(الله تعالى هي مردرا دو دل نيافريد در اندرون وى زيرا كه قلب معدن روح حيواني ومنبع قوتهاست س يكى بيش نشايد زيراكه روح حيوانى يكيست) وفيه طعن على المنافقين كما قاله القرطبي يعني أن الله تعالى لم يخلق للإنسان قلبين حتى يسع أحدهما الكفر والضلال والإصرار والانزعاج والآخر الإيمان والهدى والإنابة والطمأنينة فما بال هؤلاء المنافقين يظهرون ما لم يضمروه وبالعكس.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما كان المنافقون يقولون أن لمحمد قلبين قلباً معنا وقلباً مع أصحابه فأكذبهم الله.
وقال بعضهم : هذا رد ما كانت العرب تزعم من أن للعاقل المجرب للأمور قلبين ولذلك قيل لأبي معمر ذي القلبين وكان من أحفظ العرب وأدراهم وأهدى الناس إلى طريق البلدان وكان مبغضاً للنبي عليه السلام وكان هو أو جميل بن أسد يقول : في صدري قلبان أعقل بهما أفضل مما يعقل محمد بقلبه (كفت در سينه من دودل نهاده اند تادانش ودر يافت من بيش از در يافت محمد باشد) وكان الناس يظنون أنه صادق في دعواه فلما هزم الله المشركين يوم بدر انهزم فيهم وهو يعدو في الرمضاء وإحدى نعليه في يده والأخرى في رجله فلقيه أبو سفيان وهو يقول : أين نعلي أين نعلي ولا يعقل أنها في يده فقال له إحدى نعليك في يدك والأخرى ي رجلك فعلموا يومئذٍ أنه لو كان له قلبان ما نسي نعله في يده.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣١
ويقول الفقير : أمَّا ما يقال بين الناس لفلان قلبان فليس على حقيقته وإنما يريدون بذلك وصفه بكمال القوة وتمام الشجاعة كأنه رجلان وله قلبان.
وفي الآية إشارة إلى أن القلب خلق للمحبة فقط فالقلب واحد والمحبة واحدة فلا تصلح إلا لمحبوب واحد لا شريك له كما أشار إليه من قال :
دلم خانه مهريارست وس
ازان مى نكنجد دروكين كس
فمن اشتغل بالدنيا قالباً وقلباً ثم ادعى حب الآخرة بل حب الله فهو كاذب في دعواه.
مشيد جز حكايت جام از جهان نبرد
زنهار دل مبند بر اسباب دنيوي
﴿وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ﴾ نساءكم جمع زوج كما أن الزوجات جمع زوجة والزوج أفصح وإن كان الثاني أشهر، وبالفارسية :(ونساخته زنان شمارا) ﴿الَّـاـِاى﴾ جمع التي ﴿تُظَـاهِرُونَ مِنْهُنَّ﴾ أي : تقولون لهن أنتن علينا كظهور أمهاتنا أي : في التحريم فإن معنى ظاهر من امرأته قال لها : أنت عليّ كظهر أمي فهو مأخوذ من الظهر بحسب اللفظ كما يقال لبى المحرم إذا قال لبيك واقف الرجل إذا قال : أف وتعديته بمن لتضمنه معنى التجنب وكان طلاقاً في الجاهلة وكانوا يجتنبون المطلقة، يعني :(طلاق جاهليت اين بود كه بازن خويش ميكفتند) أنت عليّ كظهر أمي أي : أنت عليّ كظهر أمي أي : أنت عليّ حرام كبطن أمي فكنوا عن البطن بالظهر لئلا يذكروا البطن الذي ذكره يقارب ذكر الفرج وإنما جعلوا الكناية بالظهر عن البطن لأنه عمود البطن وقوام البنية ﴿أُمَّهَـاتِكُمْ﴾ أي : كأمهاتكم جمع أم زيدت الهاء فيه كما زيدت في إهراق من أراق وشدت زيادتها في الواحدة بأن يقال أمه.
والمعنى ما جمع الله الزوجية والأمومة في امرأة لأن الأم مخدومة لا يتصرف فيها والزوجة خادمة يتصرف فيها والمراد بذلك نفي ما كانت العرب تزعمه من أن الزوجة المظاهر منها كالأم.
قال في "كشف الأسرار" :(ون
١٣٤
اسلام آمد وشريعت راست رب العالمين براى اين كفارت وتلت بديد كرد وشرع آثرا اظهار نام نهاد) وهو في الإسلام يقتضي الطلاق والحرمة إلى أداء الكفارة وهي عتق رقبة فإن عجز صام شهرين متتابعين ليس فيهما رمضان ولا شيء من الأيام المنهية وهي يوما العيد وأيام التشريق فإن عجز أطعم ستين مسكيناً كل مسكين كالفطرة أو قيمة ذلك.
وقوله : أنت عليّ كظهر أمي لا يحتمل غير الظهار سواء نوى أو لم ينو ولا يكون طلاقاً أو إيلاء لأنه صريح في الظهار.
ولو قال : أنت عليّ مثل أمي فإن نوى الكرامة أي : إن قال : أردت أنها مكرمة عليّ كأمي صدق أو الظهار فظهار أو الطلاق فبائن وإن لم ينو شيئاً فليس شيء.
ولو قال : أنت عليّ حرام كأمي ونوى ظهاراً أو طلاقاً فكما نوى.
ولو قال : أنت عليّ حرام كظهر أمي ونوى طلاقاً وإيلاء فهو ظهار وعندهما ما نوى ولا ظهار إلا من الزوجة فلا ظهار من أمته لأن الظهار منقول عن الطلاق لأنه كان طلاقاً في الجاهلية ولا طلاق في المملوك.
ولو قال لنسائه أنتن عليّ كظهر أمي كان مظاهراً منهن وعليه لكل واحدة كفارة وإن ظاهر من واحدة مراراً في مجلس أو مجالس فعليه لكل ظهار كفارة كما في تكرار اليمين فكفارة الظهار واليمين لا تتداخل بخلاف كفارة شهر رمضان وسجدة التلاوة أي : إذا تكررت التلاوة في موضع لا يلزم إلا سجدة واحدة
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣١


الصفحة التالية
Icon