يقول الفقير : هذا ظاهر على تقدير أن يكون إيمانه على أيدي الرسل وهو الذي عليه الجمهور وأما قوله عليه السلام :"سباق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين علي بن أبي طالب وصاحب يس ومؤمن آل فرعون" فمعناه إنهم لم يسجدوا للصنم ولم يخلوا بما هو من أصول الشرائع ولا يلزم من نحت الأصنام السجدة لها والأظهر أنه كان نجاراً كما في التعريف للسهيلي ولا يلزم من كونه نجاراً كونه ناحتاً للأصنام وقد قالوا : إنه ممن آمن برسول الله صلى الله عليه وسلّم وبينهما ستمائة سنة.
وكان سبب إيمانه به أنه كان من العلماء بكتاب الله ورأى فيه نعته ووقت بعثته فآمن به ولم يؤمن بنبي غيره عليه السلام قبل مبعثه وقد آمن به قبل مبعثه أيضاً غير حبيب النجار كما قال السيوطي : أول من أظهر التوحيد بمكة وما حولها قس بن ساعدة وفي الحديث :"رحم الله قساً إني لأرجو يوم القيامة أن يبعث أمة وحده" وورقة بن نوفل ابن عم خديجة رضي الله عنها وزيد بن عمرو بن نفيل وكذا آمن به عليه السلام قبل مبعثه وأظهر التوحيد تبع الأكبر.
وقصته أنه اجتاز بمدينة الرسول عليه السلام وكان في ركابه مائة ألف وثلاثون ألفاً من الفرسان ومائة ألف وثلاثة عشر ألفاً من الرجالة فأخبر أن أربعمائة رجل من اتباعه من الحكماء والعلماء تبايعوا أن لا يخرجوا منها فسألهم عن الحكمة فقالوا : إن شرف البيت إنما هو برجل يخرج يقال له محمد هذه دار إقامته ولا يخرج منها فبنى فيها لكل واحد منهم داراً واشترى له جارية وأعتقها وزوجها منه وأعطاهم عطاءً جزيلاً وكتب كتاباً وختمه ورفعه إلى عالم عظيم منهم وأمره أن يدفع ذلك الكتاب لمحمد صلى الله عليه وسلّم إن أدركه وفي ذلك الكتاب أنه آمن به وعلى دينه وبنى له صلى الله عليه وسلّم داراً ينزلها إذا قدم تلك البلدة ويقال إنها دار أبي أيوب وأنه من ولد ذلك العالم الذي دفع إليه الكتاب فهو عليه السلام لم ينزل إلا في داره ووصل إليه عليه السلام الكتاب المذكور على يد بعض ولد العالم المسطور في أول البعثة أو حين هاجر وهو بين مكة والمدينة ولما قرىء عليه قال :"مرحباً بتبع الأخ الصالح" ثلاث مرات وكان إيمانه قبل مبعثه بألف سنة ويقال
٣٨٣
أن الأوس والخزرج من أولاد أولئك العلماء والحكماء.
وذكر أنه حفر قبره بصنعاء قبل الإسلام فوجد فيه امرأتان لم تبليا وعند رؤوسهما لوح من فضة مكتوب فيه بالذهب هذا قبر فلانة وفلانة ابنتي تبع ماتتا وهما تشهدان أن لا إله إلا الله ولا تشركان به وعلى ذلك مات الصالحون قبلهما وفي الحديث :"من مات وهو يعلم لا إله إلا الله دخل الجنة" وإنما لم يقل من مات وهو يؤمن أو يقول ليعلمنا أن كل موحدفي الجنة يدخلها من غير شفاعة ولو لم يوصف بالإيمان كقس بن ساعدة وأضرابه ممن لا شريعة بين أظهرهم يؤمنون بها وبصاحبها فقس موحد لا مؤمن كما في "الفتوحات المكية" (كفتند حبيب نجار خانه داشت درآن كوشه ازشهر بدورتر جايى ازمردمان وكسب كردى هرروز آنه كسب وى بود يك نيمه بصدقه دادى ويك نيمه بخرج عيال كردى وخدايرا نهان عبادت كردى وكس ازحال وى خبر نداشتى تا آن روزكه رسولان عيسى را رنجانيدند وجفا كردند ازان منزل خويش بشتاب بيامد وايمان خويش آشكارا كرد.
وكفته اند اهل انطاكية دارها بردند وآن رسولا نرا باجهل تن كن ايمان آورده بودند كلوهاى شان سوراخ كردند ورسنها بكلو دركشيدند وازدار بياويختند خبر بحبيب نجار رسيدكه خدايرا مى رستيد درغارى نانكه ابدال دركوه نشينند وازخلق عزلت كيرند بشاب ازمنزل خويش بيامد)
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣٦٤
﴿قَالَ﴾ استئناف بياني كأنه قيل فما قال عند ما جاء ساعياً ووصل إلى المجمع ورآهم مجتمعين على الرسل قاصدين قتلهم فقيل قال : يا قَوْمِ} أصله يا قومي معناه بالفارسية :(اى كروه من) خاطبهم بياقوم لتأليف قلوبهم واستمالتها نحو قبول نصيحته وللاشارة إلى أنه لا يريد بهم إلا الخير وإنه غير متهم بإرادة السوء بهم.
قال بعضهم : وكان مشهوراً بينهم بالورع واعتدال الأخلاق ﴿اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾ المبعوثين إليكم بالحق تعرض لعنوان رسالتهم حثاً لهم على اتباعهم (قتاده كفت ون بيامد نخست رسولانرا بديد كفت شما باين دعوت كه ميكنيد هي مزد ميخواهيد كفتند ما هي مزد نميخواهيم وجز اعلاى كلمه حق واظهار دين الله مقصود نيست حبيب قوم را بكفت).