محمد الكردي : هذا غير ثابت وعلى تقدير الثبوت فالمراد به علي بن أبي طالب بأن يجعل علياً من آله دون غيرهم فيكون فيه تعريض للشيعة فإنهم الذين يفصلون بينه وبين آله به لفرط محبتهم له ولذا قال عليه السلام لعلي :"هلك فيك اثنان محب مفرط ومبغض مفرط" فالمحب المفرط الروافض والمبغض الخوارج ونحن فيما بين ذلك انتهى كلامه.
ولا يقول في الصلاة وارحم محمداً فإنه يوهم التقصير إذ الرحمة تكون بإتيان ما يلام عليه وهو الأصح كما ذكره شرف الدين الطيبي في "شرح المشكاة".
وقال في "الدر" الصحيح إنه يكره.
قال الشيخ علي في "أسئلة الحكم" : حرمت الصدقة على رسول الله وعلى آله لأن الصدقة تنشأ عن رحمة الدافع لمن يتصدق عليه فلم يرد الله أن يكون مرحوم غيره ولهذا نهى بعض الفقهاء عن الترحم في الصلاة عليه تأدباً لتلك الحضرة وإن كانت الرواية وردت به كما ذكره صدر الشريعة.
ويتصل به قراءة الفاتحة لروحه المطهرة فالشافعي وأصحابه منعوا ذلك لروحه ولأرواح سائر الأنبياء عليهم السلام لأن العادة جرت بقراءة الفاتحة لأرواح العصاة فيلزم التسوية بأرواحهم مع أن في الدعاء بالترحم التحقير وجوزه أبو حنيفة وأصحابه لأنه عليه السلام دعا لبعض الأنبياء بالرحمة كما قال :"رحم الله أخي موسى" "ورحم الله أخي لوطاً" وقال بين السجدتين :"اللهم اغفر لي وارحمني" وقال في تعليم السلام :"السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته" فليس أحد مستغنياً عن الرحمة.
وأيضاً فائدة القراءة ونحوها عائدة إلينا كما قال حضرة الشيخ الأكبر قدس سره الأطهر : الصلاة على النبي في الصلاة وغيرها دعاء من العبد المصلي لمحمد صلى الله عليه وسلّم بظهر الغيب وقد ورد في الحديث الصحيح :"إن من دعا لأخيه بظهر الغيب قال له الملك ولك بمثله" وفي رواية "ولك بمثليه" فشرع ذلك رسول الله وأمر الله به في قوله : يا اأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ} ليعود هذا الخير من الملك إلى المصلي انتهى.
وفي الدعاء أيضاً حكمة جليلة.
قال بعض الكبار : أما الوسلية فهي أعلى درجة في الجنة أي : جنة عدن وهي لرسول الله حصلت له بدعاء أمته فعلى ذلك الحق سبحانه حكمة أخفاها فإنا بسببه نلنا السعادة من الله وبه كنا خير أمة أخرجت للناس وبه ختم الله لنا كما ختم به النبيين وهو عليه السلام بشر كما أمر أن يقول ولنا وجه خاص إلى الله نناجيه منه ويناجينا وكذلك كل مخلوق له وجه خاص إلى الله فأمرنا عن أمر الله أن ندعو له بالوسيلة حتى ينزل فيها بدعاء أمته وهذا من باب الغيرة الإلهية إن فهمت.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣١
قال في "التأويلات النجمية" : يشير بهذا الاختصاص إلى كمال العناية في حق النبي وفي حق أمته.
أما في حق النبي فإنه يصلي عليه صلاة تليق بتلك الحضرة المقدسة عن الشبه والمثال مناسبة لحضرة نبوته بحيث لا يفهم معناها سواها.
وأما في حق أمته فهو إنه تعالى أوجب على أمته الصلاة عليه ثم جازاهم بكل صلاة عليه عشر صلوات من صلاته وبكل سلام عشراً لأن من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وهذه عناية مختصة بالنبي وأمته.
ولصلاة الله على عباده مراتب بحسب مراتب العباد ولها معان كالرحمة والمغفرة والوارد والشواهد والكشوف والمشاهدة والجذبة والقرب والشرب والري والسكر والتجلي والفناء في الله والبقاء بالله فكل هذا من قبيل الصلاة على العبد.
وقال بعضهم : صلوات الله على النبي تبليغه إلى المقام المحمود وهو مقام الشفاعة لأمته وصلوات الملائكة دعاؤهم له بزيادة
٢٢٢
مرتبته واستغفارهم لأمته وصلوات الأمة متابعتهم له ومحبتهم إياه والثناء عليه بالذكر الجميل وهذا التشريف الذي شرف الله به نبينا عليه السلام أتم من تشريف آدم عليه السلام بأمر الملائكة بالسجود له لأنه لا يجوز أن يكون الله تعالى مع الملائكة في هذا التشريف وقد أخبر تعالى عن نفسه بالصلاة على النبي ثم عن الملائكة.
عقل دور انديش ميداندكه تشريفي نين
هي دين رورنديد وهي يغمبر نيافت
يصلى علي عليه الله جل جلاله
بهذا بدا للعالمين كماله
بجامه خانه دين خلعت درود وسلام
وكشت دوخته برقامت تو آمدراست
نشان حرمت صلوا عليه بر نامت
نوشته اندونين منصبي شريف تراست
(بعد از نزول آيت صلوات هردو رخسار مبارك آن حضرت از غايت مسرت برافروخته كشت وفرمودكه تهنيت كوييد مراكه آيت بر من فرود آمدكه دوستراست نزديك من از دنيا وهره دراوست) :
نورى از روزن اقبال در آفتاد مرا
كه ازان خانه دل شد طرب آباد مرا


الصفحة التالية
Icon