عن الأصمعي قال : سمعت المهدي على منبر البصرة يقول : إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته فقال :﴿إِنَّ اللَّهَ﴾ الخ آثره صلى الله عليه وسلّم من بين الرسل واختصكم بها من بين الأمم فقابلوا نعمة الله بالشكر وإما بدأ تعالى بالصلاة عليه بنفسه إظهاراً لشرفه ومنزلته وترغيباً للأمة فإنه تعالى مع استغنائه إذا كان مصلياً عليه كان الأمة أولى به لاحتياجهم إلى شفاعته وتقوية لصلوات الملائكة والمؤمنين فإن صلاة الحق حق وصلاة غيره رسم والرسم يتقوى بمقارنة الحق.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣١
ازكنه وصف توكه تواندكه دم زند
وصفى سزاى تونكند خداى تو
وإشارة إلى أنه عليه السلام مجلى تام لأنوار الجمال والجلال ومظهر جامع لنعوت الكمال به فاض الجود وظهر الوجود.
ثم ثنى بملائكة قدسه فإنهم مقدمون في الخلقة وأهل عليين في الصورة خائفون كبني آدم من نوازل القضاء ومستعيذون بالله من مثل واقعة إبليس وهاروت وماروت فاحتاجوا إلى الصلاة على النبي عليه السلام ليحصل لهم جمعية الخاطر والحفظ من المحن والبليات ببركة الصلوات.
وأيضاً ليظهر لصلوات المؤمنين رواج بسبب موافقة صلواتهم كما ورد في آمين.
وأيضاً لما خلق آدم رأوا أنوار محمد عليه السلام على جبينه فصلوا عليه وقتئذٍ فلما تشرف بخلقة الوجود قيل لهم : هذا هو الذي كنتم تصلون عليه وهو نور في جبين آدم فصلوا عليه وهو موجود بالفعل في العالم.
ثم ثلث بالمؤمنين من برية جنه وإنسه في المؤمنين محتاجون إلى الصلاة عليه أداء لبعض حقوق الدعوة والأبوة فإنه عليه السلام بمنزلة الأب للأمة وقد أراد في التعليم والتربية و"الإرشاد" وبالغ في لوازم الشفقة على العباد وثناء المعلم واجب على المتعلم وشكر الأب لازم على الابن.
ميان باغ جهان از زلال فيض حبيب
نهال جان مرا صد هزار نشو ونماست
وأيضاً في الصلوات شكر على كونه أفضل الرسل وكونهم خير الأمم.
وأيضاً فيها إيجاب حق
٢٢٣
الشفاعة على ذمة ذلك الجناب فإن الصلوات ثمن الشفاعة فإذا أدوا الثمن هذا اليوم يرجى أن يحرزوا المثمن يوم القيامة :
بضاعت بندانكه آرى برى
اكر مفلسى شر مسارى برى
ألا أيها الإخوان صلوا وسلموا
على المصطفى في كل وقت وساعة
فإن صلاة الهاشمي محمد
تنجى من الأهوال يوم القيامة
وبقدر صلواتهم عليه تحصل المعارفة بينهم وبينه.
وعلامة المصلي يوم القيامة أن يكون لسانه أبيض.
وعلامة التارك أن يكون لسانه أسود وبهما تعرف الأمة يومئذٍ.
وأيضاً فيها مزيد القربات وذلك لأن بالصلوات تزيد مرتبة النبي فتزيد مرتبة الأمة لأن مرتبة التابع تابعة لمرتبة المتبوع كما أشار إليه حضرة المولى جلال الدين الرومي في المعراجية بقوله :
صلوات برتو آردم كه فزوده باد قربت
ه بقرب كل بكردد همه جزؤها مقرب
وأيضاً فيها إثبات المحبة ومن أحب شيئاً أكثر ذكره.
قال بعضهم : صيغة المضارع يعني :﴿يَصِلُونَ﴾ (دلالت بر آن ميكندكه ملائكه يوسته دركفتن صلواتند س درود دهنده متشبه باشد بديشان وبحكم "من تشبه بقوم فهو منهم" از طهارت وعصمت كه لوازم ذات ملائكه است محتظى كردد وبا عالم روحانى آشنايى يابد) :
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣١
يا سيد انام درود وصلاة تو
ورد زبان ماست مه وسال وصبح وشام
نزديك تو ه تحفه فرستيم ما زدور
دردست ما همين صلاتست والسلام
قال سهل بن عبد الله التستري قدس سره : الصلاة على محمد أفضل العبادات لأن الله تولاها هو وملائكته ثم أمر بها المؤمنين وسائر العبادات ليس كذلك يعني أن الله تعالى أمر بسائر العبادات ولم يفعله بنفسه.
قال الصديق الأكبر رضي الله عنه : الصلاة عليه أمحق للذنوب من الماء البارد للنار وهي أفضل من عتق الرقاب لأن عتق الرقاب في مقابلة العتق من النار ودخول الجنة والسلام على النبي عليه السلام في مقابلة سلام الله وسلام الله أفضل من ألف حسنة.
قال الواسطي صل عليه بالأوقار ولا تجعل له في قلبك مقدار أي : لا تجعل لصلواتك عليه مقدراً تظن أنك تقضي به من حقه شيئاً بصلواتك عليه استجلاب رحمة على نفسك به وفي الحديث :"إنملكاً أعطاه سمع الخلائق وهو قائم على قبري إذا مت إلى يوم القيامة فليس أحد من أمتي يصلي عليّ صلاة إلا سماه باسمه واسم أبيه قال : يا محمد صلى عليك فلان كذا وكذا ويصلي الرب على ذلك الرجل بكل واحدة عشراً" وفي الحديث :"إذا صليتم عليّ فأحسنوا عليّ الصلاة فإنكم تعرضون عليّ بأسمائكم وأسماء آبائكم وعشائركم وأعمامكم" ومن إحسان الصلوات حضور القلب وجمع الخاطر.
وقد قال بعضهم : إنما تكون الصلوات على النبي طاعة وقربة ووسيلة واستجابة إذا قصد بها التحية والتوسل والتقرب إلى حضرة النبوة الأحمدية فإنه بهذه المناسبة يحصل له التقرب إلى الحضرة الأحدية ألا ترى أن التقرب إلى القمر كالتقرب إلى الشمس فإنه مرآتها ومطرح أنوارها وفي الحديث "من صلى واحدة أمر الله حافظه أن لا يكتب عليه ثلاثة أيام".
ورأت امرأة ولدها بعد موته يعذب فحزنت لذلك