زيرا آن روز كه اين آيت آمد مصطفى عليه السلام سخت شاد شد وازشادى كه بوى رسيد سه بار بكفت) امتى ورب الكعبة والله تعالى اصطفاهم على سائر الأمم كما اصطفي رسولهم على جميع الرسل وكتابهم على كل الكتب وهذا الإيراث للمجموع لا يقتضي الاختصاص بمن يحفظ جميع القرآن بل يشمل من يحفظ منه جزء ولو أنه الفاتحة فإن الصحابة رضي الله عنهم لم يكن واحد منهم يحفظ جميع القرآن ونحن على القطع بأنهم مصطفون كما في "المناسبات".
قال الكاشفي :(عطارا ميراث خواند ه ميراث خواند ه ميراث مالى باشدكه بى تعب طلب بدست آيد همنين عطيه قرآن بى جست وجوى مؤمنان بمحض عنايت ملك منان بديشان رسيد وبيكانكان را درميراث دخل نيست دشمنان نيز وبهر هاى اهل قرآن متفاوتست هركس بقدر استحاق واندازه استعداد خود از حقائق قرآن بهره مند شوند) :
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣١١
زين بزم يكى جرعه طلاب كرد يكى جام†
وفي "التأويلات النجمية" : إنما ذكر بلفظ الميراث لأن الميراث يقتضي صحة النسب أو صحة السبب على وجه مخصوص فمن لا سبب له ولا نسب له فلا ميراث له فالسبب ههنا طاعة العبد والنسب فضل الرب فأهل الطاعة هم أهل الجنة كما قال تعالى :﴿أولئك هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ﴾ (المؤمنون : ١٠ ـ ١١) فهم ورثوا الجنة بسبب الطاعة وأصل وراثتهم بالسببية المبايعة التي جرت بينهم وبين الله بقوله :﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾ (التوبة : ١١١) فهؤلاء أطاعوا الله بأنفسهم وأموالهم فأدخلهم الله الجنة جزاء بما كانوا يعملون وأهل الفضل هم أهل الله وفضله معهم بأن أورثهم المحبة والمعرفة والقربة كما قال :﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ (المائدة : ٥٤) الآية.
ولما كانت الوراثة بالسبب والنسب وكان السبب جنساً واحداً كالزوجية وهما صاحبا الفرض وكان النسب من جنسين الأصول كالآباء والأمهات والفروع كل ما يتولد من الأصول كالأولاد والأخوة والأخوات وأولادهم والأعمام وأولادهم وهم صاحب فرض وعصبة فصار مجموع الورثة ثلاثة أصناف : صاحب الفرض بالسبب وصنف صاحب الفرض بالنسب وصنف صاحب الباقي وهم العصبة كذلك الورثة ههنا ثلاثة أصناف كما قال تعالى :﴿فَمِنْهُمْ﴾ أي : من الذين اصطفينا من عبادنا ﴿ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ﴾ في العمل بالكتاب وهو المرجأ لأمر الله أي : الموقوف أمره لأمر الله إما يعذبه وإما يتوب عليه وذلك لأنه ليس من ضرورة وراثة الكتاب مراعاته حق رعايته لقوله تعالى :﴿فَخَلَفَ مِنا بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَـابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـاذَا الادْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا﴾ (الأعراف : ١٦٩) الآية ولا من ضرورة الاصطفاء المنع عن الوصف بالظلم هذا آدم عليه السلام اصطفاه الله كما قال :﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى ءَادَمَ﴾ (آل عمران : ٣٣) وهو القائل :﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا﴾ (الأعراف : ٢٣) الآية.
سئل أبو يزيد البسطامي قدس سره : أيعصي العارف الذي هو من أهل الكشف؟ فقال : نعم ﴿وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا﴾ يعني إن كان الحق قدر عليه في سابق علمه شيئاً فلا بد من وقوعه.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣١١
واعلم أن الظلم ثلاثة : ظلم بين الإنسان وبين الله وأعظمه الكفر والشرك والنفاق، وظلم بينه وبين الناس، وظلم بينه وبين نفسه وهو المراد بما في الآية كما في "المفردات".
وتقديم الظلم بالذكر لا يدل على تقديمه في الدرجة لقوله تعالى :﴿فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ﴾ كما في
٣٤٧
"الأسئلة المقحمة".
وقال بعضهم : قدم الظالم لكثرة الفاسقين ولأن الظلم بمعنى الجهل والركون إلى الهوى مقتضى الجبلة والاقتصاد والسبق عارضان.
وقال أبو الليث الحكمة في تقديم الظالم وتأخير السابق كي لا يعجب السابق بنفسه ولا ييأس الظالم من رحمة الله يعني :(ابتداء بظالم كرد تا شرم زده نكردند وبرحمت بى غايت او اميدوار باشند) :
نيايد از من آلوده طاعت خالص
ولى برحمت وفضلت اميدوارى هست
وقال القشيري في الإرث يبدأ بصاحب الفرض وإن قل نصيبه فكذا ههنا بدأ بالظالم ونصيبه أقل من نصيب الآخرين (وكفته اند تقديم ظالم ازروى فضلست وتأخيرش ازراه عدل وحق سبحانه فضل را از عدل دوستر دارد وتأخير سابق جهت آنست كه تابثواب كه دخول جنانست اقرب باشد يا بجهت آنكه اعتماد بر عمل خود نكند وبطاعت معجب نكرددكه عجب آتشيست كه ون برافروخته شود هزارخر من عبادت بدوسوخته شود) :
اى سر عجب آتشى عجبست
كرم ساز تنور بو لهبست
هركجا شعله ازو افروخت
هره از علم وزهد ديدبسوخت