هر زمان مى درد اين دلق تنت
اره بروى مى زنى زين خوردنت
اره بركن ازين قعر دكان
تابر آرد سر به يش تو دو كان
يش ازان كين مهلت خانه كرى
آخر آيد تو نبردى زو برى
٣٨٩
س ترا بيرون كند صاحب دكان
وين دكانرا بركند از روى كان
تو ز حسرت كاه بر سر مى زنى
كاه ريش خام خود بر ميكنى
كاى دريغا آن من بود اين دكان
كور بودم برنخوردم زين مكان
اى دريغا بود ما را برد باد
تا ابد يا حسرة شد للعباد
يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِا مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلا كَانُوا بِه يَسْتَهْزِءُونَ * أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ * وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ}.
﴿أَلَمْ يَرَوْا﴾ وعيد للمشركين في مكة بمثل عذاب الأمم الماضية ليعتبروا ويرجعوا عن الشرك أي : ألم يعلم أهل مكة ﴿كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ﴾ كم خبرية.
والقرن القوم المقترنون في زمن واحد أي : كثرة إهلاكنا من قبلهم من المذكورين آنفاً ومن غيرهم بشؤم تكذيبهم وقوله ألم يروا معلق عن العمل فيما بعده لأن كم لا يعمل فيها ما قبلها وإن كانت خبرية لأن أصلها الاستفهام خلا أن معناه نافذ في الجملة كما نفذ في قولك ألم تر أن زيداً لمنطلق وإن لم يعمل في لفظه فالجملة منصوبة المحل بيروا ﴿أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ﴾ بدل من أهلكنا على المعنى أي : ألم يعلموا كثرة إهلاكنا القرون الماضية والأمم السالفة كونهم أي : الهالكين غير راجعين إليهم أي : إلى هؤلاء المشركين أي : أهلكوا إهلاكاً لا رجوع لهم من بعده في الدنيا وبالفارسية :(ومشاهده نكردند كه هلاك شدكان سوى اينان بازنمى كردند يعنى بدنيا معاودت نمى كنند) أفلا يعتبرون ولم لا ينتبهون فكما أنهم مضوا وانقرضوا إلى حيث لم يعودوا إلى ما كانوا فكذلك هؤلاء سيهلكون وينقرضون أثرهم ثم لا يعودون.
وقال بعضهم : ألم يروا أن خروجهم من الدنيا ليس كخروج أحدهم من منزله إلى السوق أو إلى بلد آخر ثم عودته إلى منزله عند إتمام مصلحته هناك بل هو مفارق من الدنيا أبداً فكونهم غير راجعين إليهم عبارة عن هلاكهم بالكلية ويجوز أن يكون المعنى أن الباقين لا يرجعون إلى المهلكين بسبب الولادة وقطعنا نسلهم وأهلكناهم كما في "التفسير الكبير" (سلمان فارسي رضي الله عنه هركاه كه بخرابى بر كذشتى توقف كردى دل بدادند ومال ورفتكان آن منزل ياد كردى كفتى كجايند ايشان كه اين بنا نهادند واين مسكن ساختند وبزارى بناليدى وجان بردر باختند تا آن غرفها بياراستند ون دلبران نهادند وون كل بشكفتند برك بريختند ودر كل خفتند) :
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣٦٤
سل الطارم العالي الذرى عن قطينه
نجا ما نجا من بؤس عيش ولينه
فلما استوى في الملك واستعبد العدى
رسول المنايا تله لجبينه
وهذه الآية ترد قول أهل الرجعة أي : من يزعم أن من الخلق من يرجع قبل القيامة بعد الموت كما حكي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قيل له إن قوماً يزعمون أن علياً رضي الله عنه مبعوث قبل يوم القيامة فقال : بئس القوم نحن إذا نكحنا نساءه وقسمنا ميراثه أي : لو كان راجعاً لكان حياً والحي لا تنكح نساؤه ولا يقسم ميراثه كما قال الفقهاء إذا بلغ إلى المرأة وفاة زوجها فاعتدت وتزوجت وولدت ثم جاء زوجها الأول فهي امرأته لأنها كانت منكوحته ولم يعترض شيء من أسباب الفرقة فبقيت على النكاح السابق ولكن لا يقربها حتى تنقضي عدتها من النكاح الثاني.
ويجب إكفار الروافض في قولهم بأن علياً وأصحابه يرجعون
٣٩٠
إلى الدنيا فينتقمون من أعدائهم ويملأون الأرض قسطاً كما ملئت جوراً وذلك القول مخالف للنص نعم إن روحانية علي رضي الله عنه من وزراء المهدي في آخر الزمان على ما عليه أهل الحقائق ولا يلزم من ذلك محذور قطعاً لأن الأرواح تعين الأرواح والأجسام في كل وقت وحال فاعرف هذا ﴿وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾ إن نافية وتنوين كل عوض عن المضاف إليه.
ولما بمعنى إلا.
وجميع فعيل بمعنى مفعول جمع بين كل وجميع لأن الكل يفيد الإحاطة دون الاجتماع والجميع يفيد أن المحشر يجمعهم.
ولدينا بمعنى عندنا ظرف لجميع أو لما بعده.
والمعنى ما كل الخلائق إلا مجموعين عندنا محضرون للحساب والجزاء.
وهذه الآية بيان لرجوع الكل إلى المحشر بعد بيان عدم الرجوع إلى الدنيا وإن من مات ترك على حاله ولو لم يكن بعد الموت بعث وجمع وحبس وعقاب وحساب لكان الموت راحة للميت ولكنه يبعث ويسأل فيكرم المؤمن والمخلص والصالح والعادل ويهان الكافر والمنافق والمرائي والفاسق والظالم فيفرح من يفرح ويتحسر من يتحسر فللعباد موضع التحسر إن لم يتحسروا اليوم.


الصفحة التالية
Icon