أول خلقش هذا بيان
هر كه برايجاد أو قادر بود
فدرتش بريعث أو ظاهر شود
أوست خلاقي كه بعد خزان
ميكند يدا بهار بوستان
﴿وَنُقِرُّ فِى الارْحَامِ مَا نَشَآءُ﴾ استئناف مسوق لبيان حالهم بعد تمام خلقهم أي ونحن نقر في الأرحام بعد ذلك ما نشاء أن نقره فيها ﴿إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ وقت معين هو وقت الوضع وأدناه ستة أشهر عند الكل وأقصاه سنتان عند أبي حنيفة رحمه الله وأربع سنين عند الشافعي وخمس سنين عند مالك.
روي : أن الضحاك بن مزاحم التابعي مكث في بطن أمه سنتين ومالكاً ثلاث سنين كما ذكره السيوطي وأخبر الإمام رحمه الله أن جارة له ولدت ثلاثة أولاد في اثنتي عشرة سنة تحمل أربع سنين وفيه إشارة إلى أن بعض ما في الأرحام لا يشاء الله تعالى إقراره فيها بعد تكامل خلقه فيسقط.
﴿ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ﴾ أي من بطون أمهاتكم بعد إقراركم فيها عند تمام الأجل المسمى حال كونكم.
﴿طِفْلا﴾ أطفالاً بحيث لا تقومون
لأموركم من غاية الضعف والأفراد باعتبار كل واحد منهم أو بإرادة الجنس المنتظم للواحد والمتعدد والطفل الولد ما دام ناعماً كما في "المفردات".
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٥
وقال المولى الفناري في تفسير الفاتحة حد الطفل من أول ما يولد إلى أن يستهل صارخاً إلى انقضاء ستة أعوام ﴿ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ﴾ علة لنخرجكم معطوفة على علة أخرى مناسبة لها كأنه قيل ثم نخرجكم لتكبروا شيئاً فشيئاً ثم لتبلغوا كما لكم في القوة والعقل والتمييز وهو فيما بين الثلاثين والأربعين.
وفي "القاموس" : ما بين ثماني عشرة إلى ثلاثين واحد جاء على بناء الجمع كآنك ولا نظير لهما انتهى.
﴿وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى﴾ أي : يقبض روحه ويموت بعد بلوغ الأشد أو قبله والتوفي عبارة عن الموت وتوفاه الله قبض روحه ﴿وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ﴾ وهو الهرم والخرف والرذل والرذال المرغوب عنه لرداءته والعمر مدة عمارة البدن بالحياة.
﴿لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنا بَعْدِ عِلْمٍ﴾ كثير ﴿شَيْـاًا﴾ أي شيئاً من الأشياء أو شيئاً من العلم وهو مبالغة في انتقاض علمه وانتكاس حاله وإلا فهو يعلم بعض الأشياء كالطفل أي ليعود إلى ما كان عليه آوان الطفولية من ضعف البنية وسخافة العقل وقلة الفهم فينسى ما عمله وينكر ما عرفه ويعجز عما قدر عليه وقد سبق بعض ما يتعلق بهذه الآية في سورة النحل عند قوله تعالى :﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّـاكُمْ﴾ الآية (النحل : ٧٠) : قال الشيخ سعدي قدس سره.
طرب نوجوان زير مجوى
كه دكر يدآب رفته بجوى
زرع راوان رسيد وقت درو
نخرامد نانكه سبزءه نو
وقال :
و دوران عمر ازجها دركذشت
مزن دست واكاب از سركذشت
بسيزي كجا تازه كردد دلم
كه سبزى نخواهد دميد ار كلم
تفرج كنان در هوا وهوس
كذشتيم بر خاك بسيار كس
كساني كه ديكر بغيت اندرند
بيايند وبر خاك مابكذرند
دريغاكه فصل جواني كذشت
بلهو ولعب زندكاني كذشت
ه خوش كفت باكودك آموزكار
كه كاري نكرديم وشد روزكار
قال النسفي في "كشف الحقائق" :(أي درويش جهل يش ازعمل دوزخست وجهل بعد ازعلمبهشت است ازجهت آنكه جهل يش از علم سبب حرص وطمعست وجهل بعد ازعلم سبب رضا وقناعت است).
وفي "عرائس البقلي" : ارذل العمر أيام المجاهدة بعد المشاهدة وأيام الفترة بعد المواصلة لكيلا يعلم بعد علم بما جرى عليه من الأحوال الشريفة والمقامات الرفيعة وهذا غيرة الحق على المحققين حين أفشوا أسراره بالدعاوي الكثيرة أستعيذ بالله وأستزيد منه فضله وكرمه ليخلصنا به من فتنة النفس وشرها.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٥
وفي "التأويلات النجمية" : في الآية إشارة إلى أن أطفال المكونات كانوا في أرحام أمهات العدم متقررين بتقرير الحق إياهم فيها ولكل خارج منها أجل مسمى بالإرادة القديمة والحكمة الأزلية فلا يخرج طفل مكون من رحم العدم إلا بمشيئة الله تعالى وأوان أجله وهذا رد على الفلاسفة يقولون