اينك نوشته ازشهد الله بران كواه
﴿وَلَعَلا﴾ لغلب ﴿بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ كما هو الجاري فيما بين ملوك الدنيا فلم يكن بيده وحده ملكوت كل شيء وهو باطل لا يقول به عاقل قط.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٠٠
قال الكاشفي :(اكر باوخدايي بودي ونانه شد مخلوق خودرا خداكردي وملك آواز ملك أين ممتاز شدى هر آيينه طرح نزاع وحرب ميان ايشان بديد آمدي نانه ازحال ملوك دنيا معلومست وبإجماع واستقرا معلوم شدكه اين تجارب وتنازع واقع نيست س اورا شريك نبود).
قال في "الأسئلة المقحمة" :﴿وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ أي لغلب منهما القوى على الضعيف وهو دليل على أنه لو كان إلهان لوقع التمانع بالعلم والقدرة فإنه إذا أراد أحدهما إحياء زيد والآخر إفناءه استوت قدرتهما بمنع كل واحد منهما فعل صاحبه ومهما ارتفع مراد أحدهما غلب صاحبه بالقدرة ونظيره حبل يتجاذبه اثنان فإذا استويا في القدرة بقيا متجاذبين فإن غلب أحدهما بالجذب لم يبق لفعل الآخر أثر فهو معنى الآية ﴿سُبْحَـانَ اللَّهِ﴾ نزهوه تنزيهاً.
وقال
١٠٢
الكاشفي :(اكست خداي تعالى).
وفي "بحر العلوم" : تنزيه أو تعجيب ﴿عَمَّا يَصِفُونَ﴾ يصفونه ويضيفونه إليه من الأولاد والشركاء.
﴿عَـالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَـادَةِ﴾ بالجر على أنه بدل من الجلالة أي عالم السر والعلانية.
وبالفارسية :(وشيده وآشكار).
وفي "التأويلات النجمية" : عالم الملك والملكوت والأرواح والأجساد انتهى.
ثم إن الغيب بالنسبة إلينا لا بالنسبة إليه تعالى فهو عالم به وبالشهادة على سواء وهو دليل آخر على انتفاء الشريك بناء على توافقهم في تفرده تعالى بذلك ولذلك رتب عليه بالفاء قوله تعالى :﴿فَتَعَـالَى﴾ الله وتنزه ﴿عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ به مما لا يعلم شيئاً من الغيب ولا يتكامل عليه بالشهادة فإن تفرده بذلك موجب لتعاليه عن أن يكون له شريك.
قال الراغب : شرك الإنسان في الدين ضربان أحدهما الشرك العظيم وهو إثبات شريكتعالى يقال : أشرك فلان بالله وذلك أعظم كفر، والثاني الشرك الصغير وهو مراعاة غير الله معه في بعض الأمور وذلك كالرياء والنفاق، وفي الحديث :"والشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا".
مرايي هركسي معبود سازد
مرايي را ازان كفتند مشرك
قال الشيخ سعدي قدس سره :
منه آب زرجان من بر شيز
كه صراف دانا نكيرد بيز
قال يحيى بن معاذ : إن للتوحيد نوراً وللشرك ناراً وإن نور التوحيد أحرق سيئات الموحدين كما أن نار الشرك أحرقت حسنات المشركين روي : أن قائلاً قال : يا رسول الله فبم النجاة غداً قال :"أن لا تخادع الله" قال : وكيف نخادع الله؟ قال :"أن لا تعمل بما أمرك الله وتريد به غير وجه الله".
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٠٠
زعمرو أي سر شم أجرت مدار
و درخانة زيد باشي بكار
والعمدة في هذا الباب التوحيد فإنه كما يتخلص من الشرك الأكبر الجلي بالتوحيد كذلك يتخلص من الشرك الأصغر به فينبغي أن يشتغل به ويجتهد قدر الاستطاعة لينال على درجات أهل الإيمان والتوحيد من الصديقين ولكن برعاية الشريعة النبوية والاجتناب عن الصفات الذميمة للنفس حتى يتخلق بأخلاق الله نسأل الله سبحانه أن يجعلنا من المنقطعين عما سواه والعاملين باللهفي الله.
﴿قُل رَّبِّ﴾ (أي روردكار من) ﴿إِمَّا﴾ أصله إن ما وما مزيدة لتأكيد معنى الشرط كالنون في قوله :﴿تُرِيَنِّى﴾ أي : إن كان لا بد من أن تريني وبالفارسية.
(اكر نمايي مرا) ﴿مَا يُوعَدُونَ﴾ أي : المشركون من العذاب الدنيوي المستأصل والوعد يكون في الخير والشر يقال : وعدته بنفع وضر.
﴿رَبِّ﴾ يا رب ﴿فَلا تَجْعَلْنِى فِى الْقَوْمِ الظَّـالِمِينَ﴾ أي قريناً لهم في العذاب وأخرجني من بين أيديهم سالماً والمراد بالظلم الشرك وفيه إيذان بكمال فظاعة ما وعدوه من العذاب وكونه بحيث يجب أن يستعيذ منه من لا يكاد يمكن أن يحيق به ورد لإنكارهم إياه واستعجالهم به على طريقة الاستهزاء وهذا يدل على أن البلاء ربما يعم أهل الولاء وأن للحق أن يفعل ولو عذب البر لم يكن ذلك منه ظلماً ولا قبيحاً ﴿وَإِنَّا عَلَى أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ﴾ من العذاب.
﴿لَقَـادِرُونَ﴾
١٠٣
ولكنا نؤجره لعلمنا بأن بعضهم أو بعض أعقابهم سيؤمنون أو لأنا لانعذبهم وأنت فيهم.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٠٠
﴿ادْفَعْ بِالَّتِى﴾ بالطريقة التي ﴿هِىَ أَحْسَنُ﴾ أي أحسن طرق الدفع من الحلم والصفح ﴿السَّيِّئَةَ﴾ التي تأتيك منهم من الأذى والمكروه وهو مفعول ادفع والسيئة الفعلة القبيحة وهو ضد الحسنة.
قال بعضهم : استعمل معهم ما جعلناك عليه من الأخلاق والشفقة والرحمة فإنك أعظم خطراً من أن يؤثر فيك ما يظهرونه من أنواع المخالفات.
وفي "التأويلات النجمية" : يعني مكافأة السيئة جائزة لكن العفو عنها أحسن ويقال ادفع بالوفاء الجفاء ويقال : الأحسن ما أشار إليه القلب بالمعافاة والسيئة ما تدعو إليه النفس للمكافأة.