ـ روي ـ أنه تكلم رجل في زين العابدين رضي الله عنه وافترى عليه فقال زين العابدين : إن كنت كما قلت فاستغفر الله وإن لم أكن نستغفر الله لك فقام إليه الرجل وقبل رأسه وقال : جعلت فداءك لست كما قلت فاستغفر لي قال : غفر الله لك فقال الرجل : الله أعلم حيث يجعل رسالته.
وخرج يوماً من المسجد فلقيه رجل فسبه فثارت إليه العبيد والموالي فقال لهم زين العابدين : مهلاً على الرجل ثم أقبل عليه وقال : بالله إلا ما سترت من أمرنا ألك حاجة نعينك عليها فاستحيى الرجل فألقى عليه خميصة كانت عليه وأمر له بألف درهم فكان الرجل بعد ذلك يقول : أشهد أنك من أولاد الرسول.
قال بعض الكبار : القرابة طينية وهي ما كان من النسب ودينية وهي ما كان من مجانسة الأرواح في مقام المعرفة ومشابهة الأخلاق في مقام الطريقة ومناسبة الأعمال الصالحة في مقام الشريعة كما قال عليه السلام :"آل محمد كل تقي نقي" فأهل التقوى الحقيقية وهم العلماء بالله التابعون له عليه السلام في طريق الهدى من جملة أهل البيت وذوي القربى وأفضل الخلق عند الله وكذا السادات الصالحون لهم
١٧٣
كرامة عظمى فرعايتهم راجعة إلى النبي عليه السلام.
ـ روي ـ أن علوية فقيرة مع بناتها نزلت مسجداً بسمرقند فخرجت لطلب القوت لبناتها فمرت على أمير البلد وذكرت أنها علوية وطلبت منه قوت الليلة فقال : ألك بينة على أنك علوية؟ فقالت : ما في البلد من يعرفني فأعرض عنها فمضت إلى مجوسي هو ضامن البلد فعرضت له حالها فأرسل المجوسي إلى بناتها وأكرم مثواهن فرأى أمير البلد في المنام كأن القيامة قد قامت وعند النبي عليه السلام لواء وإذا قصر من زمرد أخضر فقال : لمن هذا القصر يا رسول الله فقال عليه السلام :"لمؤمن موحد" فقال : أنا مسلم موحد قال عليه السلام :"ألك بينة على أنك مسلم موحد" فانتبه يبكي ويلطم وجهه وسأل عن العلوية وعرفها عند المجوسي وطلبها منه فأبى المجوسي فقال : خذ مني ألف دينار وسلمهن إليّ قال : لا يكون ذلك وقد أسلمنا على يد العلوية وقد أخبرنا النبي عليه السلام بأن القصر لنا.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣١
ـ روي ـ أنه كان ببغداد تاجر له بضاعة يسيرة فاتفق أنه صلى صلاة في جماعة فلما سلموا قام علوي وقال : إن لي بنية أريد تزويجها بحق جدي رسول الله صلى الله عليه وسلّم أعطوني ما أصلح به لها جهازها فأعطاه التاجر رأس ماله وكان خمسمائة درهم فلما كان الليل رأى التاجر رسول الله في المنام فقال له : يا فتى قد وصل إليّ ما أتحفتني فاقصد إلى مدينة بلخ فإن عبد الله بن طاهر بها فقل له إن محمداً يقرئك السلام ويقول : قد بعثت إليك ولياً له عندي يد فادفع إليه خمسمائة دينار فانتبه التاجر وأخبر بذلك امرأته فقالت : ومن يقوم بنفقتنا إلى أن ترجع من بلخ فقصد إلى خباز من جيرانه وقال : إن أعطيت أهلي كفايتهم مدة غيبتي أعطيتك إذا رجعت بدل كل درهم ديناراً فقال الخباز : إن الذي أمرك بالخروج إلى بلخ أوصاني بنفقة أهلك إلى رجوعك ففرح التاجر وخرج نحو بلخ فلما قرب استقبله عبد الله بن طاهر وقال : مرحباً برسول رسول الله إن الذي أرسلك إلي أوصاني بالإحسان إليك فأحسن ضيافته ثلاثة أيام ثم أعطاه خمسمائة دينار وفق أمره عليه السلام وأعطاه خمسمائة دينار لكونه رسول رسول الله وبعث معه جماعة أوصلوه إلى منزله، قال الشيخ سعدي :
زرونعمت اكنون بده كان تست
كه بعد از توبيرون زفرمان تست
فروماندكانرا درون شاد كن
زروز فروماندكى ياد كن
نه خواهنده بردر ديكران
بشكرانه خواهنده از درمران
جوانمردا كرراست خواهى وليست
كرم يشه شاه مردان عليست
باحسانى آسوده كردن دلى
به ازالف ركعت بهر منزلى
بقنطار زر بخش كردن زكنج
نباشد وقيراطى از دست رنج
برد هركسى بار درخورد زور
كرانست اى ملخ يش مور
فإذا سمعت إلى هذا المقال فابسط يدك بالنوال إن كان لك مال وإلا فالعاقل الغيور يطير ويجوز بهمته.
﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِى بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَـاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِا إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا * إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَـاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَـاتِ وَالْقَـانِتِينَ وَالْقَـانِتَـاتِ وَالصَّـادِقِينَ وَالصَّـادِقَـاتِ وَالصَّـابِرِينَ وَالصَّـابِرَاتِ وَالْخَـاشِعِينَ وَالْخَـاشِعَـاتِ﴾.
﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَـاتِ﴾.
ـ روي ـ أنه لما نزل في نساء النبي عليه السلام الآيات المذكورة قالت نساء المؤمنين : فما نزل فينا ولو كان فينا خير لذكرنا فنزلت والمعنى : إن الداخلين في السلم بعد الحرب المنقادين لحكم الله من الذكور والإناث.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣١
وفي "التأويلات
١٧٤