٢٢٤
ثم رأته بعد ذلك في النور والرحمة فسألته عن ذلك فقال : مر رجل بالمقبرة فصلى على النبي عليه السلام وأهدى ثوابها للأموات فجعل نصيبي من ذلك المغفرة فغفر لي.
ـ وحكي ـ عن سفيان الثوري رحمه الله أنه قال : بينا أنا أطوف بالبيت إذ رأيت رجلاً لا يرفع قدماً آلا وهو يصلي على النبي عليه السلام فقلت : يا هذا إنك تركت التسبيح والتهليل وأقبلت بالصلاة على النبي عليه السلام فهل عندك في هذا شيء؟ فقال : من أنت عافاك الله فقلت : أنا سفيان الثوري فقال : لولا أنك غريب في أهل زمانك لما أخبرتك عن حالي ولا أطلعتك على سري ثم قال : خرجت أنا وأبي حاجين إلى بيت الله الحرام حتى إذا كنا في بعض المنازل مرض أبي ومات واسود وجهه وازرقت عيناه وانتفخ بطنه فبكيت وقلت : إناوإنا إليه راجعون مات أبي في أرض غربة هذه الموتة فجذبت الإزار على وجهه فغلبتني عيناي فنمت فإذا أنا برجل لم أر أجمل منه وجهاً ولا أنظف ثوباً ولا أطيب ريحاً فدنا من أبي فكشف الإزار عن وجهه ومسح على وجهه فصار أشد بياضاً من اللبن ثم مسح على بطنه فعاد كما كان ثم أراد أن ينصرف فقمت إليه فأمسكت بردائه وقلت : يا سيدي بالذي أرسلك إلى أبي رحمة في أرض غربة من أنت؟ فقال : أو ما تعرفني؟ أنا محمد رسول الله كان أبوك هذا كثير المعاصي غير أنه كان يكثر الصلاة عليّ فلما نزل به ما نزل استغاث بي فأغثته وأنا غياث لمن يكثر الصلاة عليّ في دار الدنيا فانتبهت فإذا وجه أبي قد ابيض وانتفاخ بطنه قد زال.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣١
يا من يجيب دعا المضطر في الظلم
يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
شفع نبيك في ذلي ومسكنتي
واستر فإنك ذو فضل وذو كرم
قال كعب بن عجرة رضي الله عنه : لما نزل قوله تعالى : يا اأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} قمنا إليه فقلنا أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة عليك يا رسول الله قال :"قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد" كما في "تفسير التيسير" وهي الصلاة التي تقرأ في التشهد الأخير على ما هو الأصح ذكرها الزاهدي رواية عن محمد.
والمعنى اللهم صل على محمد صلاة كاملة كما دل عليه الإطلاق.
وقوله وعلى آل محمد من عطف الجملة أي : وصل على آله مثل الصلاة على إبراهيم وآله فلا يشكل بوجوب كون المشبه به أقوى كما هو المشهور ذكره القهستاني.
وقال في "الضياء المعنوي" : هذا تشبيه من حيث أصل الصلاة لا من حيث المصلى عليه لأن نبينا أفضل من إبراهيم فمعناه اللهم صل على محمد بمقدار فضله وشرفه عندك كما صليت على إبراهيم بقدر فضله وشرفه وهذا كقوله تعالى :﴿فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءَابَآءَكُمْ﴾ (البقرة : ٢٠٠) يعني : اذكروا الله بقدر نعمه وآلائه عليكم كما تذكرون آباءكم بقدر نعمهم عليكم وتشبيه الشيء بالشيء يصح من وجه واحد وإن كان لا يشبهه من كل وجه كما قال تعالى :﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ﴾ (آل عمران : ٥٩) من وجه واحد وهو تخليقه عيسى من غير أب انتهى (ودر شرح مشكاة مذكوراست كه تشبيهي كه در كما صليت واقع شده نه ازقبيل الحاق ناقص است بكامل بلكه ازباب بيان حال ما لا يعرف است بما يعرف يعنى بسبب نزول
٢٢٥
آيت ﴿قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّه رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَـاتُه عَلَيْكُمْ﴾ (هود : ٧٣) درود إبراهيم وآل أوميان أهل ايمان اشتهار تام داشت وهمه دانسته بودندكه خداى بر ابراهيم درود وبركت فرستاده س حضرت يغمبر فرمودكه ازخداى درخواهيدكه فرستد بر من صلواتي مشهور ومعروف مانند صلوات ابراهيم وكويند كاف در "كما" براى تأكيد وجود آيدنه براى قرآن دروقوع نانكه ﴿وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا﴾
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣١