مجددة كالأنفاس المجددة في كل لمحة والرزق يطلب الرجل كما يطلبه أجله (خواجه عالم ﷺ فرموده كه اى مردم رزق قسمت كرده شده است تجاوز نمى كند ازمرد آنجه از براى وى نوشته شده است بس خوبى كنيد در طلب روزى يعني بطاعت جوييد نه بمعصيت اى مردم در قناعت فراخى است ودرميانه رفتن واندازه بكار داشتن بسندكي زكفايت است درزهد راحت است وخفت حساب وهر عملي را جزاييست وكل آت قريب) : قال المولى الجامي :
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٨٨
درين خرابه مكش بهر كنج غصه ورنج
جونقد وقت توشد فقر خاك برسر كنج
بقصر عشرت وايوان عيش شاهان بين
كه زاغ نغمه سرا كشت وجفدقا فيه سنج
وعن بعضهم قال : كنت أنا وصاحب لي نتعبد في بعض الجبال وكان صاحبي بعيداً مني فجاءني يوماً وقال : قد نزل بقربنا بدو فقم نمش إليهم لعله يحصل لنا منهم شيء من لبن غيره فامتنعت فلم يزل يلح علي حتى وافقته فذهبنا إليهم فأطعمونا من طعامهم ورجعنا وعاد كل واحد منا إلى مكانه الذي كان فيه ثم إني انتظرت الظبية في الوقت الذي كانت تأتيني فيه فلم تأتني ثم انتظرتها بعد ذلك فلم تأتني فانقطعت عني فعرفت أن ذلك بشؤم ذنبي الذي أحدثته بعد أن كنت مستغنياً بلبنها وهذا الذنب الذي ذكر ثلاثة أشياء أحدها خروجه من التوكل الذي كان دخل فيه والثاني طمعه وعدم قناعته بالرزق الذي كان مستغنياً به والثالث أكله طعاماً خبيثاً فحرم رزقاً حلالاً طيباً محضاً أخرجته القدرة الإلهية من باب العدم وأدخلته من باب الإيجاد بمحض الجود والكرم آتياً من طريق باب خرق العادة كرامة لولي من أوليائه أولى السعادة ذكره اليافعي في الرياض.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٨٨
﴿وَمَا هَـاذِهِ الْحَيَواةُ الدُّنْيَآ﴾ إشارة تحقير للدنيا وكيف لا وهي لا تزن عند الله جناح بعوضة : والمعنى بالفارسية :(ونيست أين زنكانىء دنيا).
قال الإمام الراغب : الحياة باعتبار الدنيا والآخرة ضربان الحياة الدنيا والحياة الآخرة فهي إشارة إلى أن الحياة الدنيا بمعنى الحياة الأولى بقرينة المقابلة بالآخرة فإنه قد يعبر بالأدنى عن الأول المقابل للآخر والمراد بالحياة الأولى ما قبل الموت لدنوه أي قربه وبالآخرة ما بعد الموت لتأخره ﴿إِلا لَهْوٌ﴾ وهو ما يلهي الإنسان ويشغله عما يعنيه ويهمه والملاهي آلات اللهو ﴿وَلَعِبٌ﴾ يقال : لعب فلان إذا لم يقصد بفعله مقصداً صحيحاً.
قال الكاشفي :﴿إِلا لَهْوٌ﴾ (مكر مشغولي وبيكاري ولعب وبازي يعني درسرعت انقضا وزوال ببازى كود كان مى ماندكه يكجا جمع آيند وساعتي بدان متهج كردند واندك زمانى را ملول ومانده كشته متفرق شوند وجه زيبا كفته است) :
بازيجه ايست طفل قريب اين متاع دهر
بى عقل مردمان كه بدين مبتلا سوند
وفي "التأويلات النجمية" : يشير إلى أن هذه الحياة التي يعيش بها المرء في الدنيا بالنسبة إلى الحياة التي يعيش بها أهل الآخرة في الآخرة وجوار الحق تعالى لهو ولعب وإنما شبهها باللهو واللعب لمعنيين :
أحدهما : أن أمر اللهو واللعب سريع الانقضاء لا يداوم عليه فالمعنى : إن الدنيا وزينتها وشهواتها لظل زائل لا يكون له بقاء فلا تصلح
٤٩٠
لاطمئنان القلب بها والركون إليها.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٩٠
والثاني : إن اللهو واللعب من شأن الصبيان والسفهاء دون العقلاء وذوي الأحلام ولهذا كان النبي عليه السلام يقول :"ما أنا من دد ولا الدد مني" والدد اللهو واللعب فالعاقل يصون نفسه منه انتهى.
قال في "كشف الأسرار" : فإن قيل : لم سماها لهواً ولعباً وقد خلقها لحكمة ومصلحة؟ قلنا : إنه بنى الخطاب على الأعم الأغلب وذلك أن غرض أكثر الناس من الدنيا اللهو واللعب انتهى ورد في الخبر النبوي حين سئل عن الدنيا فقال :"دنياك ما يشغلك عن ربك" : وفي المثنوي :
جيست دنيا از خدا غافل شدن
نى نقره فرزند وزنمال را كر بهر دين باشي حمول
نعم مال صالح خواندش رسول
آب در كشتى هلاك كشتى ايت
آب اندر زيركشتى بشتى است
جونكه مال وملك را ازدل براند
زان سليمان خويش جز مسكين نخواند
كوزه سربسته اندر آب رفت
از دل بر باد فوق آب رفت
باد درويشى جو در باطن بود


الصفحة التالية
Icon