حظ العبد من ذلك أن يكون خبيراً بما يجري في بدنه وقلبه من الغش والخيانة والتطوف حول العاجلة وإضمار الشر وإظهار الخير والتحمل بإظهار الإخلاص والإفلاس عنه ولا يكون خبيراً بمثل هذه الخفايا إلا بإظهار التوحيد وإخفائه وتحقيقه والوصول إلى الله بالإعراض عن الشرك وما يكون متعلق العلاقة والميل.
غلام همت آنم كه زير رخ كبود
ز هره رنك تعلق ذيرد آزادست
وذلك أن التعلق بما سوى الله تعالى لا يفيد شيئاً من الجلب والسلب فإنه كله مخلوق والمخلوق عاجز وليست القدرة الكاملة إلاتعالى فوجب توحيده والعبادة له والتعلق به.
وخاصية الاسم الخبير حصول الإخبار بكل شيء فمن ذكره سبعة أيام أتته الروحانية بكل خبر يريده من أخبار السنة وأخبار الملوك وأخبار القلوب وغير ذلك كذا في "شمس المعارف" ومن كان في يد شخص يؤذيه فليكثر ذكره يصلح حاله كذا في "شرح الأسماء الحسنى" للشيخ الزروقي.
﴿إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَآءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَـامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ * يا اأَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَآءُ إِلَى اللَّه وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِىُّ الْحَمِيدُ * إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ﴾.
﴿النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَآءُ إِلَى اللَّهِ﴾ الفقراء جمع فقير كالفقائر جمع فقيرة والفقير المكسور الفقار والفقر (شت كسى شكستن) ذكره في "تاج المصادر" في باب ضرب وجعله في "القاموس" من حد كرم.
وقال الراغب في "المفردات" : يقال افتقر فهو مفتقر وفقير ولا يكاد يقال فقر وإن كان القياس يقتضيه انتهى.
وفهم من هذا أن الفقير صيغة مبالغة كالمفتقر بمعنى ذي الاحتياج الكثير والشديد والفقر وجود الحاجة الضرورية وفقد ما يحتاج إليه وتعريف الفقراء للمبالغة في فقرهم فإنهم لكثرة افتقارهم وشدة احتياجهم هم الفقراء فحسب وأن افتقار
٣٣٣
سائر الأخلاق بالنسبة إلى فقرهم بمنزلة العدم.
والمعنى يا أيها الناس أنتم المحتاجون إلى الله تعالى بالاحتياج الكثير الشديد في أنفسكم وفيما يعرض لكم من أمر مهم أو خطب ملم فإن كل حادث مفتقر إلى خالقه ليبديه وينشئه أولاً ويديمه ويبقيه ثانياً ثم الإنسان محتاج إلى الرزق ونحوه من المنافع في الدنيا مع دفع المكاره والعوارض وإلى المغفرة ونحوها في العقبى فهو محتاج في ذاته وصفاته وأفعاله إلى كرم الله وفضله.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣١١
قال بعض الكبار : إن الله تعالى ما شرّف شيئاً من المخلوقات بتشريف خطاب أنتم الفقراء إلى الله حتى الملائكة المقربين سوى الإنسان وذلك أن افتقار المخلوقات إلى أفعال الله تعالى من حيث الخلق ونحوه وافتقار الإنسان إلى ذات الله وصفاته فجميع المخلوقات وإن كانت محتاجة إلى الله تعالى لكن الاحتياج الحقيقي إلى ذات الله وصفاته مختص بالإنسان من بينها كمثل سلطان له رعية وهو صاحب جمال فيكون افتقار جميع رعاياه إلى خزائنه وممالكه ويكون افتقار عشقاه إلى عين ذاته وصفاته فيكون غنى كل مفتقر بما يفتقر إليه فغنى الرعية يكون بالمال والملك وغنى العاشق يكون بمعشوقه.
كام عاشق دولت ديدار يار
قصد زاهد جنت ونقش ونكار
هره جز عشق حقيقي شدوبال
هره جز معشوق باقي شد خيال
هست در وصلت غنا اندر غنا
هست درفرقت غم وفقر وعنا
ومن الكمالات الإنسانية الاحتياج إلى الاسم الأعظم من جميع وجوه الأسماء الإلهية بحسب مظهريته الكاملة وأما غيره من الموجودات فاحتياجهم إنما هو بقدر استعدادهم فهو احتياج بوجه دون وجه ولذا ورد "الفقر فخري وبه افتخر" وهذا صحيح بمعناه وإن اختلف في لفظه كما قال عليه السلام :"اللهم أغنني بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك".
قال في "كشف الأسرار" (صحابه را فقرا نام نهاد) حيث قال :﴿لِلْفُقَرَآءِ الْمُهَـاجِرِينَ﴾ (الحشر : ٨) وقال :﴿لِلْفُقَرَآءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (البقرة : ٢٧٣) (وآن تلبيس توانكرى حال ايشانست تاكس توانكرىء ايشان ندانداين نانست كه كفته اند) :
ارسلانم خوان تاكس به نداندكه كه ام†
(يران طريقت كفته اند بناى دوستى برتلبيس نهاده اند سليمانرا نام ملكى تلبيس فقر بود آدم را نام عصيان تلبيس صفوت بود ابراهيم را التباس نعمت تلبيس خلت بود زيراكه شرط محبت غير نست ودوستان حال خود بهركس ننمايند كسى كه ازكون ذره ندارد وبكونين نظرى ندارد وهمواره نظر الله يش شم خود دارد اورا فقير كويند از همه درويش است وبحق ثوانكر "إنما الغني غنى القلب" توانكرى درسينه مى بايدنه درخزينه فقير اوست كه خودرادر دوجهان جز ازحق دست آوزنكند ونظر خود ندارد جهار تكبير برذات وصفات خود كند جنانكه آن جوانمرد كفت) :
نيست عشق لا يزالى را دران دل هي كار
كاو هنوزاندر صفات خويش مانداست استوار
هركه در ميدان عشق نيكوان نامى نهاد
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣١١