وقد قال في "إنسان العيون" : إن سرارية عليه السلام أربع : مارية القبطية أم سيدنا إبراهيم رضي الله عنه وريحانة، وجارية وهبتها له عليه السلام زينب بنت جحش، وأخرى واسمها زليخا القرظية انتهى.
وكون ريحانة بنت يزيد من بني النضير سرية أضبط على ما قاله العراقي وزوجة أثبت عند أهل العلم على ما قاله الحافظ الدمياطي.
وأما صفية بنت حيى الهارونية من غنائم خيبر.
وجويرية بنت الحارث ابن أبي صوار الخزاعية المصطلقية وإن كانتا من المسبيات لكنه عليه السلام أعتقهما فتزوجهما فهما من الأزواج لا من السرايا على ما بين في كتب السير فالوجه أن المعنى مما أفاء الله أي : أعاده عليك بمعنى صيره لك ورده لك بأي جهة كانت هدية أو سبية.
واستفتى من المولى أبي السعود صاحب التفسير هل في تصرف الجواري المشتراة من الغزاة بلا نكاح نوع كراهية إذ في القسمة الشرعية بينهم شبهة فأفتى بأنه ليس في هذا الزمان قسمة شرعية وقع التنفيل الكلي في سنة تسعمائة وثمان وأربعين فإذا أعطى ما يقال له بالفارسية (نج يك) لا يبقى شبهة والنفل ما ينفله الغازي أي : يعطاه زائداً على سهمه وهو أن يقول الإمام أو الأمير من قتل قتيلاً فله سلبه أو قال للسرية ما أصبتم فهو لكم أو ربعه أو خمسه وعلى الإمام الوفاء به.
﴿وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّـاتِكَ﴾ البنت والابنة مؤنث ابن والعم أخ الأب والعمة أخته.
والمعنى وأحللنا لك نساء قريش من أولاد عبد المطلب.
وأعمامه عليه السلام اثنا عشر وهم : الحارث، وأبو طالب، والزبير، وعبد الكعبة، وحمزة، والمقوم بفتح الواو وكسرها مشددة، وجحل بتقديم الجيم على الحاء واسمه المغيرة والجحل السقاء الضخم وقيل بتقديم الحاء المفتوحة على الجيم وهو في الأصل الخلخال، والعباس، وضرار، وأبو لهب، وقثم، والغيداق واسمه مصعب أو نوفل وسمي بالغيداق لكثرة جوده ولم يسلم من أعمامه الذين أدركوا البعثة إلا حمزة والعباس.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣١
وبنات أعمامه عليه السلام : ضباغة بنت الزبير بن عبد المطلب وكانت تحت المقداد، وأم الحكم بنت الزبير وكانت تحت النضر بن الحارث، وأم هانىء بنت أبي طالب واسمها فاختة، وجماعة بنت أبي طالب، وأم حبيبة، وآمنة، وصفية بنات العباس بن عبد المطلب، وأروى بنت الحارث بن عبد المطلب.
وعماته عليه السلام ست وهن : أم حكيم واسمها البيضاء، وعاتكة، وبرة، وأروى، وأميمة، وصفية ولم تسلم من عماته اللاتي أدركن البعثة من غير خلاف إلا صفية أم الزبير بن العوام أسلمت وهاجرت
٢٠٣
وماتت في خلافة عمر رضي الله عنه.
واختلف في إسلام عاتكة وأروى ولم يتزوج رسول الله من بنات أعمامه دينا وأما بنات عماته دينا فكانت عنده منهن زينب بنت جحش بن رباب لأن أمها أميمة بنت عبد المطلب كما في "التكميلة".
﴿وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَـالَـاـتِكَ﴾ الخال أخ الأم والخالة أختها والمراد نساء بني زهرة يعني أولاد عبد مناف بن زهرة لا إخوة أمه ولا أخواتها لأن آمنة بنت وهب أم رسول الله لم يكن لها أخ فإذا لم يكن له عليه السلام خال ولا خالة فالمراد بذلك الخال والخالة عشيرة أمه لأن بني زهرة يقولون : نحن أخوال النبي عليه السلام لأن أمه منهم ولهذا قال عليه السلام لسعد ابن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه :"هذا خالي" وإنما أفرد العم والخال وجمع العمات والخالات في الآية وإن كان معنى الكل الجمع لأن لفظ العم والخالة وإن كان يعطي المفرد معنى الجنس استغني فيه عن لفظ الجمع تخفيفاً للفظ، ولفظ العمة والخالة وإن كان يعطي معنى الجنس.
إلخ ففيه الهاء وهي تؤذن بالتحديد والافراد فوجب الجمع لذلك ألا ترى أن المصدر إذا كان بغيرهاء لم يجمع وإذا حدد بالهاء جمع هكذا ذكره الشيخ أبو علي رضي الله عنه كذا في التكملة يا اأَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّآ} صفة للبنات والمهاجرة في الأصل مفارقة الغير ومتاركته استعملت في الخروج من دار الكفر إلى دار الإيمان والمعنى خرجن معك من مكة إلى المدينة وفارقن أوطانهن والمراد بالمعية المتابعة له عليه السلام في المهاجرة سواء وقعت قبله أو بعده أو معه وتقييد القرائب بكونها مهاجرات معه للتنبيه على الأليق له عليه السلام فالهجرة وصفهن لا بطريق التعليل كقوله تعالى :﴿وَرَبَائبُكُمُ الَّـاتِى فِى حُجُورِكُم﴾ ويحتمل تقييد الحل بذلك في حقه عليه السلام خاصة وأن من هاجر معه منهن يحل له نكاحها ومن لم تهاجر لم تحل ويعضده قول أم هانىء بنت أبي طالب خطبني رسول الله فاعتذرت إليه فعذرني ثم أنزل الله هذه الآية فلم أحل له لأني لم أهاجر معه كنت من الطلقاء وهم الذين أسلموا بعد الفتح أطلقهم رسول الله حين أخذهم ولفائدة التقييد بالهجرة أعاد هنا ذكر بنات العم والعمات والخال والخالات وإن كن داخلات تحت عموم قوله تعالى عند ذكر المحرمات من النساء
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣١