آية الحجاب قال الآباء والأبناء والأقارب يا رسول الله أونكلمهن أيضاً أي : كالأباعد من وراء حجاب فنزلت ورخص الدخول على نساء ذوات محارم بغير حجاب، يعني :(هي كناهى نيست برزنان درنمودن روى بدران خويش) ﴿وَلا أَبْنَآاـاِهِنَّ﴾ (ونه بسران خويش) ﴿وَلا إِخْوَانِهِنَّ﴾ (ونه ببرادران ايشان) ﴿وَلا أَبْنَآءِ إِخْوَانِهِنَّ﴾ (ونه بسران برادران ايشان) ﴿وَلا أَبْنَآءِ إِخْوَانِهِنَّ﴾ (ونه بسران خواهران ايشان) فهؤلاء ينظرون عند أبي حنيفة إلى الوجه والرأس والساقين والعضدين ولا ينظرون إلى ظهرها وبطنها وفخذها وأبيح النظر لهؤلاء لكثرة مداخلتهن عليهن واحتياجهن إلى مداخلتهن وإنما لم يذكر العم والخال لأنهما بمنزلة الوالدين ولذلك سمي العم أباً في قوله :﴿وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ ءَابَآءِيا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَـاقَ﴾ أو لأنه كره ترك الاحتجاب منهما مخافة أن يصفاهن لأبنائهما وأبناؤهما غير محارم لجواز النكاح بينهم وكره وضع الخمار عندهما وقد نهى عن وصف المرأة لزوجها بشرة امرأة أخرى ومحاسنها بحيث يكون كأنه ينظر إليها فإنه يتعلق قلبه بها فيقع بذلك فتنة ﴿وَلا نِسَآاـاِهِنَّ﴾ يعني المؤمنات فتنظر المسلمة إلى المسلمة سوى ما بين السرة والركبة وأبو حنيفة يوجب ستر الركبة فالمراد بالنساء نساء أهل دينهن من الحرائر فلا يجوز للكتابيات الدخول عليهن والتكشف عندهن أو المراد المسلمات والكتابيات وإنما قال ولا نسائهن لأنهن من أجناسهن فيحل دخول الكتابيات عليهن وقد كانت النساء الكوافر من اليهوديات وغيرهن يدخلن على نساء النبي عليه السلام فلم يكن يحتجبن ولا أمرن بالحجاب وهو قول أبي حنيفة وأحمد ومالك ﴿وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَـانُهُنَّ﴾ من العبيد والإماء فيكون عبد المرأة محرماً لها فيجوز له الدخول عليها إذا كان عفيفاً وأن ينظر إليها كالمحارم وقد أباحت عائشة النظر لعبدها وقالت لذكوان : إنك إذا وضعتني في القبر وخرجت فأنت حر وقيل من الإماء خاصة فيكون العبد حكمه حكم الأجنبي معها.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣١
قال في "بحر العلوم" وهو أقرب إلى التقوى لأن عبد المرأة كالأجنبي خصياً كان أو فحلاً وأين مثل عائشة وأين مثل عبدها في العبيد لا سيما في زماننا هذا وهو قول أبي حنيفة وعليه الجمهور فلا يجوز لها الحج ولا السفر معه وقد أجاز رؤيته إلى وجهها وكفيها إذا وجد الأمن من الشهوة ولكن جواز النظر لا يوجب المحرمية وقد سبق بعض ما يتعلق بالمقام في سورة النور فراجع لعلك تجد السرور ﴿وَاتَّقِينَ اللَّهَ﴾ فيما أمرتن من الاحتجاب واخشين حتى لا يراكن غير هؤلاء ممن ذكر وعليكن بالاحتياط ما قدرتن، قال الكاشفي :(س عدول كرد از غيبت بخطاب بجهت تشديد وامر فرمودكه اى زنان در س حجاب قرار كيريد وبترسيد ازخداى ورده شرم ازيش برنداريد) ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدًا﴾ لا يخفى عليه خافية من الأقوال والأفعال ولا يتفاوت في علمه والأوقات والأحوال.
ونكه خدا شد بخفايا كواه
كرد شمارا همه لحظه نكاه
ديده بوشيد زنا محرمان
دور شويد ازره وهم وكمان
درس زانوى حيا ووقار
خوش بنشينيد بصبر وقرار
٢١٨
وفي "التأويلات النجمية" : يشير بالآية إلى تسكين قلوبهن بعد فطامهن عن مألوفات العادة ونقلهن إلى معروف الشريعة ومفروض العبادة فمنّ عليهن وعلى أقربائهن بإنزاله هذه الرخصة لأنه ما أخرجهن وما خلى سبيل الاحتياط لهن مع ذلك فقال :﴿وَاتَّقِينَ اللَّهَ﴾ فيهن وفي غيرهن بحفظ الخواطر وميل النفوس وهمها ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ﴾ من أعمال النفوس وأحوال القلوب ﴿شَهِيدًا﴾ حاضراً وناظراً إليها.
قال أبو العباس الفاسي : الشهيد هو الحاضر الذي لا يغيب عنه معلوم ولا مرئى ولا مسموع ومن عرف أنه الشهيد عبده على المراقبة فلم يره حيث نهاه ولم يفقده حيث أمره واكتفى بعلمه ومشاهدته عن غيره فالله تعالى لا يغيب عنه شيء في الدنيا والآخرة وهو يشهد على الخلق يوم القيامة بما علم وشاهد منهم.
ذره نيست درمكين ومكان
كه نه علمش بود محيط برآن
عدد ريك دربيانانها
عدد بركها ببستانها
همه نزديك اوبود ظاهر
همه در علم اوبود حاضر
وخاصية هذا الاسم الرجوع عن الباطل إلى الحق حتى أنه إذا أخذ من الولد العاق من جبهته شعر وقرىء عليه أو على الزوجة كذلك الفا فإنه يصلح حالها كما في شرح الأسماء للفاسي نسأل الله سبحانه أن يصلح أحوالنا وأقوالنا وأفعالنا ويوجه إلى جنابه الكريم آمالنا.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣١
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائكَتَهُ﴾.
اعلم أن الملائكة عند أهل الكشف من أكابر أهل الله على قسمين :
قسم تنزلوا من مرتبة الأرواح إلى مرتبة الأجسام فلهم أجسام لطيفة كما أن للبشر أجساماً كثيفة وهم المأمورون بسجود آدم عليه السلام ويدخل فيهم جميع الملائكة الأرضية والسماوية أصاغرهم وأكابرهم كجبريل وغيره بحيث لا يشذ منهم فرد أصلاً.