وفي "ملتقط الناصري" لو هدم بيتاً مصوراً فيه بهذه الأصباغ تماثيل الرجال والطيور ضمن قيمة البيت وأصباغه غير مصورة انتهى فإذا منع من التصاوير في البيت فأولى أن يمنع منها في المسجد ولذا محيت رؤوس الطيور في المساجد التي كانت كنائس وفيها تماثيل وجاء في الفروع أنه يكره أن يكون فوق رأس المصلي أو بين يديه أو بحذائه صورة وأشدها كراهة أن يكون أمام المصلي ثم فوق رأسه ثم على يمينه ثم على يساره ثم خلفه قيل : ولو كانت خلفه لا يكره لأنه لا يشبه عبادة الصنم وفيه إهانة لها ولو كانت تحت قدميه لا يكره.
قال في "العناية" : قيل : إذا كانت خلفه لا تكره الصلاة ويكره كونها في البيت لأن تنزيه مكان الصلاة عما يمنع دخول الملائكة مستحب.
لا يقال فعلى هذا لا يكره كونها تحت القدم فيه أيضاً، لأنا نقول فيه من التحقير والإهانة ما لا يوجد في الخلف فلا قياس لوجود الفارق ثم الكراهة إذا كانت الصورة كبيرة بحيث تبدو وتظهر للناظر بلا تأمل فلو كانت صغيرة بحيث لا تتبين تفاصيل أعضائها إلا بتأمل لا يكره لأن الصغير جداً لا يعبد ولو قطع رأسها لا يكره لأنها لا تعبد بلا رأس عادة ومعنى قطع الرأس أن يمحى رأسها بخيط يخاط عليها وينسج حتى لم يبق للرأس أثر أصلاً بل طمست هيئته قطعاً ولو خيط ما بين الرأس والجسد لا يعتبر لأن من الطيور ما هو مطوق فيكون أحسن في العين ولو محى وجه الصورة فهو كقطع رأسها بخلاف قطع يديها ورجليها ولا تكره الصلاة على بساط مصور لأنه إهانة وليس بتعظيم إن لم يسجد عليها لأن السجود عليها يشبه عبادة الأصنام وأطلق الكراهة في "المبسوط" لأن البساط الذي يصلي عليه معظم بالنسبة إلى سائر البسط فكان فيه تعظيم الصورة وقد أمرنا بإهانتها.
وفي "حواشي أخي" لبي إذا كان التمثال تمثال ما يعظم الكفار كشكل الصلب مثلاً لا ريب في كراهة السجدة عليه ألا يرى إلى ظهير الدين حيث قال : الأصل فيه أن كل ما يقع تشبهاً بهم فيما يعظمون يكره الاستقبال بالصلاة إليه ولو كانت الصورة على وسادة ملقاة أو بساط مفروش لم يكره لأنها توطأ فكأنه استهانة بالصورة بخلاف ما لو كانت الوسادة منصوبة كالوسائد الكبار أو كانت على الستر لأنها تعظيم لها.
وفي "الخلاصة" الصورة إذا كانت على وسادة أو بساط لا بأس باستعمالهما وإن كان يكره اتخاذهما وإن كانت على الإزار والستر فمكروه ولا يفسد صلاته في كل الفصول لوجود شرائط الجواز والنهي لمعنى في غير المنهى عنه وتعاد على وجه غير مكروه وهو الحكم في كل صلاة أديت مع الكراهة كما لو ترك تعديل الأركان كما في "الكافي" ﴿وَجِفَانٍ﴾ (وميكردندى يعني شياطين براى سليمان ازكاسهاى وبين وغير آن) وهي جمع جفنة، وهي : القصعة العظيمة فإن أعظم القصاع الجفنة ثم القصعة تليها تشبع العشرة ثم الصحفة تشبع الخمسة ثم الميكلة تشبع الرجلين والثلاثة ثم الصحفة تشبع الرجل فتفسير الجفان بالصحاف كما فعله البعض منظور فيه.
قال سعدي المفتي : والجفنة خصت بوعاء الأطعمة كما في "المفردات" ﴿كَالْجَوَابِ﴾ كالحياض الكبار أصله الجوابي بالياء كالجواري جمع جابية من الجباية لاجتماع الماء فيها وهي
٢٧٥
من الصفات الغالبة كالدابة.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٥٨


الصفحة التالية
Icon