ويقال :(دفع كن ظلمت خلائق را بنور حقائق يا خظوظ خودرا بحقوق خداطي كن تيه حوادث را بقدم سلوك در طريق معرفت.
وطي كشت تيه حوادث ازآنجا
بملك قدم ران بيك حمله محمل
دران قلزم نور شو غوطة زن
فروشوي ازخويشتن ظلمت ظل
بكى خوان يكي دان يكي كويكي جو
سوى الله والله زوراست وباطل
﴿نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ﴾ بما يصفونك به على خلاف ما أنت عليه كالسحر والشعر والجنون والوصف ذكر الشيء بحليته ونعته قد يكون حقاً وقد يكون باطلاً وفيه وعيد لهم بالجزاء والعقوبة وتسلية لرسول الله وإرشاد له إلى تفويض أمره إليه تعالى.
﴿وَقُل رَّبِّ﴾ يا رب ﴿أَعُوذُ بِكَ﴾ العوذ الالتجاء إلى الغير والتعلق به.
﴿مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَـاطِينِ﴾ أي وساوسهم المغوية على خلاف ما أمرت به من المحاسن التي من حملتها دفع السيئة بالحسنة وأصل الهمز النخس ومنه مهماز الرائض أي معلم الدواب ونحو الهمز الأز في قوله ﴿تَؤُزُّهُمْ أَزًّا﴾.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٠٤
قال الراغب : الهمز كالعصر يقال : همزت الشيء في كفي ومنه الهمز في الحروف انتهى شبه حثهم للناس على المعاصي بهمز الرائض الدواب على الإسراع أو الوثب والجمع للمرات أو لتنوع الوساوس أو لتعدد المضاف إليه.
﴿وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ﴾ أصله يحضرونني فحذفت إحدى النونين ثم حذفت ياء المتكلم اكتفاء بالكسرة، أي من أن يحضروني ويحوموا حولي في حال من الأحوال صلاة أو تلاوة أو عند الموت أو غير ذلك.
قال الحسن : كان عليه السلام يقول عند استفتاح الصلاة :"لا إله إلا الله ثلاثاً الله أكبر ثلاثاً اللهم إني أعوذ بك من همزات الشياطين من همزها ونفثها ونفخها وأعوذ بك رب أن يحضرون" يعني بالهمز الجنون وبالنفث الشعر وبالنفخ الكبر روي : أنه اشتكى بعضهم أرقا فقال عليه السلام :"إذا أردت النوم فقل : أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون" وكلمات الله كتبه المنزلة على أنبيائه أو صفات الله كالعزة والقدرة وصفها بالتمام لعرائها عن النقص والانقصام.
قال بعضهم هذا مقام من بقي له التفات إلى غير الله فأما من توغل في بحر التوحيد بحيث لا يرى في الوجود إلا الله لم يستعذ إلا بالله ولم يلتجىء إلا إلى الله والنبي عليه السلام لما ترقى عن هذا المقام قال :"أعوذ بك منك" وكان عليه السلام إذا دخل الخلاء قال :"اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث" أي : من ذكور الجن وإناثهم مما اتصف بالخباثة وأجمعت الأمة على عصمة النبي عليه السلام فإن قرينه من الجن قد أسلم
١٠٤
أو أنه قد نزع منه مغمز الشيطان فالمراد من الاستعاذة تحذير غيره من شر الشيطان ثم إن الشيطان يوسوس في صدور الناس فيغوي كل أحد من الرجال والنساء ويوقع الأشرار في البدع والأهواء، وفي الحديث :"صنفان من أهل النار لم أرهما" يعني : في عصره عليه السلام لطهارة ذلك العصر بل حدثا بعده "قوم معهم سياط" يعني : أحدهما في أيديهم سياط جمع سوط تسمى تلك السياط في ديار العرب بالمقارع جمع مقرعة وهي جلدة طرفها مشدود عرضها كعرض الأصبع الوسطى يضربون بها السارقين عراة قيل : هم الطوافون على أبواب الظلمة كالكلاب يطردون الناس عنها بالضرب والسباب "كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء" يعني ثانيهما : نساء "كاسيات" يعني : في الحقيقة "عاريات" يعني : في المعنء لأنهن يلبسن ثياباً رقاقاً تصف ما تحتها أو معناه عاريات من لباس التقوى وهن اللاتي يلقين ملاحفهن من ورائهن فتنكشف صدورهن كنساء زماننا أو معناه كاسيات بنعم الله عاريات عن الشكر يعني أن نعيم الدنيا لا ينفع في الآخرة إذا خلا عن العمل الصالح وهذا غير مختص بالنساء "مميلات" أي قلوب الرجال إلى الفساد بهن أو مميلات أكتافهن وأكفالهن كما تفعل الراقصات أو مميلات مقانعهن عن رؤوسهن لتظهر وجوههن "مائلات" إلى الرجال أو معناه متبخترات في مشيهن "رؤوسهن كأسنمة البخت" يعني : يعظمن رؤوسهن بالخمر والقلنسوة حتى تشبه أسنمة البخت أو معناه ينظرن إلى الرجال برفع رؤسهن "المائلة" لأن أعلى السنام يميل لكثرة شحمه "لا يدخلن ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا" أي : من مسيرة أربعين عاماً.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٠٤


الصفحة التالية
Icon