بالفارسية (نشستكاه) والمعنى في بلدهم الذي كانوا فيه باليمن وهو مأرب كمنزل على ما في "القاموس" بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاث ليال وهي المرادة بسبا بلدة بلقيس في سورة النمل.
قال السهيلي : مأرب اسم ملك كان يملكهم كما أن كسرى اسم لكل من ملك الفرس.
وخاقان اسم لكل من ملك الصين.
وقيصر اسم لكل من ملك الروم.
وفرعون لكل من ملك مصر.
وتبع لكل من ملك الشحر واليمن وحضرموت.
والنجاشي لكل من ملك الحبشة.
وقيل : مأرب اسم قصر كان لهم ذكره المسعودي.
قال في "إنسان العيون" ويعرب بن قحطان قيل له أيمن لأن هودا عليه السلام قال له : أنت أيمن ولدي وسمي اليمن يمناً بنزوله فيه ﴿ءَايَةً﴾ علامة ظاهرة دالة بملاحظة الأحوال السابقة واللاحقة لتلك القبيلة من الإعطاء والترفية بمقتضى اللطف ثم من المنع والتخريب بموجب القهر على وجود الصانع المختار وقدرته على كل ما يشاء من الأمور البديعة ومجازاته للمحسن والمسيىء وما يعقلها إلا العالمون وما يعبرها إلا العاقلون ﴿جَنَّتَانِ﴾ بدل من آية والمراد بهما جماعتان من البساتين لا بستانان اثنان فقط ﴿عَن يَمِينٍ﴾ جماعة عن يمين بلدتهم واليمين في الأصل الجارحة وهي أشرف الجوارح لقوتها وبها تعرف من الشمال وتمتاز عنها ﴿وَشِمَالٍ﴾ وجماعة عن شمالها كل واحدة من تينك الجماعتين في تقاربها وتضامها كأنها جنة واحدة أو بستانان لكل رجل منهم عن يمين مسكنه وعن شماله ﴿كُلُوا﴾ حكاية لما قال لهم نبيهم تكميلاً للنعمة وتذكيراً لحقوقها أو لسان الحال أو بيان لكونهم أحقاء بأن يقال لهم ذلك ﴿مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ﴾ من أنواع الثمار ﴿وَاشْكُرُوا لَه﴾ على ما رزقكم باللسان والجنان والأركان ﴿بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ﴾ استئناف مبين لما يوجب الشكر المأمور به أي : بلدتكم بلدة طيبة وربكم الذي رزقكم ما فيها من الطيبات وطلب منكم الشكر رب غفور لفرطات من يشكره فمعنى طيبة أنها لم تكن سبخة لينة حيث أخرجت الثمار الطيبة أو أنها طيبة الهواء والماء كما قال الكاشفي :(اين شهري كه خداى تعالى دروى روزى ميدهد شهري اكيزه است هواى تن درست وآب شيرين وخاك اك) :
شهري و بهشت از نكويى
ون باغ ارم بتازه رويى
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٥٨
وفي "فتح الرحمن" : وطيبتها أنها لم يكن بها بعوض ولا ذباب ولا برغوث ولا عقرب ولا حية
٢٨١
ولا غيرها من المؤذيات وكان يمر بها الغريب وفي ثيابه القمل فتموت كلها لطيب هوائها ومن ثمة لم يكن بها آفات وأمراض أيضاً.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما كانت أطيب البلاد هواء وأخصبها.
وكانت المرأة تخرج من منزلها إلى منزل جارتها وعلى رأسها المكتل فتعمل بيديها وتسير فيما بين الأشجار فيمتلىء المكتل مما يتساقط فيه من أنواع الثمار من غير أن تمد يدها وإلى هذا المعنى أشير بعبارة الجنة إذ حال الجنة يكون هكذا.
ولله تعالى جنان في الأرض كجنانه في السماء وأفضلها الجنة المعنوية التي هي القلب وما يحتويه من أنواع المعارف والفيوض والكشوف فالطيب من الأشياء ما يستلذه الحواس ومن الإنسان من تطهر عن نجاسة الجهل والفسق وقبائح الأعمال وتطيب بالعلم والإيمان ومحاسن الأفعال.
قال بعض الكبار بلدة طيبة بلدة الإنسانية قابلة لبذر التوحيد وكلمة لا إله إلا الله ورب غفور يستر عيوب أوليائه بنور مغفرته ويغفر ذنوبهم لعزة معرفته انتهى وبسببهم يغفر ذنوب كثير من عباده ويقبل حسناتهم (نقلست عبد الله بن مبارك رضي الله عنه در حرم محترم يكسال ازحج فارغ شده بود بخواب ديدكه دوفرشته درآمدندى ويكى ازديكرى رسيدى كه خلق امسال ند جمع آمدند ديكرى كفت سيصد هزار من كفتم حج ند كس مقبول افتاد كفتند حج هي كس عبد الله كفت ون اين شنودم اضطرابى در من بديد آمد كفتم آخر اين همه خلق ازاطراف جهان با اين همه رنج وتعب مى آمدند واين همه ضايعست كفتند كفشكريست دردمشق علي بن موفق كويند او اينجا نيامده است وليكن حج اورا قبول كردند واين جمله را دركار اوكردند) وكان حجه أنه قال : جمعت ثلاثمائة وخمسين درهماً للحج فمرت بي حامل فقالت : إن هذه الدار يجيىء منها رائحة طعام فاذهب وخذ شيئاً منه لي لئلا يسقط حملي قال : فذهبت فأخبرت القصة لصاحب الدار فبكى وقال : إن لي أولاداً لم يذوقوا طعاماً منذ أسبوع فقمت اليوم وجئت بلحم من ميتة حمار فهم يطبخونه فهو لنا حلال فإنا مضطرون ولك حرام فكيف أعطيك منه؟ قال علي : فلما سمعت ذلك منه احترق فؤادي ودفعت المبلغ المذكور إليه وقلت : حجي هذا فتقبل الله تعالى ذلك منه بقبول حسن ووهب له جميع الحجاج.
بإحساني آسوده كردن دلى
به ازالف ركعت بهر منزلي
يعني : في طريق مكة المشرفة.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٥٨