واز فحواى كلمات سابقه روايح رياحين قلب القرآن يس استشمام ميتواند نمود) وسيجيىء تمامه في آخر السورة إن شاء الله تعالى.
وقال نعمة الله النقشبندي : يا من تحقق بينبوع بحر اليقين وسبح سالماً من الانحراف والتلوين.
وشيخ نجم الدين (كفت قسمست بيمن نبوت حبيب وبسر مطهر او).
وقال البقلي : أقسم بيد القدرة الأزلية وسناء الربوبية.
وقال القشيري : الياء يشير إلى يوم الميثاق والسين إلى سره مع الأحباب كأنه قال بحق يوم الميثاق وسرى مع الأحباب والقرآن الخ.
وذهب قوم إلى أن الله تعالى لم يجعل لأحد سبيلاً إلى إدراك معاني الحروف المقطعة في أوائل السور وقالوا : إن الله تعالى متفرد بعلمها ونحن نؤمن بأنها من جملة القرآن العظيم ونكل علمها إليه تعالى ونقرأها تعبداً وامتثالاً لأمر الله وتعظيماً لكلامه وإن لم نفهم منهم ما نفهمه من سائر الآيات (درينابيع آورده كه هر حرفى از حروف مقطعه را سريست از اسرار خزانه غيب كه حضرت حق حبيب خودرا برآن اطلاع داده بعد ازان جبرائيل برآن نازل شده وجزخدا ورسول مقبول كسى برآن وقوف ندارد).
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣٦٤
قال الشيخ ابن نور الدين في بعض وارداته : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن أسرار المتشابهات من الحروف فقال : هي من أسرار المحبة بيني وبين الله فقلت : هل يعرفها أحد فقال : ولا يعرفها جدي إبراهيم
٣٦٥
عليه السلام هي من أسرار الله تعالى التي لا يطلع عليها نبي مرسل ولا ملك مقرب ويؤيده ما في الأخبار أن جبريل عليه السلام نزل بقوله تعالى :﴿كاهيعاص﴾ فلما قال كاف قال النبي عليه السلام :"علمت" فقال ها فقال :"علمت" فقال : يا فقال :"علمت" فقال عين فقال :"علمت" فقال صاد فقال :"علمت" فقال جبريل كيف علمت ما لم أعلم؟ يقول الفقير : لا شك أنه عليه السلام وصل إلى مقام في الكمال لم يصل إليه أحد من كمل الأفراد فضلاً عن الغير ويدل عليه عبوره ليلة المعراج جميع المواطن والمقامات فلهذا جاز أن يقال لم يعرف أحد من الثقلين والملائكة ما عرفه النبي عليه السلام فإن علوم الكل بالنسبة إلى علمه كقطرة من البحر فله عليه السلام علم حقائق الحروف بما لا مزيد عليه بالنسبة إلى ما في حد البشر وأما غيره فلهم علم لوازمها وبعض حقائقها بحسب استعداداتهم وقابلياتهم هذا ما يعطيه الحال والله تعالى أعلم بالخفايا والأسرار وما ينطوي عليه كتابه ويحيط به خطابه.
﴿وَالْقُرْءَانِ﴾ بالجر على أنه مقسم به ابتداء ﴿الْحَكِيمِ﴾ أي : الحاكم كالعليم بمعنى العالم فإنه يحكم بما فيه من الأحكام أو المحكم من التناقض والعيب ومن التغير بوجه ما كما قال تعالى :﴿وَإِنَّا لَه لَحَـافِظُونَ﴾ وهو الذي أحكم نظمه وأسلوبه وأتقن معناه وفحواه أو ذي الحكمة أي : المتضمن لها والمشتمل عليها فإنه منبع كل حكمة ومعدن كل عظة فيكون بمعنى النسب مثل تامر بمعنى ذي تمر أو هو من قبيل وصف الكلام بصفة المتكلم به أي : الحكيم قائله.
﴿وَالْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ﴾.
﴿إِنَّكَ﴾ يا أكمل الرسل وأفضل الكل وهو مخاطبة المواجهة بعد شرف القسم بنفسه وهو مع قوله :﴿لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ جواب للقسم والجملة لرد انكار الكفرة بقولهم في حقه عليه السلام لست مرسلاً وما أرسل الله إلينا رسولاً.
والإرسال قد يكون للتسخير كإرسال الريح والمطر وقد يكون ببعث من له اختيار نحو إرسال الرسل كما في "المفردات".
قال في "بحر العلوم" : هو من الأيمان الحسنة البديعة لتناسب بين المرسل به والمرسل إليه اللذين أحدهما المقسم المنزل والآخر المقسم عليه المنزل إليه انتهى.
وهذه الشهادة منه تعالى من جملة ما أشير إليه بقوله تعالى :﴿قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ﴾ (الرعد : ٤٣) ولم يقسم الله لأحد من أنبيائه بالرسالة في كتابه إلا له.
قال في "إنسان العيون" : من خصائصه عليه السلام أن الله تعالى أقسم على رسالته بقوله :﴿يسا * وَالْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ قال الشيخ سعدي قدس سره :
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣٦٤
ندانم كدامين سخن كويمت
كه والا ترى زانه من كويمت
تر اعز لولاك تمكين بس است
ثناى توطه ويس بس است
ومعنى ثناء طه أنه عليه السلام صلى في الليالي حتى تورمت قدماه فقال تعالى : طه أي : يا طه أو يا طالب الشفاعة وهادي البشر ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى أي : لتقع به في التعب.
وقال بعضهم : الطاء تسعة والهاء خمسة معناه يا من هو كالقمر المنير ليلة البدر ومعنى ثناء يس ما ذكر من الأقسام على رسالته مع أنه يحتمل أن يراد بيس يا سيد البشر ونحوه على ما سلف وذلك ثناء من الله أي : ثناء.