النجمية" : المسلم هو المستسلم للأحكام الأزلية بالطوع والرغبة مسلماً نفسه إلى المجاهدة والمكابدة ومخالفة الهوى وقد سلم المسلمون من لسانه ويده ﴿وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَـاتِ﴾ المصدقين بما يجب أن يصدق به من الفريقين.
وفي "التأويلات" : المؤمن من أمنه الناس وقد أحيى الله قلبه أولاً بالعقل ثم بالعلم ثم بالفهم عن الله تعالى ثم بنور الله تعالى ثم بالتوحيد ثم بالمعرفة ثم أحياه الله.
قال في "بحر العلوم" : ومراد أصحابنا باتحاد الإيمان والإسلام أن الإسلام هو الخضوع والانقياد بمعنى قبول ما جاء به من عند الله والإذعان له وذلك حقيقة التصديق ولذلك لم يصح في الشرع أن يحكم على أحد بأنه مسلم وليس بمؤمن أو مؤمن وليس بمسلم فلا يمتاز أحدهما عن الآخر ولم يريدوا الاتحاد بحسب المفهوم لأن الإيمان هو تصديق الله فيما أخبر من أوامره ونواهيه ومواعيده والإسلام هو الخضوع والانقياد لألوهيته وهذا لا يحصل إلا بقبول الأمر والنهي والوعد والوعيد والإذعان لذلك فمن لم يقبل شيئاً من هذه الأربعة فقد كفر وليس بمسلم انتهى ﴿وَالْقَـانِتِينَ وَالْقَـانِتَـاتِ﴾ أي : المداومين على الطاعات القائمين بها.
وفي "التأويلات" : القنوت استغراق الوجود في الطاعة والعبودية ﴿وَالصَّـادِقِينَ وَالصَّـادِقَـاتِ﴾ في القول والعمل والنية.
وفي "التأويلات" : في عقودهم وعهودهم ورعاية حدودهم والصدق نور أهدى لقلوب الصديقين بحسب قربهم من ربهم ﴿وَالصَّـابِرِينَ وَالصَّـابِرَاتِ﴾ على الطاعات وعن المعاصي.
وفي "التأويلات" : على الخصال الحميدة وعن الصفات الذميمة وعند جريان القضاء ونزول البلاء ﴿وَالْخَـاشِعِينَ وَالْخَـاشِعَـاتِ﴾ المتواضعينبقلوبهم وجوارحهم.
وفي "التأويلات" : الخشوع إطراق السريرة عند توارد الحقيقة انتهى.
قال بعضهم الخشوع انقياد الباطن للحق والخضوع انقياد الظاهر له.
وفي "القاموس" الخشوع الخضوع أو هو في البدن والخشوع في الصوت ﴿وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَـاتِ﴾ بما وجب في مالهم والمعطين للصدقات فرضاً أو نفلاً يقال تصدق على الفقراء إذا أعطاهم الصدقة وهي العطية التي بها تبتغي المثوبة من الله تعالى.
وفي "المفردات" الصدقة ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة كالزكاة لكن الصدقة في الأصل تقال للمتطوع به والزكاة للواجب وقيل يسمى الواجب صدقة إذا تحرى صاحبه الصدق في فعله.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣١
وفي "التأويلات" : والمتصدقين والمتصدقات بأموالهم وأعراضهم حتى لا يكون لهم مع أحد خصميه فيما ينال منهم، يعني :(بخشندكانند هم بمال وهم بنفس حق هي كس برخود نكذاشته وازراه خصومت باخلق برخاسته) وحقيقة الصدقة ما يكون بالأحوال على أرباب الطلب، قال الحافظ :
اى صاحب كرامت شكرانه سلامت
روزى تفقدى كن درويش بى نوارا
﴿وَالصَّـائِمِينَ وَالصَّـائِمَـاتِ﴾ الصوم المفروض أو مطلق الصوم فرضاً أو نفلاً.
وفي "التأويلات" الممسكين عما لا يجوز في الشريعة والطريقة بالقلب والقالب فيصوم القالب بالإمساك عن الشهوات ويصوم القلب بالإمساك عن رؤية الدرجات والقربات.
وفي "المفردات" الصوم في الأصل الإمساك عن الفعل مطعماً كان أو كلاماً أو مشياً وفي الشرع إمساك المكلف بالنية من الخيط الأبيض إلى الخيط الأسود عن تناول الأطيبين والاستمناء والاستقاءة ﴿وَالْحَـافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَـافِظَـاتِ﴾ في الظاهر عن الحرام وفي الحقيقة عن تصرفات المكونات أي : والحافظاتها فحذف
١٧٥
المفعول لدلالة المذكور عليه.
وفي "المفردات" الفرج والفرجة الشق بين الشيئين كفرجة الحائط والفرج ما بين الرجلين وكنى به عن السوءة وكثر حتى صار كالصريح فيه ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ﴾ ذكراً ﴿كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ﴾ أي : والذاكراته فترك المفعول كما في الحافظات أي : بقلوبهم وألسنتهم.
وفي "التأويلات النجمية" : بجميع أجزاء وجودهم الجسمانية والروحانية بل بجميع ذرات المكونات بل بالله وجميع صفاته.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : يريد أدبار الصلوات وغدواً وعشياً وفي المضاجع وكلما استيقظ من نومه وكلما غدا وراح من منزله ذكر الله انتهى.
والاشتغال بالعلم النافع وتلاوة القرآن والدعاء من الذكر وفي الحديث :"من استيقظ من منامه وأيقظ امرأته فصليا جميعاً ركعتين كتبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات".
وعن مجاهد لا يكون العبد من الذاكرين الله كثيراً حتى يذكر الله قائماً وقاعداً ومضطجعاً ﴿أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ﴾ بسبب ما عملوا من الطاعات العشر المذكورة وجمعوا بينها وهو خبر إن والعطف بالواو بين الذكور والإناث كالمسلمين والمسلمات كالعطف بين الضدين لاختلاف الجنسين.
وأما عطف الزوجين على الزوجين كعطف المؤمنين والمؤمنات على المسلمين والمسلمات فمن عطف الصفة على الصفة بحرف الجمع أي : عطفهما لتغاير الوصفين ﴿مَغْفِرَةٍ﴾ لما اقترفوا من الصغائر لأنهن مكفرات بما عملوا من الأعمال الصالحات.