الكلاب" ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا آخر وبرق منها برقة فخرج نور من قبل الروم فكبر رسول الله وقال :"أعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصر قصورها" ثم ضرب الثالثة فقطع بقية الحجر وبرق منها برقة فخرج نور من قبل فارس فكبر رسول الله وقال :"أعطيت مفاتيح فارس والله إني لأبصر قصور الحيرة ومدائن كسرى كأنها أنياب الكلاب" وجعل يصف لسلمان أماكن فارس ويقول سلمان صدقت يا رسول الله هذه صفتها ثم قال رسول الله :"هذه فتوح يفتحها الله بعدي يا سلمان" وعند ذلك قال جمع من المنافقين منهم معتب بن قشير : ألا تعجبون من محمد يمنيكم ويعدكم الباطل ويخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى وأنها تفتح لكم وأنتم تحفرون الخندق من الفرق لا تستطيعون أن تبرزوا أي : تجاوزوا الرحل وتخرجوا إلى الصحراء وتذهبوا إلى البراري ما هذا إلا وعد غرور ولما فرغ رسول الله من حفر الخندق على المدينة، قال الكاشفي :(بعد ازشش روز كه مهم خندق سمت اتمام يافت) أقبلت قريش ومن معهم (خندق را ديدنكه كفتند اين عرب را نبودست) فنزلوا بمجمع الأسيال ونقض بنو قريظة العهد بينه عليه السلام وبينهم بإغواء حيى وأرادوا الإغارة على المدينة بمعاونة طائفة من قريش ولما جاء خبر النقض عظم البلاء وصار الخوف على الذراري أشد الخوف على أهل الخندق فبعث عليه السلام ثلاثمائة رجل يحرسون المدينة ويظهرون النكير تخوفاً على الذراري من العدو أي : بني قريظة وكانوا من يهود المدينة ومكث عليه السلام في الخندق قريباً من شهر وهو أثبت الأقاويل وكان أكثر الحال بينهم وبين العدو الرمي بالنبال والحصى وأقبل نوفل بن عبد الله فضرب فرسه ليدخل الخندق فوقع فيه مع فرسه فنزل إليه علي رضي الله عنه فضربه بالسيف فقطعه نصفين وكذا أقبل طائفة من مشاهير الشجعان وأكرهوا خيولهم على اقتحام الخندق من مضيق به وفيهم عمرو بن ودّ وكان عمره إذ ذاك تسعين سنة فقال : من يبارز فقام إليه علي رضي الله عنه بعد الاستئذان من رسول الله فقال : يا ابن أخي لا أحب أن أقتلك فقال علي رضي الله عنه : أحب أن أقتلك فحمى عمرو عند ذلك أي : أخذته الحمية وكان غيوراً مشهوراً بالشجاعة ونزل عن فرسه وسل سيفه كأنه شعلة نار وأقبل على علي رضي الله عنه فاستقبله علي بدرقته فضربه عمرو فيها فقدّها ونفذ منها السيف وأصاب رأسه فشجه فضربه علي ضربة على موضع الرداء من العنق فسقط فكبر المسلمون فلما سمع رسول الله التكبير عرف أن علياً قتل عمراً لعنه الله وقال حينئذٍ "لا فتى إلا علي لا سيف إلا ذو الفقار" فلما قتل انهزم من معه.
قال في "كشف الأسرار" (سه تن از كافران كشته شدند واز صحابه رسول هي كس كشته نشد عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه هنوز در اسلام نيامده بود بيرون آمد وميارزت خواست ابو بكر فرايش آمد عبد الرحمن ون روى در ديد بركشت س يا ابو بكر كفتند اكر سرت حرب كردى باتوه خواستى كردن باوى ابو بكر كفت بآن خدايى كه يكانه ويكتاست كه بازنكشتمى تاويرا بكشتمى يا اومرا بكشتى) وفات منه عليه السلام ومن أصحابه في بعض أيام الخندق صلاة العصر ولذلك قال عليه السلام :"شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قبورهم وبيوتهم ناراً" وهذا
١٤٥
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣١


الصفحة التالية
Icon