يا اأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَكُونُوا} في أن تؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلّم قيل : نزلت في شأن زينب وما سمع فيه من مقالة الناس كما سبق.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قسم النبي عليه السلام قسماً فقال رجل : إن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله فأتيت النبي عليه السلام فأخبرته فغضب حتى رأيت الغضب في وجهه ثم قال :"يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا".
﴿كَالَّذِينَ ءَاذَوْا مُوسَى﴾ كقارون وأشياعه وغيرهم من سفهاء بني إسرائيل كما سيأتي
٢٤٥
﴿فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا﴾ أصل البراءة التفصي مما تكره مجاورته أي : فاظهر براءة موسى عليه السلام مما قالوا في حقه أي : من مضمونه ومؤداه الذي هو الأمر المعيب فإن البراءة تكون من العيب لا من القول وإنما الكائن من القول التخلص ﴿وَكَانَ﴾ موسى ﴿عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا﴾ في "الوسيط" وجه الرجل يوجه وجاهة فهو وجيه إذا كان ذا جاه وقدر.
قال في "تاج المصادر" :(الوجاهة : خداوند قدروجاه شدن) والمعنى ذا جاه ومنزلة وقربة فكيف يوصف بعيب ونقيصة.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما وجيهاً أي : حظياً لا يسأل الله شيئاً إلا أعطاه.
وفيه إشارة إلى أن موسى عليه السلام كان في الأزل عند الله مقضياً له بالوجاهة فلا يكون غير وجهيه بتعيير بني إسرائيل إياه كما قيل :
إن كنت عندك يا مولاي مطرحاً
فعند غيرك محمول على الحذف
وفي "المثنوي" :
كي شود دريا زوزسك نجس
كى شود خورشيد ازف منطمس
وفي "البستان" :
امين وبدانديش طشتند ومور
نشايد درو رخنه كردن بزور
واختلفوا في وجه أذى موسى عليه السلام فقال بعضهم : إن قارون دفع إلى زانية مالاً عظيماً على أن تقول على رأس الملأ من بني إسرائيل إني حامل من موسى على الزنى فأظهر الله نزاهته عن ذلك بأن أقرت الزانية بالمصانعة الجارية بينها وبين قارون وفعل بقارون ما فعل من الخسف كما فصل في سورة القصص.
كند ازبهر كليم الله اه
دره افتاد وبشد حالش تباه
ون قضا آيدشودتنك اين جهان
از قضا حلوا شود رنج دهان
اين جهان ون قحبه مكاره بين
كس زمكر قحبه ون باشدامين
او بمكرش كرد قارون درزمين
شد زرسوايى شهير عالمين
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣١
وقال بعضهم : قذفوه بعيب في بدنه من برص وهو محركة بياض يظهر في ظاهر البدن لفساد مزاج أو من ادرة وهي مرض الانثيين ونفختهما بالفارسية :(مادخايه) وذلك لفرط تستره حياء فاطلعهم الله على براءته وذلك أن بني إسرائيل كانوا يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى سوءة بعضهم أي : فرجه وكان موسى عليه السلام يغتسل وحده.
قال ابن ملك وهذا مشعر بوجوب التستر في شرعه.
فقال بعضهم : والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر على وزن افعل وهو من له أدرة فذهب مرة موسى يغتسل فوضع ثوبه على حجر قيل هو الحجر الذي يتفجر منه الماء ففر الحجر بثوبه أي : بعد أن اغتسل وأراد أن يلبس ثوبه فأسرع موسى خلف الحجر وهو عريان وهو يقول : ثوبي حجر ثوبي حجر أي : دع ثوبي يا حجر فوقف الحجر عند بني إسرائيل ينظرون إليه فقالوا : والله ما بموسى من بأس وعلموا أنه ليس كما قالوا في حقه فأخذ ثوبه فطفق بالحجر ضرباً فضربه خمساً أو ستاً أو سبعاً أو اثنتي عشرة ضربة بقي أثر الضربات فيه.
قال في "إنسان العيون" : كان موسى عليه السلام إذا غضب يخرج شعر رأسه من قلنسوته وربما اشتعلت قلنسوته ناراً لشدة غضبه ولشدة غضبه لما فرّ الحجر بثوبه ضربه مع أنه لا إدراك له
٢٤٦
ووجه بأنه لما فر صار كالدابة والدابة إذا جمحت بصاحبها يؤدبها بالضرب انتهى.
يقول الفقير للجمادات : حياة حقانية عند أهل الله تعالى فهم يعاملونها بها معاملة الأحياء، قال في "المثنوي" :
بادرا بى شم اكر بينش نداد
فرق ون ميكرد اندر قوم عاد
كر نبودى نيل را آن نور ديد
ازه قبطى را زسبطى ميكزيد
كرنه كوه وسنك باديدار شد
س را داودرا آن يار شد
اين زمين را كرنبودى شم جان
ازه قارو نرافرو خورد آننان


الصفحة التالية
Icon